أطلقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنذارا جديدا بشأن سوء المعاملة التي تطال العمالة الأجنبية في ورشات بناء "اللوفر" بأبوظبي، ويلقي تقريرها بظلاله على سمعة المتحف الفرنسي الشهير. تتجه الأنظار على المشروع العملاق لمتحف لوفر الصحراء في أبوظبي والذي يتوقع تدشينه في أواخر العام 2015. لكن تقريرا جديدا لمنظمة هيومن رايتس ووتش يلقي بظلاله على ألق أيقونة الفن المعماري، والتي يجري تشييدها على جزيرة السعديات. فرغم وعود الانفتاح والتلاقح بين الغرب والشرق، إلا أن المنظمة الحقوقية كشفت في 11 فبراير/شباط عن انتهاكات تطال عددا من عمال ورشات البناء. وسبق أن لفتت المنظمة الغير حكومية قبل خمس سنوات نظر السلطات الإماراتية إلى سوء المعاملة التي تطال العمالة الأجنبية. فبعد عدة أشهر من التحقيق، ومع أنها كانت ممنوعة من دخول الورشات (قبل أن يتم طردها في وقت لاحق)، اتصلت المنظمة بنحو مئة عامل أجنبي. وقال لها أحدهم وهو من بنغلادش أنه قضى أسبوعا في السجن قبل أن يتم ترحيله إلى بلاده، والسبب إضراب نفذه عمال أغلبهم من مواطنيه عام 2013 احتجاجا على الرواتب المنخفضة. وأضاف العامل، والذي توقفت الإمارات عن تجديد تأشيرة عمله أنه من السهل للشركات أن ترحل 4000 عامل وأن تعوضهم بـ4000 آخرين قادمين من باكستان أو الهند. الإمارات تنفي الاتهامات الموجهة لها وكشف تقرير هيومن رايتس ووتش، والذي شمل أيضا مشروع بناء متحف غوغنهايم وبناء فرع جامعة نيويورك، انتهاكات ارتكبها بعض أصحاب الأعمال الذين يواصلون قطع معاشات وامتيازات المهاجرين، والامتناع عن تسديد مصاريف انتدابهم، واحتجاز جوازات سفرهم وتوفير مساكن غير لائقة. لكن شركة TDCI الحكومية المكلفة بمشاريع البناء الكبرى في جزيرة السعديات بأبوظبي نفت هذه الاتهامات واعتبرت في بيان أنها دون أساس وأنه تم تجاوزها وأنها تعتمد أساليب غير معروفة. في حين أن TDCI توخت الشفافية في جهودها من أجل تحسين أوضاع العمالة الأجنبية. وإن كانت هيومن رايتس ووتش قد أقرت بأن هذه الانتهاكات لا تشمل سوى نسبة صغيرة من آلاف المهاجرين في ورشات البناء بالسعديات، فإنها لم تتردد في الطلب من المؤسسات الأجنبية الشهيرة أن تذكر السلطات المحلية بضرورة تطبيق القوانين الجديدة. ففي 2009 أدخلت الإمارات تعديلات على قوانين العمل لتأطير أصحاب المشاريع في ورش المتاحف، لكن يبقى تطبيقها محل تساؤلات. ويعاب على TDCI أنها لم تفرض دفع عقوبات مالية على أصحاب المشاريع الذين ارتكبوا انتهاكات في حق العمال لكي يردعون عن الاستمرار في نفس النهج. وبحسب المديرة التنفيذية لـهيومن رايتس ووتش في المشرق وشمال أفريقيا، سارة ليا ويتسن، فإن التطورات التي سجلت حتى الآن في مجال احترام حقوق العمال بجزيرة السعديات لا تجدي بحيث أن هؤلاء يدركون أنه لا يمكنهم الاحتجاج إذا ساءت الظروف. وأمام هذه التطورات الجديدة، أكد اللوفر الباريسي أنه يتابع حوارا منتظما ومتطلبا مع شريكه الإماراتي TDCI. واعترف المتحف بأن تقرير المنظمة الحقوقية يرتكز على عناصر معروفة كانت محل نقاشات طوال السنة، مشيدا بالدور الذي يلعبه عمال الورش في هذا المشروع. وقال المتحف، والذي مكن أبوظبي من استخدام ماركة اللوفر لمدة 30 عاما: يعترف الطرف الفرنسي، ومنذ بداية المشروع، بالدور الرئيسي الذي لعبه العمال في بناء لوفر أبوظبي. مها بن عبد العظيم نشرت في : 04/03/2015
مشاركة :