مناقشة استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي

  • 3/19/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ناقش ملتقى أفضل التطبيقات الشرطية الثاني عشر الذي تنظمه القيادة العامة لشرطة دبي تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في اليوم الثاني لفعالياته، تحديات استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي ومكافحة الجريمة، مُلقياً الضوء على مجموعة من الدراسات والابتكارات التي عرضتها الأجهزة الشرطية من 16 دولة في مجال تطويع الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجريمة والقبض على مرتكبيها. وبحث قادة الشرطة خلال اليوم الثاني دور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن والسلامة العامة في المجتمع، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال عمل الأدلة الجنائية وعلم الجريمة بما يساهم في تقديم أدلة دامغة إلى الجهات القضائية حول الجرائم، إلى جانب توفير معلومات ودلائل إلى الأجهزة الشرطية لفك ألغاز الجرائم المعقدة. التحقيق الجنائي في الجلسة الافتتاحية، تحدث سيل بول، رئيس الجمعية الدولية لقادة الشرطة، عن التحقيق الجنائي في القضايا الإلكترونية «السيبرالية»، مؤكداً أن هذه الجرائم العابرة للحدود تؤكد ضرورة وجود تعاون بين كافة الجهات الشرطية لمكافحتها إلى جانب ضرورة عمل الدول على إصدار تشريعات لحماية الناس من استغلال المجرمين للشبكات العنكبوتية. وحث رئيس الجمعية الدولية لقادة الشرطة الشركات الخاصة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والجهات الحكومية إلى العمل جنباً إلى جنب على تقديم الدعم لضحايا الجرائم السيبرالية والتعاون في جمع الأدلة والمعلومات الرقمية التي تساهم في ضبط المجرمين وتقديمهم للعدالة. كما أكد أهمية عمل الجهات الحكومية والمواطنين من أجل منع استغلال الشبكات العنكبوتية في ارتكاب الجرائم العابرة للحدود ومواجهة التحديات المستقبلية الناجمة عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يحقق الأمن والأمان للمجتمعات. الجهود اليابانية من جانبه، تحدث ماساميتشي أغوا، نائب مدير التخطيط والذكاء الاصطناعي في وكالة الشرطة الوطنية اليابانية، عن الجهود التي تقوم بها الشرطة اليابانية في مواجهة الجريمة السيبرالية. ولفت إلى أن اليابان عرفت تراجعاً في عدد السكان والقوى العاملة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعني أنه لا يمكن العثور على موظفين شرطيين بدلاً من مكان المتقاعدين لذلك تعتمد أجهزة الشرطة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملها، ومنها نظام توقع الجرائم الذكي. ولفت إلى أن شرطة مدينة كاريجاوا وضعت خطة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال إجراء دراسات تعتمد على عمليات «التعلم المُعمق في الذكاء الاصطناعي»، إلى جانب العمل على جمع البيانات عن الأعداد السكانية والمناخ والبيئة المحيطة. الذكاء في «التوقيف» من جانبها تحدثت شينا اوروين من شرطة مقاطعة دورهام في المملكة المتحدة عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في توقيف المتهمين في القضايا الجنائية. كما استعرضت شينا اوروين نظاماً خاصاً ذكياً «لدراسة ماضي أصحاب السوابق لمنع وقوع جرائم مشابهة للتي ارتكبوها مستقبلاً»، وذلك استناداً إلى عدة معايير منها المنطقة التي يقطنوها ودراسة الحالة الاقتصادية والاجتماعية لهم، بهدف محاولة التنبؤ بإمكانية وقوع الجرائم مشابهة. تطويع الذكاء ومن جانبه، أكد باترك فوس، مدير مركز أبحاث الجرائم السيبرانية في الشرطة الاتحادية الألمانية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح مجالاً مهماً في العمل الشرطي في ظل استخدام إمكانية استغلال هذه التقنيات من قبل المجرمين، مشدداً على أهمية استشراف المستقبل وتطويع الذكاء الاصطناعي في خدمة أمن المجتمع. وشدد على أهمية استغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لما تقدمه من معلومات ذات جودة عالية لخدمة العمل الشرطي كقراءة لوحات السيارات بدقة وكذلك توفير البيانات عبر غوغل ايرث وغيرها. مؤكداً أن هناك إيقاعاً سريعاً للتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي ويجب مواكبتها من قبل الأجهزة الشرطية، مستعرضاً