محمد بن راشد: الإمارات تقـود الحراك العربي في قطاع الفضاء

  • 3/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن «الإمارات تقود الحراك العربي في قطاع الفضاء، ولدينا إيمان بقدرات العقل العربي والعلماء العرب»، لافتاً سموه إلى أنّ «أمتنا العربية لديها من العلماء والخبرات العلمية والطاقات الاستثنائية ما يؤهلها لخوض سباق التطوير والابتكار في قطاع الفضاء، وتحقيق التفوق والريادة». وقال سموه: «شهدنا اليوم انطلاق أعمال مؤتمر الفضاء العالمي بأبوظبي، وشهدنا أيضاً توقيع ميثاق لتأسيس أول مجموعة عربية للتعاون الفضائي، تضم 11 دولة عربية، وأول مشروعاتها سيكون قمراً اصطناعياً سيعمل عليه العلماء العرب من هنا، من دولة الإمارات، شخصياً أنا مؤمن بقدرات العقل العربي»، مضيفاً سموه: «أسمينا القمر الاصطناعي الذي سيعمل عليه العلماء العرب (813)، وهو تاريخ بداية ازدهار بيت الحكمة في بغداد في عهد المأمون، البيت الذي جمع العلماء، وترجم المعارف، وأطلق الطاقات العلمية لأبناء المنطقة، منطقتنا منطقة حضارة.. وشبابنا بناة حضارات.. لابد أن نؤمن جميعاً بهذا المبدأ». وانطلقت تحت رعاية سموه في أبوظبي، أمس، فعاليات النسخة الثانية من «مؤتمر الفضاء العالمي»، الذي يُعدّ أكبر تجمع لقادة القطاع الفضائي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنظّمه وكالة الإمارات للفضاء. وحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفل توقيع ميثاق تأسيس «المجموعة العربية للتعاون الفضائي»، التي تجمع تحت مظلتها 11 دولة عربية، حيث وجَّه سموه، بهذه المناسبة، بتطوير قمر اصطناعي متقدم لأغراض مراقبة الأرض والتغيرات البيئية والمناخية، ليكون بمثابة هدية من دولة الإمارات إلى الدول العربية، حيث سيعمل على تصميم وتصنيع القمر الاصطناعي عدد من المهندسين والشباب العرب، من الدول التي وقّعت على ميثاق تدشين المجموعة الأولى من نوعها في العالم العربي. وسيجري تطوير المشروع ضمن المرافق المتقدمة التي تتمتع بها دولة الإمارات لتصنيع الأقمار الاصطناعية، وبالاستفادة من الخبرات الإماراتية التي جمعتها خلال مهامها السابقة في مشروعات تصنيع الأقمار من مختلف الأنواع والأحجام والأغراض. وأعرب سموه عن فخره بالريادة الإماراتية في علوم الفضاء، قائلاً: «أطلقنا قبل أشهر أول قمر اصطناعي بأيدٍ إماراتية، ونعمل على بناء أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ، وطموحنا أن نسجّل نجاحات عربية في أبعد نقطة في الكون»، مضيفاً سموه: «نمد أيدينا وخبراتنا ومواردنا أمام العلماء العرب الذين يشاركوننا الحلم والطموح لبناء مستقبل أفضل لأمتنا». وأكد سموه أن «القمر الاصطناعي رسالة توجهها دولة الإمارات إلى الشعوب العربية، بأننا من خلال العمل المشترك نستطيع أن نبني مستقبلاً زاهراً للجميع». وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي تستمر فعالياته حتى 21 مارس الجاري، عرضاً مصوراً عن إنجازات القطاع الفضائي الوطني في دولة الإمارات، إلى جانب لمحة عن فعاليات مؤتمر الفضاء العالمي، وذلك بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي. كما قام سموه بجولة في المعرض المصاحب للمؤتمر، متفقداً عدداً من منصات الشركات الوطنية والعالمية المشاركة، ومطلعاً على عدد من المشروعات الخاصة بوكالة الإمارات للفضاء. ويأتي تدشين المجموعة العربية للتعاون الفضائي في أبوظبي بمبادرة من دولة الإمارات، وبمشاركة 11 دولة عربية، تسعى من خلالها إلى إطلاق منظومة تجمع المقدرات التقنية والمؤهلات والكوادر العلمية، لتعمل على مشروعات متقدمة تعزز مساعي المجتمع العلمي العالمي، نحو استكشاف الفضاء الخارجي، إلى جانب رعاية مبادرات وبرامج لتأهيل وتدريب الكوادر القادرة على إعداد أجيال من الشباب العربي الذي سيدفع بالمشروعات المشتركة إلى تحقيق أهدافها. ويتزامن تدشين المجموعة مع حركة انتعاش تشهدها