«باليه سندريلا» في القاهرة ... حركة مبهرة وموسيقى متميزة

  • 3/4/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استمتع جمهور أوبرا القاهرة بعرض البالية العالمي الشهير «سندريلا» للمؤلف الموسيقي الروسي سيرجي بروكوفييف (1891- 1953). وعلى رغم أن العمل من الرصيد الفني لفرقة باليه أوبرا القاهرة، إلا أنه لم يُعرض منذ 14 سنة، حيث قدم أخيراً تكريماً للراحل عبد المنعم كامل مؤسس الفرقة الذي تمر هذه الأيام سنة على رحيله، وكان العمل من باكورة إنتاج الفرقة وينوي تقديمه ولكن عاجلته المنية. عرض العمل على المسرح الكبير بأوبرا القــاهـرة وأشــرفــت على إنتاجه مديرة الفرقة أرمينيا كامل، ومرافقة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو الإيطالي ديفيد كريشنري. وتعد باليه سندريلا العمل الثاني الذي تقدمه فرقة أوبرا القاهرة لبروكوفييف، حيث سبق أن قدمت له باليه «روميو وجولييت»، وهذا جيد، لأن بروكوفييف أحد أبرز إعلام الموسيقى في القرن العشرين، وكان مؤلفاً وعازفاً وقائداً موسيقياً، ولد في إحدى قرى أوكرانيا، وظهرت عليه علامات النبوغ في سن صغيرة ودرس في كونسرفاتوار سان بطرسبورغ وتتلمذ على يد مجموعة من المؤلفين الروس المشهورين، منهم ريمسكي كورساكوف، ولأعماله قيمة موسيقية كبيرة، حيث تجمع بين الكلاسيكية والمعاصَرة والقومية في تمازج وانسجام ومقدرة تكنيكية لخلق نغمات جديدة. و «سندريلا» أحد أهم وأشهر عروض الباليه الكلاسيكية العالمية التي لاقت قبولاً وانتشاراً جماهيرياً كبيراً، كتب قصتها نيكولاي فولكوف مستلهماً حكاية الجنية لتشارلز بيرالت، وانتهى بروكوفييف من وضع موسيقاها العام ١٩٤٤، وعرضت للمرة الأولى على مسرح البولشوي العام 1945، ويدور حول قصة الفتاة سندريلا التي تعيش مع زوجة أبيها الشريرة وابنتيها الدميمتين ويقوم الأمير الحاكم بالإعداد لحفلة ضخمة يدعو فيها كل سكان المملكة لاختيار زوجة جميله تشاركه الحياة، فتقرر زوجة الأب حضور الاحتفال ومنع سندريلا من الذهاب إلى القصر بحجة عدم امتلاكها ثياباً لائقة بالمناسبة، ومن ثم تظهر الجنية الطيبة لتمكِّن «سندريلا» من لقاء الأمير، الذي يغرم بها من دون أن يكتشف شخصيتها فتضطر للهرب في التوقيت الذي حددته الجنية. ويبدأ الأمير في البحث عن محبوبته التي تترك فردة حذائها وبها يستدل إليها. وتنتهى الباليه نهاية سعيدة بزواج سندريلا من الأمير. واعتمد عبد المنعم كامل في إعداد الباليه على تصميم فردريك آشتون الذي يتسم بالكلاسيكية والتمثيل الإيمائي، والذي يبرع فيه أبناء الفرقة المصرية، متفوقين تماماً في الجانبين الحركي والتمثيلي. وكان لمعظمهم حضور مسرحي قوي جعل الجمهور، الذي غلب عليه الأطفال، يتجاوب مع العمل ومع أدائهم بشكل ملحوظ، ومن هؤلاء النجوم أحمد يحيى وهاني حسن وأحمد نبيل وممدوح حسن وعمرو فاروق ومراد عثمانوف وفاروق الشريف وحسام محمود وأمين تاضروس. أما دور سندريلا، فتناوب على أدائه ثلاث، هن آنيا حسين وكاترينا إيفلوفا وهانا نومورا، وقد استطعن الفوز بإعجاب الجماهير، بسبب الرشاقة والتعبير الجيد عن الشخصية. وعموماً كان هناك اتزان في الحركة وانسجام مع الموسيقى من كل أعضاء الفرقة. الموسيـــقى، التـــي تـــعد رمــز الخلود في هذا العمل، حيث تتغير التصميمات وتبقى هي، استطاع المايسترو الإيطالى ديفيد كريشنري من خلالها إلقاء الضوء على عبقرية بروكوفييف، من بساطة في الألحان مع استخدام لغة هارمونية معاصرة لا تخلو من تنافرات. كما تضمن العمل عدداً من الرقصات المتنوعة ذات الأصل الشعبى الروسي أو المستمدة من رقص القصور، كالرقصات الثنائية والأداجيو. واهتم بروكوفييف في صياغته بالتعبير عن المشاعر الداخلية لأبطال القصة، ما أضفى على الموسيقى تدفقاً وعمقاً درامياً جعلا المايسترو ينجح في تفسير هذا الفكر المتميز وإبراز كل هذه المميزات الموسيقية، وقد ساعد على ذلك مهارة عازفي أوركسترا أوبرا القاهرة بمجموعاته الآلية المختلفة. إضاءة ياسر شعلان لعبت دوراً موازياً للموسيقى والتصميم الحركي، حيث اعتمد على الرمز في التعبير عن المشاعر من حيث اللون وحركته. العمل جاء تقديمه علامة جيدة تؤكد أن الفرقة لديها كنوز من التراث العالمي تجب إعادة تقديمها من حين الى آخر، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: أين الباليرينا المصرية؟ ولماذا لم يتم تدريب أحد حتى الآن على دور سندريلا الذي أسند للأجانب؟

مشاركة :