كتبت - هناء صالح الترك: حذّر عددٌ من الأساتذة الجامعيين من ضعف الطلبة المستجدّين في جامعة قطر باللغة العربية الفصحى، معتبرين أن ذلك يعود إلى مخرجات الثانوية العامة وتهميش المناهج لقواعد اللغة العربية، داعين إلى التحرّك لإنقاذ الأجيال الصاعدة عبر تصميم مناهج دراسية تركز على قواعد اللغة وطرح مقرّرات للتقوية والتمكين بقواعد اللغة في الجامعة، وإعادة النظر بمناهج وطرق تدريس اللغة العربية في مختلف المراحل التدريسية، لافتين إلى قيام جامعة قطر بمعالجة مشكلة ضعف الطلاب في اللغة العربية من خلال برامج مثل الخط العربي وبرنامج لغتي الجميلة إلى جانب العديد من البرامج التدريبية في مركز خدمة المجتمع، مشدّدين على ضرورة وجود ما يسمّى بمعامل اللغة بحيث يستمع الطالب إلى مقطع باللغة العربية ويردده لتصويب وتصحيح اللغة ذاتياً. وقال هؤلاء في تصريحات خاصة لـ الراية : الضعف باللغة العربيّة ينعكس سلباً على أداء الطالب المستجدّ، لافتين إلى أنه وبالرغم من أن العربية هي لغة التعليم العام في قطر، إلا أنه من المتوقع أن تكون مخرجات المرحلة الثانوية في المهارات فوق المتوسط في مجال النحو والصرف والأدب والبلاغة وحتى الخط وأنواعه. د.عبد الناصر فخرو: ضعف المهارات الكتابية والقرائية باللغة العربية يؤكد الدكتور عبد الناصر فخرو، عضو هيئة التدريس في كلية التربية بجامعة قطر، أن هناك ملاحظة عامة حول قدرة الطلاب المستجدين في المهارات الكتابية والقرائية باللغة العربية، بما لا يتكافأ مع ما يُصرف عليهم من أموال وجهود في مرحلة التعليم العام، وهذا يعني أن هناك فجوة في العملية التعليمية في قطاع اللغة العربية. ويقول، بالرغم من أن العربية هي لغة التعليم العام في قطر، إلا أنه من المتوقع أن تكون مخرجات المرحلة الثانوية في المهارات فوق المتوسط في مجال النحو والصرف والأدب والبلاغة وحتى الخط وأنواعه. وقال هناك الكثير من الطلاب المستجدّين في جامعة قطر نلحظ عليهم عدم كفاءة الخط باللغة العربية وهذا أيضاً ينطبق على اللغة الإنجليزية ولذلك بات لزاماً تصحيح مثل هذه الملحوظة الهامة عن طريق برامج إثرائية خاصة باللغة العربية تكون من متطلبات السنة التمهيديّة لكافة الطلاب وبجميع التخصصات الجامعية، مشيراً إلى أن هناك عوامل كثيرة تساعد في خلق هذه المشكلة منها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الشبكة العنكبوتية والتحرر من القراءة من الكتاب وعدم استخدام القلم، وبالتالي فإن المهارة الكتابية تضعف بالتلقائية، ناهيك عن قبول المجتمع للأخطاء الشائعة دون التدقيق عليها مثل إبدال بين حرفي الطاء والظاء وكذلك بين الألف الشمسية والألف القمرية، فنجد للأسف الكتابات العامة يتم قبولها مع وجود الأخطاء اللغوية والنحوية ما دام المضمون مفهوماً. ويؤكد د.