المنطقة نحو الدخول والتوسع في قطاع الفضاء والعلوم المرتبطة به، سواء من حيث تأسيس هيئات ووكالات فضائية على المستوى الوطني، أو على صعيد إطلاق الأقمار الاصطناعية لأغراض تجارية وعلمية تعليمية، حيث سخّرت دولة الإمارات في سبيل إنشاء المجموعة خبراتها التي جمعتها من عملية تطوير القطاع الفضائي الوطني في الدولة، وخصوصاً خلال السنوات القليلة الماضية، التي شهدت تحقيق مجموعة من الإنجازات المهمة. ويركز مؤتمر الفضاء العالمي من خلال أجندة أعماله على الفرص التي يوفرها القطاع الفضائي للتعاون وتشكيل الشراكات، إلى جانب التعرف إلى أحدث البرامج الفضائية للدول وأكثرها حيوية، وبحث التعاون والتكامل في ما بينها، علاوة على استعراض التكنولوجيا الجديدة، ودورها في تغيير ملامح القطاع الفضائي، فضلاً عن جذب الأجيال القادمة لقيادة القطاع وتأهيل الكفاءات لبناء مجتمعات أكثر رفاهية وأماناً. وقال وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، إن تنظيم مؤتمر الفضاء العالمي يأتي في إطار الجهود الدؤوبة التي تبذلها وكالة الإمارات للفضاء، وبدعم لامحدود ورعاية كريمة من القيادة، في سبيل دفع وتطوير الروابط العالمية لقطاع الفضاء، ومواصلة تعزيز تبادل المعرفة، وبناء علاقات التعاون، وتشكيل الشراكات مع اللاعبين الرئيسين في القطاع، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود، والمتمثل في تسخير علوم الفضاء لما فيه خير البشرية جمعاء وتحسين أحوالها. واعتبر أن القطاع الفضائي العالمي يقف على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها التطور التكنولوجي، ويدخل فيها المزيد من الدول على خط الأنشطة الفضائية، وتشهد تزايد الطلب على مختلف الخدمات الفضائية، وتنامي دور القطاع الخاص، مشيراً إلى أنها مرحلة تعتبر الأسرع التي يشهدها القطاع منذ عقود، وهو ما يفرض على جميع الأطراف المعنية تنسيق الجهود، وتشكيل الشراكات، ووضع الخطط والاستراتيجيات الأمثل. وأكد أن دولة الإمارات هي خير مكان لاستعراض هذه الفرص، كونها صاحبة أكبر قطاع فضائي على مستوى المنطقة، مشيراً إلى مكانة الدولة المتنامية كمساهم فاعل وطموح على الساحة العالمية في قطاع الفضاء، وعلى ريادتها في قيادة الجهود المستقبلية، بما يضمن استثمار مقدرات هذا القطاع، والفرص التي يوفرها لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات. واستعرض الفلاسي إنجازات القطاع الفضائي الوطني التي تم تحقيقها خلال العامين الماضيين، منذ الدورة الأولى للمؤتمر، والتي شملت إطلاق البرنامج الوطني للفضاء، الذي يُعد أكبر خطة علمية متكاملة من نوعها في المنطقة، وإطلاق قمر «خليفة سات» الذي جرى تطويره بالكامل بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، وقمر «الياه 3»، لتصل خدمات الدولة عبر شبكة الأقمار الاصطناعية إلى 145 دولة، وانتقال «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ من مرحلة التصميم إلى مرحلة التجميع، فضلاً عن اختيار أول رائدي فضاء لتمثيل الدولة في المحطة الفضائية الدولية، وجميع المحافل العالمية. وأكد أن عملية تطوير القمر الاصطناعي ستكون مساحة واسعة للشباب العربي الطموح المتسلح بالعلوم والمعارف المتقدمة، لإبراز مقدراتهم، وكفاءاتهم في مشروع مخصص لخدمة المنطقة، ويضيف إلى الرصيد العلمي للعرب. نائب رئيس الدولة: «منطقتنا منطقة حضارة.. وشبابنا بناة حضارات.. لابد أن نؤمن جميعاً بهذا المبدأ». «أمتنا العربية لديها من العلماء والخبرات العلمية والطاقات الاستثنائية ما يؤهلها لخوض سباق التطوير والابتكار في قطاع الفضاء». «نمد أيدينا وخبراتنا ومواردنا أمام العلماء العرب الذين يشاركوننا الحلم والطموح لبناء مستقبل أفضل لأمتنا». «القمر الاصطناعي رسالة توجهها الإمارات إلى الشعوب العربية، بأننا من خلال العمل المشترك نستطيع أن نبني مستقبلاً زاهراً للجميع». «أسمينا القمر الاصطناعي (813)، وهو تاريخ بداية ازدهار بيت الحكمة في بغداد في عهد المأمون». ميثاق لتأسيس المجموعة العربية للتعاون الفضائي، يجمع 11 دولة عربية. مشاركة عالمية شهد «مؤتمر الفضاء العالمي» مشاركة عالمية واسعة من رؤساء وكالات الفضاء حول العالم، إلى جانب مديرين تنفيذيين من شركات رائدة في مجال الفضاء والطيران، فضلاً عن ممثلي الهيئات والمنظمات والمؤسسات الحكومية، وأبرز الباحثين والأكاديميين، لمناقشة مجموعة من الموضوعات والقضايا المهمة المرتبطة بالقطاع، من السياسات والاستراتيجيات، وأبرز المشروعات الفضائية، إلى أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا استكشاف الفضاء، وسُبل تطوير الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع، بالإضافة إلى الترويج لتطوير تكنولوجيا الفضاء، وتحليل وتطوير استراتيجيات الفضاء التجارية. بذور النخيل والغاف في الفضاء أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن خططها لإرسال مجموعة من بذور النباتات إلى المحطة الفضائية الدولية، لدراستها من قبل رواد الفضاء على متن المحطة، للوصول إلى إمكانية زراعتها في الفضاء الخارجي. وأوضحت الوكالة أن البذور التي سيجري إرسالها إلى المحطة هي لأشجار النخيل والغاف، حيث سيجري اختبار تحملها الظروف الفضائية، مثل انعدام الجاذبية وحاجتها إلى الماء، وغيرها من التجارب. وقال مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي: «تأتي هذه المبادرة المهمة ضمن المستهدفات الاستراتيجية للوكالة، الرامية إلى تشجيع جهود البحث العلمي والابتكار، إلى جانب إعداد الجيل القادم من قادة القطاع الفضائي، عبر مجموعة من البرامج التعليمية، وهي بلاشك ستحفز العديد من الطلبة في الدولة على تعزيز فهمهم لموضوعات الزراعة في الفضاء وذات الصلة». وأضاف: «تنسجم هذه المبادرة مع مجموعة من مشروعات الدولة المرتبطة باستكشاف المريخ، من بينها مشروع المريخ 2117، الذي يتضمن مجموعة من المبادرات الساعية إلى تعزيز المعرفة البشرية حول المريخ، ومشروع مدينة المريخ العلمية التي تعتبر أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض، على مساحة تبلغ مليوناً و900 ألف قدم مربعة، لتكون نموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ». بيت الحكمة بيت الحكمة هو أول دار علمية أقيمت في عمر الحضارة الإسلامية، أُسِّسَ عملياً في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، واتخذ من بغداد مقراً له. كان الخليفة أبوجعفر المنصور مهتماً بعلوم الحكمة، فترجمت له كتب في الطب والنجوم والهندسة والآداب، وخصّص لها خزانات في قصره لحفظها حتى ضاق قصره بها. ولما تولى هارون الرشيد الحكم أمر بإخراج الكتب والمخطوطات التي كانت تحفظ في جدران قصر الخلافة، لتكون مكتبة عامة مفتوحة أمام الدارسين والعلماء وطلاب العلم، وسمّاها بيت الحكمة، وأضاف إليها ما اجتمع عنده من الكتب المترجمة والمؤلفة، فتوسعت خزانة الكتب، وأصبحت أقسام لكل منها من يقوم بالإشراف عليها، ولها تراجمة يتولون ترجمة الكتب المختلفة من الحضارات المجاورة إلى العربية، وتحولت من مجرد خزانة للكتب القديمة إلى بيت للعلم، ومركز للبحث العلمي والترجمة والتأليف والنسخ والتجليد. وأصبح لبيت الحكمة دوائر علمية متنوعة، ولكل منها علماؤها وتراجمتها ومشرفون يتولون أمورها المختلفة. وفي عهد المأمون عاش بيت الحكمة عصره الذهبي، فاتجه لجلب الكتب اليونانية وترجمتها، وبرزت في عهده أسماء كبيرة في حركة النهضة العلمية في علم الفلك والطب والفلسفة ترجمةً وتأليفاً. وكان عهد المأمون أزهى عصور بيت الحكمة، ولم يجد بعده من يمنحه العناية الكافية، وبدأت الحركة العلمية في بيت الحكمة في الجمود والإهمال حتى سقطت بغداد بيد هولاكو عام 1258، والذي حول بيت الحكمة وغيره من خزائن الكتب العامة والخاصة إلى خراب.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :