تشكل خطة تركيا لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي "اس 400"، إلى جانب النظام الدفاعي القطري، تحديا جديدا من جانب موسكو تجاه النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، بحسب ما ذكر موقع "أحوال تركية"، الناطق بالإنجليزية. وتجري أنقرة والدوحة محادثات مع موسكو لشراء "اس 400" بدلا من نظام باتريوت الأمريكي، ما يحتمل أن يفسد العلاقات الأمريكية التركية ويضيف بعدًا عسكريا للتوترات في الخليج، التي زادت منذ أن فرضت السعودية والإمارات والبحرين حصارا على قطر في منتصف عام 2017.وتجري أنقرة المراحل الأخيرة من مفاوضات "إس 400"، وحث المسؤولون الأمريكيون تركيا على شراء نظام باتريوت بدلا من ذلك ، بحجة أن النظام الروسي لن يكون متوافقًا مع أسلحة الناتو وقد يعطي روسيا فرصة للتجسس على التكنولوجيا العسكرية الغربية. وعلقت الولايات المتحدة تسليم طائرات "اف-35" لتركيا، الحليف الرئيسي للناتو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، في وقت سابق هذا الشهر: لقد حذرنا تركيا من استحواذها المحتمل على اس-400 لأن هذا سيؤدي إلى إعادة تقييم مشاركة تركيا في برنامج طائرات إف-35، فضلًا عن فرض عقوبات محتملة.وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تتراجع عن صفقة الصواريخ الروسية، وقال في نهاية الأسبوع الماضي: لقد انتهت اس-400 بالنسبة لنا. أصبح ملتزمون باتفاق مع روسيا الآن، وسنبدأ الإنتاج المشترك، وربما سنصل إلى إس-500 بعد إس 400".تعتقد تركيا أن مجرد تراجعها عن صفقة إس 400 سوف يقلل من مصداقية الحزب الحاكم الذي يروج دومًا أنه نجح في صياغة سياسة خارجية مستقلة، كما أنه قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين تركيا و ورسيا بدرجة أكبر من تلك التي يمكن أن تنشأ بين تركيا والولايات المتحدة في إتمام الصفقة، خاصة أن تركيا و ورسيا في حاجة لبعضهما من أجل تسوية النزاع الدائر في سوريا. وفي الدوحة، ظهرت قضية اس-400 في المحادثات الأخيرة بين وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. ووصف ثاني جهود الدوحة لتوسيع العلاقات العسكرية مع موسكو بأنها قرار سيادي لا يهم أي دولة أخرى.
مشاركة :