يتساءل الإنسان السوي اليوم ويقول في نفسه: ماذا جرى للناس.. معقولة كل هذا التغيير الذي نراه، هل نحن صح، أم الآخرين صح..؟! تمر على الإنسان منَّا أحداث ومواقف، يصاب فيها بالدهشة التي تجعل لسانه لا ينطق، وتجعل أصابعه لا تكتب، فقط يقف ويشاهد الذي يحدث ويقول في نفسه، أتمنى من الله أن يلهمني الصمت في مثل هذه المواقف. شيء غريب يحدث أمامنا، الوجوه تتحول بسرعة، الوجوه تتبدل وتتقلب مثل طقس البحرين هذه الأيام. أحد الأخوة الذي انخفض راتبه بعد التقاعد الاختياري وهو يعلم قيمة الخفض في الراتب، قال له صديقه، لماذا تخرج إلى التقاعد والفرق في راتبك سيصبح ملموسا؟ فقال له: «الفرق ملموس، لكني لا أستطيع أن أبقى أكثر في المكان الذي أنا فيه، أشتري صحتي، وعافيتي، وسلامة قلبي، أفضل من أن أبقى في مكان يجعلني أندب حظي كل صباح وأنا ذاهب إلى العمل». أصبحنا في عالم مشحون كل إنسان يريد أن يأكل الذي أمامه، حتى في بعض الأحيان هناك من يريد أن يأكل أخيه ابن أمه وأبيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. خلال فترة وجيزة أصبح المواطن يسمع كلاما يحتار فيه، ثم يقول في نفسه هل يعقل أن يقال هذا الكلام ؟ هل البعض أصبح مفصولا عن الواقع إلى هذه الدرجة؟ لا نريد أن ندخل في النيات، ولكن الكلام الظاهر تفسيره مؤلم. الزمن صعب جدا، والثبات من عند الله سبحانه، نسال الله أن يثبتنا وإياكم على الحق والعدل، وألا يجعلنا يوما نبدل أقنعتنا أكثر مما نبدل جواربنا. شيء مؤلم للغاية، حتى وإن أردت أن تصمت، ولا تتحدث وتحترم نفسك، هناك من يخرج ويفسر صمتك على أنه ضعف، أو خوف، وهو البته ليس كذلك ولكن الهواء أصبح ملوثا للغاية، والصمت في كثير من الأحيان أبلغ، وربما أسمى. يتمنى الإنسان منا أحيانا لو أنه يستطيع أن يمسك إبرة وخيط ليخيط فمه فلا يتحدث، ويربط أصابعه ببعضها حتى لا يكتب، فما يجري أمامنا شيء مؤسف ومحبط ويدعو إلى الأسى. من أسوأ الأمور حين يصبح الطقس به غبار ورطوبة معا، الرطوبة خانقة، والغبار كذلك.
مشاركة :