كشفت نائبة المدعي العام في المحكمة الاتحادية في نيويورك أن متهما في تنظيم القاعدة استخدم أسماء نسائية كرموز للمواد الكيميائية لصنع قنابل. ويتهم الادعاء الأميركي عابد نصير (28 سنة)، من أصل باكستاني بالتخطيط لمؤامرة دولية كان من المقرر تنفيذها في الولايات المتحدة والنرويج وبريطانيا، ويُواجه نصير في محكمة بروكلين اتهامات بـ«التآمر لتقديم دعم مادي لتنظيم القاعدة»، فضلا عن «التآمر لاستخدام جهاز مدمر في المملكة المتحدة». وكشفت في المحكمة وثائق سرية تعود لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، وزعماء الإرهاب التابعين له، عن هجمات كان مخططا لها ضد روسيا وبريطانيا وأوروبا. وقالت زينب أحمد، مساعدة المدعي العام في نيويورك، إن المتهم، الباكستاني البريطاني عابد نصير، أرسل رسائل بريدية عبر الإنترنت في عامي 2008 و2009 إلى شخص لينقلها إلى نائب رئيس تنظيم القاعدة للعمليات الخارجية. وقالت أحمد أمام القاضي، وقدمت وثائق تثبت ذلك، إن نصير، الذي يواجه السجن مدى الحياة إذا أدين، استعمل أربعة أسماء نسائية لوصف أربعة أنواع من القنابل، حيث كتب: «(هوما).. ضعيفة وصعبة الإقناع»، وقصد مادة «بيروكسيد الهيدروجين»، والتي يحتاج إعدادها إلى أسابيع لتصل نسبة التركيز فيها إلى 85 في المائة.. وكتب: «(نادية).. فتاة صافية مثل الكريستال»، وقصد «نترات الأمونيا»، وهي مادة بلورية بيضاء، وكثيرا ما تستخدم في صنع قنابل محلية الصنع.. وكتب: «(فوزية) أحيانا (استعمل كلمة قذرة)»، وقصد قنبلة محلية مصنوعة من الدقيق والسمن.. وكتب: «تحب (غلناز) المال»، وقصد قنبلة تصنع محليا من بهارات، منها القرفة، والكمون، والفلفل. وأضافت نائبة المدعي العام أن نصير أشار إلى حب النساء للجواهر والزينات والملابس الأنيقة. واستعمل كلمات في هذا المجال لوصف قنابل ورموز، مثل أن «فستانا» يمثل قنبلة انتحارية توضع حول البطن، ومثل أن معادن في أشكال حلقات أذن، أو أساور يد، أو عقود رقبة، يمكن أن تستعمل في صنع قنابل. كانت الشرطة البريطانية اعتقلت نصير عام 2009، بعد متابعته لفترة طويلة من الزمن، وأيضا متابعة رسائل البريد الإلكتروني التي كان يرسلها، خاصة بعد أن أرسل رسالة كتب فيها: «سأحدد موعدا مع نادية لارتداء نقاب»، وفهمت الشرطة أنه اقترب من تحقيق هدفه. وفي وقت لاحق، نقل نصير من بريطانيا إلى نيويورك ليواجه اتهامات مسبقة ضده. وحسب وثائق نائبة المدعي العام، تدرب نصير على يدي رشيد رؤوف، وهو المتشدد البريطاني الذي كان اعتقل بعد كشف خطته لإسقاط طائرة في رحلة عبر الأطلسي من لندن إلى نيويورك. وخطط رؤوف، أيضا، لتفجير مركز «ارنديل» في مانشستر، في بريطانيا. وفي شهادة قدمها نصير للشرطة بعد اعتقاله، نفى أنه كان يخطط لأعمال إرهابية. وقال إنه كان يعلق على تعليقات شخص قابله على الإنترنت. وقال الشخص إنه من بيشاور، في باكستان، وهي نفس المدينة التي ينتمي إليها نصير. وفي الشهادة، نفى نصير أنه كان يرمز لمواد ومتفجرات بأسماء نساء. وأكد أنه كان، حقيقة، يقصد نساء عاشرهن، أو كان يريد معاشرتهن. وأنه كان يريد الزواج من المرأة التي ستروق له. غير أن زينب أحمد، مساعدة المدعي العام في نيويورك، والتي تولت تقديم القضية إلى المحكمة الاتحادية، نفت ادعاءات نصير. وقالت إن الشخص الذي كان يرسل له نصير الرسائل الإلكترونية هو «صهيب»، الذي كان يتعاون مع «عبد الحفيظ»، الذي هو، حقيقة، صالح الصومالي، من مساعدي أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة الذي قتلته قوات أميركية قبل أربع سنوات. بالإضافة إلى الاتهامات ضد نصير في بريطانيا، ومنها تفجيرات في مانشستر، وقنبلة في طائرة تعبر الأطلسي من لندن إلى نيويورك، يحاكم نصير في نيويورك باتهامات أنه شارك في التنسيق لتفجيرات في قطار تحت الأرض في نيويورك. وأيضا، في التنسيق لتفجير صحيفة في الدنمارك كانت نشرت رسومات للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وفي مرافعتها، ربطت مساعدة المدعي العام في نيويورك بين هذه الخطط وبين الرسائل الإلكترونية التي أرسلها نصير. وربطت أيضا بين هذه وبين رسائل إلكترونية كان أرسلها نجيب الله زازي، وهو باكستاني اعتقل وحوكم في نيويورك. وكان أيضا يستعمل أسماء نسائية في وصف أنواع القنابل والمتفجرات. وحصل الادعاء، في قضية زازي، مثلما في قضية نصير، على وثائق من موقع «ياهو» فيها اتصالات البريد الإلكترونية. واستعمل الرجلان حسابا في باكستان باسم «سناء بختانا آت ياهو دوت كوم». لكن، كان الحساب، حقيقة، باسم «صهيب». وأمس الثلاثاء، في محكمة نيويورك الاتحادية، بدأت مناقشات هيئة المحلفين. ويتوقع أن تصدر حكمها قبل نهاية هذا الأسبوع.
مشاركة :