الكتّاب في «الحياة»، المتفرغون والمساهمون، يتمتعون بأوسع مساحة حرية في الميديا العربية كلها، وقد أتاحت لي رسالة منشورة من قارئ أن أراجع المعلومات مع جميع القراء. وجدت في بريد قراء «الحياة» قارئاً لا إسم له يخاطبني قائلاً: أراك تنهى عن أمر وتأتي مثله، فعدد من المرات أرسلت تعليقات منعت وقمعت لأنها تخالف رأيكم ومقالكم، أو لأنها ضد خط تحرير «الحياة»... بالنسبة إلى الجريدة أصر على أن لدينا مساحة حرية تتمنى مثلها الميديا العربية في كل بلد. لا منع أو نشر، وإنما يحاول جهاز التحرير حماية الجريدة ومصالحها ووجودها في البلدان العربية، فإذا كانت الرسالة ستؤدي إلى منع «الحياة» في هذا البلد أو ذاك لا تُنشر الرسالة، أو يُحذف منها ما سيؤدي إلى المنع. حتماً رسالة قارئ ليست أهم من مصلحة الجريدة وقرائها والعاملين فيها. بالنسبة إليّ شخصياً، أنا لا أرى ما ينشر في بريد «الحياة» قبل نشره، وأزعم أن بيني وبين المسؤولين عن البريد «شيك على بياض» فهم ينشرون أو يحجبون لا أنا، وما أقول هنا إنني أؤيدهم لأنني أعرف أنهم صحافيون محترفون. طبعاً أتلقى رسائل مباشرة كل يوم لا تنشر في صفحة البريد، وأرد على كل رسالة، وقد أؤيد المرسل أو أعارضه، وفي حالات قليلة أرد على قلة الأدب بمثلها طالما أن التبادل بين شخصين فقط. هذا هو الوضع مع البريد إلى «الحياة» وإليّ شخصياً، لا أكثر ولا أقل. وأرحب بكل رأي معارض، فقد أقمت في لندن 40 سنة، وأصابني «فيروس» الديموقراطية. أبقى مع القراء وبريدهم ورسائل عمّا شاهدت في البحرين الأسبوع الماضي، فقد كان للقراء، باستثناء اثنين، مثل رأيي في أن البحرين تجاوزت موجة التخريب والعنف. كنت أتمنى لو زدت على ما اخترت للنشر، إلا أن كل الأخبار العربية هذه الأيام مهم و«يجيب العصبي»، ووجدت أخبار البحرين إيجابية بالمقارنة. الشيخة مي آل خليفة أهدتني كتاباً جميلاً عن تاريخ البحرين امتلأ صوراً، شعاره «تراثنا ثراؤنا». هناك فصول عن الآثار في البحرين والعمران واللؤلؤ والأزياء والغناء والرقص والحلي والألعاب، وغير ذلك كثير. وحضرت ندوة عن السياحة تحدث فيها الأخ طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية. وكان هناك الأخ وليد الرفاعي، وأيضاً الأخ عمرو عبدالغفار، المدير الإقليمي للشرق الأوسط لمنظمة السياحة العالمية، ورأيت حولي أصدقاء من ديبلوماسيين ومفكرين مقيمين أو زائرين. كان هناك عشاء في مناسبة «احتفالية يوم السياحة العربي»، وغنّت للحاضرين غادة شبير، صاحبة الصوت العذب. وعدت إلى الفندق وقرأت برنامج الفاعليات الثقافية لمارس - ابريل (آذار- نيسان)، وبين المتكلمين المفكر المصري فاروق جويدة في 9/3، ومروان اسكندر 29/3، والزميلة العزيزة بدرية البشر 20/4، وأيضاً موسيقى ورقص وشعر. أرجو أن أعود إلى البحرين خلال سباق «الغراند بري» في نيسان (ابريل) مع أنه يتضارب مع مؤتمر في القاهرة. تابعت سباق السيارات صغيراً كبيراً، ومن موناكو وإنكلترا والبحرين إلى فرنسا، إلا أن العمل أهم، أو هذا ما يقول الناس، فلعلهم صادقون، أو لعلها مؤامرة صهيونية غاشمة أخرى. أصر على أن الإجازة أجمل من العمل لكن أنزل عند رأي القراء.
مشاركة :