فخرو أن جهود الجامعة في مجال تحسين مستوى اللغة تكون أولاً بجهود فريدة من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس كل في مادته، بالإضافة إلى وجود معايير لقبول واجبات الطلاب من ضمنها التدقيق اللغوي، وعليه فالطالب يكون مضطراً في أغلب الأحيان إما لقبول درجة ضعيفة على البحث الذي يقدمه للأستاذ أو أن يحيل واجبه وبحثه إلى مدقق لغوي خارج الجامعة وقد يضطر الطالب إلى تعلم بعض المهارات اللغوية التي تؤدّي فقط غرض تسليم البحث بصورة صحيحة. وأضاف: تعكف كلية الآداب والعلوم - قسم اللغة العربية، على معالجة مشكلة ضعف الطلاب في اللغة العربية من خلال برامج مثل الخط العربي وبرنامج لغتي الجميلة إلى جانب العديد من البرامج التدريبية في مركز خدمة المجتمع وهذه برامج غير كافية لأنها اختيارية وليست إجبارية، موضحاً أن هناك مقترحاً لتكون هناك مواد مخصصة إلزامية للطلبة المُستجدين في الجامعة لتعليمهم مهارات اللغة العربيّة. د.أحمد الساعي: من المسؤول عن تهميش قواعد اللغة العربية؟ يقول الدكتور أحمد جاسم الساعي الأستاذ بجامعة قطر، يبدو لي أن هناك أثراً كبيراً على أداء الطالب الجامعي المستجدّ نتيجة لتهميش قواعد اللغة العربية في المراحل النهائيّة من المرحلة الثانوية وعدم الاهتمام بها، وهذا السؤال لماذا تهمش قواعد اللغة العربية؟ ألم يعِ المسؤولون في وزارة التعليم والتعليم العالي أن قواعد اللغة هي أساس اللغة وركائزها الأساسية حيث لا حديث يومياً ولا كتابة يومية ولا خطاب ولا مناقشة إلا في ضوء قواعد اللغة. وأضاف: نحن في الجامعة نستغرب ونتساءل عن سبب ضعف الطلبة الجامعيين في الكتابة والقراءة والأخطاء التي لا تعدّ ولا تحصى في أوراق البحث العلمي المقدّم كمتطلب في المقررات الجامعيّة. وبذلك نكون قد عرفنا سبب الضعف الذي يعاني منه طلبة الجامعة حديثي التخرّج من الثانوية. والسؤال هو.. هل يظل الحال على ما هو عليه ليزداد الجيل ضعفاً على ضعف.. أم هناك حاجة للتحرّك لإنقاذ الأجيال الصاعدة من المشكلة؟ فالجواب بالطبع لا بد من التحرّك وبذل الجهود لحل المشكلة. وأكد د.الساعي أن على المسؤولين في وزارة التعليم والتعليم العالي العمل على إعادة النظر في تهميش قواعد اللغة العربية، والعمل على تصميم مناهج دراسيّة تركز على قواعد اللغة والتدريب عليها وتفعيلها في كتابة التقارير وموضوعات التعبير والإنشاء ووضع استراتيجيات تعلم جديدة لذلك. أما دور الجامعة، وكلية التربية على وجه الخصوص، فيمكن أن يتمثل في دفع الطلبة الذين لديهم مشكلة لغوية أو نحوية ناجمة عن تهميش قواعد اللغة إلى دراسة مقررات تتعلق بالتقوية والتمكين من قواعد اللغة. فطالب كلية التربية سيكون معلماً في يوم ما، فكيف لهذا المعلم أن يكون ضعيفاً في لغة بلده ومجتمعه، وكيف يكون قادراً على تعليم طلابه اللغة وهو غير متمكن منها وفاقدها، فالمعادلة غير سوية، وفاقد الشيء لا يُعطيه. د.بتول خليفة: تدريب الطلبة على البحث العلمي باللغة العربية تقول الدكتورة بتول خليفة، أستاذ بكلية التربية في جامعة قطر، الطلبة الذين يأتون من مدارس حكومية وغير حكومية لديهم نقص في بعض المهارات الخاصة بالبحث العلمي، وهذه تحتاج إلى تركيز في المدرسة بمعنى أن يدرب الطالب من المرحلة الابتدائية على كيفية إجراء البحوث العلمية وفقاً للمواصفات العالميّة وأن يكون على علم ودراية كافيين في كيفية توثيق المراجع وتنظيم المعلومات، بالإضافة إلى التحليل والتعقيب، وهذا بالتالي يقودنا إلى ضرورة التدريب على استخدام لغة عربية جيدة ودرجة إتقان عالية، موضحة أنه على الطالب أن يدرب على استخدام اللغة في البحث العلمي وفي المواد المختلفة وأن تكون جزءاً لا يتجزأ من تفكيره. وتضيف د.