في الوقت ذاته إحدى تقنيات التعرف إلى الوجوه ومدى التطور الذي شهدته في قدرتها على رسم صورة الجاني من خلال المعلومات التي يقدمها عن الضحية بدقة عالية جداً. وعرض باترك فوس خلال الملتقى مجموعة من الصور وكيف تم استخدام التكنولوجيا للتلاعب فيها بطريقة مُحترفة دون أن يستطيع أي حد معرفة التميز بينها وبين الحقيقية، مبيناً أن هناك 2 مليار صورة سيلفي على غوغل يمكن أن تصبح تحدياً مستقبلاً في استغلالها من خلال التلاعب في حقيقتها، وهو ما يؤكد أهمية عمل الشرطة سوية لمواكبة التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي. الداخلية الفرنسية وقدم ريجيه باسيري، المستشار الاستراتيجي في وزارة الداخلية الفرنسية، ومدير مركز الذكاء الاصطناعي، ورقة عمل بعنوان «الذكاء الاصطناعي كأداة لتحديث وتنشيط العمل الإداري في وزارة الداخلية الفرنسية»، مؤكداً أن وزارة الداخلية والقوات المسلحة استفادتا من التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال توفير كم كبير من البيانات لها في مختلف المجالات للتعامل مع الجرائم وكشفها وتحقيق الأمن للمجتمع. مشروع نيو ومن جانبه تحدث المفوض جان فابريس بول كوفي من الشرطة الفرنسية عن مشروع نيو «NEO» وهو مشروع ذكي لإدارة استخدام المعدات التشغيلية لدى الشرطة الفرنسية في العمل الميداني من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مبيناً أن المشروع يتم تشغيله عبر نظام أندرويد، ويوفر نقلاً مشفراً للشرطة من خلال الدوريات، ويحتوي على نظام «جي بي اس» خاص بالشرطة يحدد أماكن الدوريات وتحركاتها. الجلسة الثانية أما الجلسة الثانية للملتقى التي أدارها العميد خالد ناصر الرزوقي، مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي في شرطة دبي، فناقشت دور تكنولوجيا المستقبل في الأمن والسلامة العامة، حيث قدم الرائد أحمد الشامسي من شرطة أبوظبي شرحاً حول مشروع «المدينة الآمنة» الذي يتضمن مجموعة من الأنظمة الأمنية والمرورية تقوم على أسس التكامل والترابط ضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي. عيون من جانبه، قدم الملازم أول علي الشحي من شرطة دبي شرحاً حول مشروع «عيون»، مشيراً إلى أن المشروع يهدف إلى خلق منظومة أمنية متكاملة تعمل من خلال كافة الشركاء الاستراتيجيين على استغلال التقنيات الحديثة والمتطورة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمنع الجريمة. وبين أن المشروع يأتي تنفيذاً لخطة دبي 2021 وسيسهم في دعم عملية اتخاذ القرار وضمان تغطية جميع المناطق الحيوية والطرق، والاستغلال الأمثل للموارد البشرية من خلال تقليل نسبة التدخل البشري. الرفاهية والتحديات وقدم الدكتور إيان هيكسيث من كلية الشرطة في المملكة المتحدة ورقة عمل حول التحديات التي تواجه الشرطة العالمية في ظل استخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحقق الرفاهية للناس لكنها تفرض في الوقت ذاته على الأجهزة الشرطية العمل الدؤوب من أجل مواكبتها لما تخلقه من تحديات. من جانبه، قدم جيمس سليسور من المملكة المتحدة، ورقة عمل حول اتجاهات التكنولوجيا وتأثيرها على السلامة العامة في العمل الشرطي في المستقبل، فيما قدم السيد لورانزو جوانزاليز مدير الابتكار الرقمي في شركة «اتش بي» ورقة عمل تطرق خلالها إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في تحقيق السلامة العامة. الجلسة الأخيرة وتناولت الجلسة الثالثة والأخيرة للملتقى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الأدلة الجنائية، حيث قدمت البروفسور دي ايتا كاي ميلز من جامعة فلوريدا ورقة عمل حول الاستفادة من الروائح في كشف جرائم المستقبل. وقدم ادريان دي جراتسيا قائد فريق الشرطة الفيدرالية الأسترالية شرحاً حول استخدام العلوم والتطورات التكنولوجية في مجال في الأدلة الجنائية. تحديات قدم الدكتور فؤاد تربح والرائد عدنان لنجاوي وابتسام العبدولي من شرطة دبي في ختام اليوم شرحاً إلى المشاركين حول الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة والإنجازات التي حققتها والتحديات المستقبلية إلى جانب المبادرات المتنوعة وأهم العلوم الشرطية التي تستخدمها في مجال كشف الجرائم وتقديم الأدلة للقضاء.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :