لندن – اعتبر نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي الاثنين ان المجزرة التي وقعت داخل مسجدين في نيوزيلندا الجمعة وأودت بحياة خمسين شخصا، "استهدفت أيضا تركيا ورئيسها" رجب طيب إردوغان، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول الحكومية. وحاول إردوغان الاحد تصوير عملية إطلاق النار داخل مسجدي النور ولينوود في كرايست تشيرش، على أنها "إرهاب مسيحي". كما وضع الرئيس التركي نفسه من جديد في موقف المدافع عن المسلمين. وأرسل إردوغان الذي يحلو لأنصاره تلقيبه بالسلطان نائبه أوقطاي ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو ووعد بزيارة الى نيوزيلندا العام الجاري لإظهار التضامن مع هذا البلد الذي تسكنه أقلية مسلمة لا تتجاوز 1 بالمئة من مجموع السكان البالغ خمسة ملايين. ولم يقدم أوقطاي توضيحات إضافية، لكنه قال خلال لقائه حاكمة نيوزيلندا باتسي ريدي في مدينة كرايست تشيرش ان عملية اطلاق النار "جرت بناء على خطة مسبقة تم إعدادها". ونقلت عنه وكالة الأناضول قوله ان "مرتكبي تلك المجزرة يستهدفون أيضا تركيا ورئيسها". ولم يُقتل أتراك في الهجومين لكن تم الاعلان عن إصابة ثلاثة. وقال تشاوش اوغلو في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية "لن نترك هذا الأمر، لأن المسلمين في نيوزيلندا، وحتى في العالم منزعجون للغاية من العنصرية والإسلاموفوبيا المتصاعدة". وفي تصريحات صحفية حول الزيارة، أوضح أوقطاي أنه جاء نيوزيلندا بتعليمات من الرئيس أردوغان مباشرة بعد الهجوم. وذكر أنهما التقيا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية إضافة إلى الوزير المسؤول في كرايست تشريتش، وزارا بعدها اتحاد الجمعيات المسلمة في نيوزيلندا، واجتمعوا مع إمام المسجد الذي كان يلقي خطبة الجمعة أثناء حدوث الهجوم. وذكر تشاوش أوغلو ان تركيا ستطرح "الهجوم الإرهابي" في كرايست تشيرش في كافة المحافل الدولية بما فيها الأمم المتحدة وقبل ذلك، زار أوقطاي وتشاوش أوغلو الجرحى الأتراك. ويصور اردوغان نفسه زعيما اسلاميا داخل وخارج تركيا العلمانية التي بات يسيطر عليها حزب الرئيس العدالة والتنمية الاسلامي الذي يحكم البلاد منذ 13 عاما ويسعى الى أسلمة المجتمع. وقال الرئيس التركي الأحد، أمام تجمع انتخابي مشترك لتحالف الشعب، الذي يضم حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية إن "الجميع وفي مقدمتهم الأمم المتحدة يصفون هجوم نيوزيلندا بأنه ضد الإسلام". وأضاف "لكنهم لا يستطيعون القول إن هذا الشخص إرهابي مسيحي"، في اشارة الى منفذ اطلاق النار برينتون تارنت الذي يعادي المهاجرين ويعتقد بتفوق العرق الأبيض. وتجري تركيا الانتخابات المحلية المرتقبة نهاية مارس/آذار الحالي. وتحولت تركيا الى النظام الرئاسي مع تركز السلطات بيد الرئيس الذي يمجد "الخلافة العثمانية" التي انتهت في مطلع العشرينيات من القرن الماضي وحلت مكانها الجمهورية التركية.
مشاركة :