في حياة كل منا قصص وحكايات عالقة من عمر الطفولة والصبا، أخذتنا معها إلى عوالم نائية من البهجة والمتعة، حملت بين سطورها فضاءً ملوناً من المغامرات والتشويق والخيال، نعاود الحنين إليها مهما بلغ بنا العمر. قصص الأبطال أم ظاعن، 35 سنة، زوجة وأم لأربعة أطفال، تقول: أعشق تلك النظرات التي أراها في عيني طفلي وهي مليئة بالترقب والفضول حينما أدخل عليه قبيل نومه، حاملة بيدي قصة من قصص الأبطال الخارقين التي تستهويه. وتضيف: ولدي ظاعن يبلغ من العمر 9 سنوات، لذلك عادة ما أكون حريصة في انتقاء ما أسرده عليه من حكايات وقصص، بحيث اختارها مفعمة بشخصيات بطولية محاولة أن أغرس في ذهنه أفكاراً وقيما تجعله أكثر طموحاً وخيالاً. الخيال ويعبر سالم المزروعي، أب لسبعة أطفال، عن تجربته مع حكايات ما قبل النوم، فيقول: خلال تجربتي مع ابني الأول عمر، لمست الآثار الإيجابية للقراءة المبكرة على بناء وتكوين شخصيته وأفكاره، واكتشفت أن القراءة تنمي خياله وتفسح له المجال للتفكير بطريقة أوسع خصوصاً عندما أبدأ بحكاية مغامرة تحمسه وأطلب منه إكمالها من مخيلته. ويستكمل: مع مرور السنوات كبر عمر ونضج ومازال متعلقاً بعادة القراءة قبل النوم، كما يوجه باقي إخوته الصغار إلى التحلي بذات الهواية والشغف، في وصفه لأهمية القراءة. بصمة جميلة يتحدث علي عبدالله، 20 سنة، طالب جامعي فيقول: استماعي لقصص جدتي منذ صغري ترك بصمة جميلة في ذاكرتي فهي نمت الجانب المعرفي لدي وساهمت في زيادة مصطلحاتي اللغوية في عمر صغير، الأمر الذي جعلني متفوقاً في مادة اللغة العربية، ومتمكناً في التعبير الكتابي والشفوي، مما حفزني فيما بعد في تطوير وإجادة اللغة الإنجليزية، فبدأت بقراءة الكتب الأجنبية ومنها الرواية الشهيرة «الحديقة السرية» للمؤلفة فرانسيس هدسون، مما فتح أمامي آفاقاً أوسع للعلم والمعرفة. فيما تحدثت سارة المزروعي، 17 سنة، طالبة ثانوية عن فوائد القراءة، قائلة: حبي للقراءة ارتقى بمداركي كافة وجعل خيالي خصباً منذ نعومة أظفاري، حيث إنني بدأت بكتابة القصص القصيرة وأنا في التاسعة من عمري، متأثرة بما ترسخ في ذهني من أفكار وانطباعات. فأمي كانت شديدة الحرص على غرس حب المطالعة في نفسي، من خلال القصص المشوقة التي كانت تحكيها لي على الدوام. وبدوري، تابعت هذا النهج والنمط وجعلته أسلوب حياة، وأطمح في المستقبل للتعمق في دراسة الأدب العربي والتخصص في الكتابة والتأليف.