تراهن اليابان بشكل متزايد على استخدام الآلات ذاتية الحركة، الروبوت، والذكاء الاصطناعي، في تقديم الرعاية الصحية لمواطنيها، وذلك في ضوء الشيخوخة المتسارعة لليابانيين. وبحسب "الألمانية"، فإن آلات الروبوت البسيطة التي تساعد الأطقم الصحية في توفير الرعاية الصحية للمسنين كانت محل اهتمام المطورين منذ فترة طويلة. لكن اليابان، صاحبة ثالث أقوى اقتصاد في العالم، تعتزم الآن التوسع أكثر في استخدامات هذه الأجهزة. وأوضحت أيكو تاكيجاوا، مديرة معرض ميدتك الطبي للتقنيات الطبية، الذي يعد أكبر معرض آسيوي للأجهزة الطبية والروبوت المستخدم في قطاع الرعاية الصحية، أن "سوق الروبوت تنمو"، وقالت "نلحظ اهتماما متزايدا بهذه الأجهزة". وبدأ المعرض أمس في طوكيو. وخلافا لمعظم السنوات السابقة فإن معرض هذا العام لا يركز على الإنسان الآلي الذي يسير على قدمين، بل على موضوعات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي وأفكار حلول لمشكلات تقنية في جميع القطاع الطبي. أصبحت شيخوخة المجتمع التي تعانيها اليابان بوتيرة متسارعة بشكل غير موجود في أي بلد صناعي آخر في العالم، تتسبب في نقص متزايد في القوى العاملة في اليابان، خاصة في قطاع الرعاية الصحية، حيث تشير آخر التقديرات الحكومية هناك إلى أن هذا القطاع سيعاني نقصا مقداره نحو 370 ألف وظيفة بحلول عام 2025. رغم أن اليابان تعتزم استقدام مزيد من الأجانب من الخارج لسد هذا النقص، إلا أن المختصين المعنيين يرون أن ذلك وحده لن يكفي، وأن تزايد متوسط الأعمار في اليابان بشكل يؤدي إلى شيخوخة المجتمع، يتطلب مزيدا من الاستثمارات في التقنيات الحديثة والفن الصناعي والأجهزة آلية الحركة، حسبما جاء في تقرير نشرته الحكومة اليابانية أخيرا. ورغم أن اليابان هي أكبر منتج للروبوت الصناعي على مستوى العالم، إلا أنها كانت لا تزال تحبو العام الماضي وراء الولايات المتحدة وألمانيا في مجال الروبوت المستخدم في القطاعات الخدمية، وفقا لتقرير بهذا الشأن لصحيفة "نيكي" اليابانية. وقالت الصحيفة في تقريرها أمس، "إن قطاع صناعة الروبوت في اليابان بحاجة إلى رأسمال جريء"، حيث تعد اليابان صاحبة أقل نصيب في المشروعات الناشئة في قطاع الروبوت الخدمي مقارنة بالدول الخمس صاحبة أكبر أسواق على مستوى العالم. وتوقعت منظمة إنيرجي آند إنداستريال تكنولوجي ديفلوبمنت للأبحاث، المعنية بتقنيات الطاقة والتقنية الصناعية، المدعومة من الحكومة اليابانية، أن تنمو سوق الروبوت في قطاع الخدمات في اليابان إلى 4.9 تريليون ين "44 مليار يورو" عام 2019، مقارنة بـ 373 مليار ين عام 2015.