روى المبتعث فيصل العجمي، الذي يدرس الحاسب الآلي بنيوزيلندا، تفاصيل ما بعد الهجوم الإرهابي المسلح، الذي ذهب ضحيته العشرات الجمعة الماضية، وكيف تضامنت الجاليات غير المسلمة مع المسلمين بوضع الورود، وتدوين الرسائل الداعمة، وتقديم التعازي والمواساة.. مؤكدًا أنه ذهب للجامع غير مرة، وكل يوم يشاهد تجمعات بشرية كثيرة، منهم المتعاطف، ومنهم من يرفض هذا التطرف وأعمال العنف. وقال العجمي لـ"سبق": بعد أن أدينا صلاة الجمعة في مدينة هاملتون سمعنا بالخبر من زملائنا، وذهبنا للبيت، وفتحنا التلفزيون، فوجدنا القنوات النيوزيلندية تنقل مباشرة من موقع الحدث. وبعدما صليت المغرب ذهبت للمسجد لمشاهدة ما حدث لمجتمعنا المسلم، وتقديم المساعدة. وأضاف: فوجئت بأن الشرطة تحرس المسجد، وكلهم مسلحون، والفناء الخارجي للمسجد يشهد تجمعًا كبيرًا، ووضعوا أمام سياج المسجد ورودًا، وكتبوا عبارات عزاء، وعلّقوا أعلامًا على سياج المسجد، ثم عاودتهم مرة أخرى اليوم الثاني، وانبهرت مما شاهدت من تضامن من الشعب النيوزيلندي. وتابع: كان هناك أناس يأتون، وأناس يغادرون مسرح الجريمة بالأشياء نفسها، وأكثرهم يبكون بحسرة على ما حدث، وبعدها ذهبت وعدت اليوم الثالث، ووجدت أناسًا أكثر من ذي قبل وبالطريقة نفسها، من ورود ورسائل، ويدونون بالطباشير على الأرصفة عبارات حب ودعم للمسلمين. وأكمل: عندما يشاهدون المسلم يتحدثون إليه، ويعزونه على ما وقع، ويدعمونه، ويقولون أنتم ونحن مع بعضنا، ومصابكم مصابنا، والكراهية مرفوضة، وأنتم مرحَّب بكم بشدة، وعمل هذا الشخص وحشي ومتطرف، ولا يمثل إلا نفسه. وقال: بعد فترة بسيطة كثر الناس، والرصيف أصبح لا يستوعب الكتابة عليه؛ فأغلقت الشرطة الطريق، وأقامت البلدية والممثلون لمدينتنا في البرلمان تجمعًا أمام المسجد، وامتلأ المكان بالناس، وجلبوا معهم شموعًا وإضاءات، يشعلونها في الظلام كرسالة أخوية تطرد العنف. وأضاف: هناك من دخل المسجد، وسأل عن مرافقه، ووقت الصلاة يزدحمون ويتفرجون على المسلمين كيف يصلون، وكان الكثير منهم يتصفح الكتب الإسلامية. وحكى لي بعضهم أن هناك من دخل الإسلام. واختتم: بعض الأصدقاء النيوزيلنديين بعد الحادثة مباشرة بعثوا لي رسائل للاطمئنان عليّ ومواساتي، وكذلك جامعتنا حرصت على مراسلتنا وتعزيتنا، بينما عرض عليّ المعهد التقني في هاملتون (الونتك) المساعدة.
مشاركة :