بتول من وجهة نظري مناهج اللغة العربية جيدة، إنما المشكلة في طريقة تدريسها وتوصيلها للطلاب واستخدامها حتى تصبح اللغة جزءاً لا يتجزأ من تفكير الإنسان لذلك عليه أن يمارسها في سلوكه وحياته، مؤكدة أن جامعة قطر لديها مقرّرات إجبارية للطلاب في اللغة العربية وعلى الطالب أن يحصل على درجة جيد في هذه المتطلبات كي يجتازها بنجاح، هذا بالإضافة إلى وجود مركز لدعم الطلاب والمراجعة اللغوية، مبينة أن المشكلة في استخدام المدرسين للهجة العامية وهذا بلا شك يؤثر على اللغة العربية الفصحى، لافتة إلى أنه بالممارسة الفعليّة والسلوكية يستطيع الطالب أن يلاحظ الصح والخطأ، معتبرة أن قواعد اللغة والنحو والصرف يتعلمها الطالب، وينطقها بصورة سليمة تنتج من خلال التدريب والتعليم والممارسة في الحياة اليومية ليصل إلى الإتقان عن طريق الاستماع والتدريب على اللغة المنطوقة، مشددة على ضرورة وجود ما يسمّى بمعامل اللغة بحيث يستمع الطالب إلى مقطع باللغة العربية ويردده لتصويب وتصحيح اللغة وبالتالي تخزين المعلومات واسترجاعها وترديدها والهدف من ذلك أن يستطيع الطالب أن يصحح ذاتياً لأي كلمة منطوقة. هيا علي: زيادة البرامج الداعمة للغة العربية اعترفت الطالبة هيا علي بضعفها في اللغة العربية وقالت أنا في الأساس متجهة نحو المسار العلمي في الجامعة لذلك لا تخدمني اللغة كثيراً في دراستي، إنما كنت أجد اللغة في المرحلة الثانوية مملة وغير جاذبة، لذلك أطالب بزيادة البرامج والأنشطة الداعمة للغة العربية لجذب الطلاب للغتهم الأم والتشجيع على القراءة، وعدم التأثر بالأجهزة الإلكترونية التي هي من أهم أسباب المشكلة في مخرجات المرحلة الثانوية وهي تشكل حاجزاً أمام تقدم الطلبة في المرحلة الجامعيّة. غيداء فياض: دراسة اللغة العربية صعبة تعتبر الطالبة غيداء فياض أن دراسة اللغة العربية صعبة، خاصة بالنسبة للنحو والصرف، لافتة إلى أن طريقة التدريس في مراحل التعليم المختلفة تقليدية تعتمد على التلقين والحفظ، وتقول ليس بوسع كل طالب أن يكون ملماً بقواعد النحو والصرف يمكن أن يكتب جملاً مفيدة وصحيحة من خلال الممارسة والتصحيح الذاتي. وأنا كطالبة مستجدّة بالجامعة أسعى مع زميلاتي لتمكين أنفسنا من أداء جميع ألوان النشاط اللغوي، محادثة ومناقشة وكتابة وقراءةً. نوف آل إبراهيم: قصور لدى بعض المدرسين تقول الطالبة نوف آل إبراهيم إن طريقة التدريس في التعليم العام قبل الجامعي تقوم على عرض المنهج بطريقة جامدة فكرياً، وتنطلق من الكليات إلى الجزئيات، هناك قصور لدى بعض المدرسين في تدريس مهارات اللغة العربية كتابة وتحدثاً، بالإضافة إلى تحدثهم باللغة العامية، واليوم كوني من الطالبات المستجدّات بالجامعة أعمل جاهدة لتحسين مستوى لغتي العربية من أجل التمكّن من كتابة البحوث بلغة عربيّة سليمة.
مشاركة :