توجّه جدي اعتزمت نيوزيلندا القيام به، أمس، حيث قرر مجلس وزرائها بشكل مبدئي تغيير قوانين حيازة الأسلحة عقب مجزرة المسجدين، في وقت أقال الأسترالي برينتون تارانت مرتكب المذبحة محاميه، طالبا أن يمثّل نفسه أمام المحكمة، بينما تكشّفت تفاصيل عن طريقة حصول المجرم على الأسلحة، وفي مايلي آخر التطورات: مجتمع أكثر أمناً – أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن أن الائتلاف الحكومي سيشدد قوانين حيازة الأسلحة، بعد أن توصل مجلس الوزراء لقرارات مبدئية في هذا الشأن: «في غضون عشرة أيام من هذا العمل الإرهابي المروع سنكون قد أعلنا إصلاحات أعتقد أنها ستجعل مجتمعنا أكثر أمناً». – لم تقدم أرديرن تفاصيل عن قوانين الأسلحة الجديدة، إلا أنها قالت إنها تؤيد فرض حظر على الأسلحة الآلية عقب الهجوم. وحضّت مالكي الأسلحة الذين يفكرون في تسليمها على فعل ذلك: «الدرس الواضح الذي علمه لنا التاريخ في أنحاء العالم هو أن نجعل مجتمعنا أكثر أمناً.. حان وقت التصرف». – تابعت رئيسة الوزراء: «أعتقد بشدة أن الأغلبية الساحقة من مالكي الأسلحة في نيوزيلندا ستتفق مع الشعور العام بأن تغييراً يجب أن يحدث». متجر الأسلحة – قال ديفيد تيبل، مالك متجر «جان سيتي» للأسلحة في مؤتمر صحافي في كرايستشيرش، إن تارانت اشترى أربعة أسلحة وذخائر من المتجر عن طريق الإنترنت، بصورة قانونية، في الفترة بين ديسمبر 2017 ومارس 2018، لكن المتجر لم يزوده بالسلاح القوي، الذي استخدم في المذبحة. – أضاف تيبل: «لم نرصد أي شيء غير عادي بشأن حامل الترخيص». إقالة المحامي – أقال تارنت الذي مثل أمام المحكمة، السبت، بتهمة قتل 50 شخصا، محاميه، ريتشارد بيترز، الذي عينته المحكمة لتمثيل تارنت أثناء جلسة استماع أولية. – لم يتقدّم تارانت بطلب للإفراج عنه بكفالة، وسيظلّ في السجن حتّى مثوله مجدّداً أمام المحكمة في 5 أبريل. – قال المحامي إن تارنت «أشار إلى أنه لا يريد محامياً». وتابع: «هو يريد أن يمثّل نفسه في القضية»، مقللا من مزاعم أن تارنت ربما لا يكون لائقا عقليا للمثول أمام المحكمة. وأكّد أن «الطريقة التي قدمها كانت عقلانية و(تنبئ عن) شخص لا يعاني أي إعاقة عقلية». (أ.ف.ب، رويترز) المجرم زار إسرائيل أعلنت الناطقة باسم وزارة الداخلية للسكان والهجرة الإسرائيلية سابين حداد «إن المتهم برنتون تارانت دخل إسرائيل في أكتوبر 2016 بتأشيرة دخول سياحية مدتها ثلاثة أشهر، ومكث في البلاد تسعة أيام». ولم تتطرق إلى تفاصيل إضافية متعلقة بالأسترالي مرتكب مذبحة المسجدين في نيوزيلندا. «فتى البيض» مجدداً في تصرف نبيل، قرر ويل كونولي، الفتى الذي رشق سيناتوراً أستراليّاً متطرفاً بالبيض، أن يقدم أغلب التبرعات المالية التي حصل عليها لعائلات الضحايا الذين سقطوا في هجوم المسجدين بنيوزيلندا. وتم إطلاق حملة تبرعات لفائدة الفتى، ونجحت حتى الآن في جمع 42 ألف دولار. إلى ذلك، انتقد نشطاء تعليق موقع تويتر الحساب المنسوب لفتى البيضة. وقبل تعليق حسابه، قال ويل كونلي في تغريدة «يسألني الناس ما أسباب قيامي بهذا، لأكون صادقاً قمت بذلك لإغلاق أفواه المحرضين. الإرهاب لا دين له! المسلمون ليسوا إرهابيين! لقد حصل على ما يستحق، هذا كل شيء!». أردوغان: لا عودة للقسطنطينية أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن الأمة التركية باقية في إسطنبول، ولن يتمكّن أحد من تحويل هذه المدينة إلى «قسطنطينية» مجدداً. جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في احتفالات الذكرى السنوية الـ 104 لانتصار الدولة العثمانية في معركة جناق قلعة عام 1915، ويوم الشهداء. وقال أردوغان: «سنبقى هنا إلى يوم القيامة، ولن تجعلوا من إسطنبول قسطنطينية». كما تطرّق أردوغان إلى الهجوم الإرهابي الأخير في نيوزيلندا، قائلاً: «يمتحنوننا عبر الرسالة التي بعثوها لنا من نيوزيلندا التي تبعد عنّا 16 ألفاً و500 كم.. لدينا تاريخ سنسطّره ضد كل يد ترفع في وجه المسلمين والأتراك والأبرياء في شتى أنحاء العالم. «الإسلاموفوبيا» جذورها ضاربة في أستراليا قال صحافي غربي إن ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) راسخة في المجتمع الأسترالي، وإن أي شاب عمره 28 عاماً قد ترعرع في عصر راجت فيه العنصرية، حتى أصبحت ثقافة عامة في البلاد. وكتب جيسون ويلسون في مقال بصحيفة الغارديان البريطانية تعليقاً على الهجوم الذي شنه شاب أسترالي على مسجدين في نيوزيلندا. ويقول الكاتب –وهو من أصول أسترالية- إن -ما وصفها بالكارثة- جعلت الناس في مسقط رأس مرتكب الجريمة يفكرون ملياً ويتساءلون عن الكيفية التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد، وعما إذا كان الجاني ينتمي إليهم حقاً. ويضيف أن هناك نقاشاً مستفيضاً يجري على الصعيد الدولي عن دور ثقافة الإنترنت الثانوية واليمين المتطرف في هجوم نيوزيلندا، وما تتضمنه تلك الثقافة من رموز وإشارات تشير إلى تفوق العِرق الأبيض. ولم يتسنَّ التدبر كثيراً في حقيقة مهمة، وهي أن أي شاب في عمر الإرهابي سفاح المسجدين قد تربى في أستراليا في فترة شهدت تفشياً سريعاً لمظاهر العنصرية وكراهية الأجانب والعداء للمسلمين، حتى تكرَّست في الثقافة العامة للدولة. ولطالما عُومل الإسلام والمسلمون في أغلب الأحيان –إبان مشاركة أستراليا في الحرب على الإرهاب- باعتبارهم أعداءً للشعب، وراج خطاب التحريض على الكراهية ضدهم. غير أن الكاتب يرى أن العنصرية في أستراليا لم تنطلق عام 2001؛ فالقومية البيضاء كانت هي المبدأ الذي تأسست عليه الدولة، ثم توالت الأحداث خلال العام الأول من الألفية الثالثة، لتجد ظاهرة الإسلاموفوبيا -عملياً- طريقها لتصبح ثقافة عامة. وضرب الصحافي الغربي أمثلة على تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام بما حدث لسفينة تامبا التي كانت تقل أكثر من أربعمئة لاجئ أفغاني وعراقي، حيث رفضت أستراليا السماح لها بالرسو في موانئها. واعتبر جيسون ويلسون ذلك الرفض محاولة «مكشوفة» من جانب حكومة المحافظين آنذاك للفوز بالانتخابات، وذلك بالعزف على وتر الخوف من الغرباء، وقد نجحت الحيلة. ويمضي المقال إلى أن أغلب المهاجرين الذين وصلوا أستراليا واعتقلتهم السلطات هناك كانوا من المسلمين. ولطالما زعم السياسيون أن حبس هؤلاء يأتي كإجراء يتعلق بسلامة الدولة بحجة أن بعضهم قد يكونون إرهابيين. واستشهد ويلسون بما كتبه المحلل السياسي الأسترالي المحافظ أندرو بولت الذي أثار قضية التحوُّل الديمغرافي (السكاني) الذي زعم أن بلاده تعانيها، وهو الهاجس نفسه الذي يؤرق القوميين البيض. ورسم بولت صورة محتملة لمستقبل بلده الذي يشهد «موجة عاتية من المهاجرين تكتسح هويتنا الوطنية»، مشيراً إلى أن أستراليا تتعرض لهجوم ديمغرافي. ويمضي جيسون ويلسون إلى القول إن في أستراليا الآن تشكيلة من المؤلفات والمقالات لقوميين بيض من مدونين معادين للسامية، إلى «متسللين محتملين للأحزاب اليمينية الرئيسية».
مشاركة :