روّجت الحكومة البريطانية خلال فترة الحرب الباردة وثائق مزورة، وأرسلتها لصحافيين وأكاديميين لمدة 30 عاماً، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وتم إيداع نحو ألفي وثيقة في الأرشيف الوطني البريطاني بداية العام الجاري، جلّها من إنتاج «قسم أبحاث المعلومات» وهي وحدة سرية مختصة بالدعاية (بروبغاندا) في وزارة الخارجية. ونقلت «بي بي سي» إن هذه الوحدة كانت توظف ما يتراوح بين 400 و600 شخص في بداية الستينات من القرن الماضي، وركزت عملياتها على الخارج إلى جانب محاولات «تسريب» معلومات لمراسلين وأكاديميين موجودين في لندن. وكان من بين العمليات التي أشرفت عليها هذه الوحدة في الخارج، استغلال حادث مغادرة طلاب أفارقة بلغاريا التي كانت تابعة للكتلة الشرقية، على خلفية تمييز عنصري ضدهم. وقامت وحدة «أبحاث المعلومات» بتزوير بيان صحافي نسبته لـ«الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي (WFYD)»، وهي منظمة مدعومة من جهات شيوعية، ووزّعته على مئات الصحف وكتاب الرأي. وجاء في البيان تعبيرات عنصرية ضد الطلبة الأفارقة، مما أثار موجة غضب واسعة. وبعد أسابيع من ذلك، تبرأ الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي من البيان، وأكّد أنه مزور. إلى ذلك، أظهرت الوثائق أن الوحدة السرية ألّفت ووزعت تصريحات من المعهد الدولي للسلام في فيينا في عدة مناسبات. كما زوّرت ملصقات تابعة للاتحاد الدولي للطلاب، مستبدلة كلمة «الولايات المتحدة» بحروف صينية، بهدف تحويل حملة مناهضة للسلاح النووي في الولايات المتحدة إلى حملة معادية للانتشار النووي في الصين.
مشاركة :