الخدمة الاجتماعية ودورها في المجتمع

  • 3/20/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ما أجمل أن تقدم خدمة أو أن تساعد فردا على تجاوز ظرف «ما»، وما أجمل معرفة قيمة الإنسان وكيف أن الله سخّر الوجود بكامله له، فله الحمد والشكر. من هنا تنطلق مهنة الخدمة الاجتماعية كالنور الذي يغوص في أعماق الذات يظهر كل تلك القدرات والمواهب الموجودة في الإنسان حينما يزاح الألم وتختفي الهموم ينطلق الفرد مغردا خارج الإطار والشكل والصورة ليكون هو كما يرغب وكما يريد. مهنتنا جميلة وعميقة عندما ندرك ونعرف كيف نتعامل مع الجوهر ونساعد الأفراد في تخطي تجربة «ما»، أو نساعد الأفراد في ترتيبهم من الداخل من جديد، سواء أكانت فكرة ملحة أم اعتقادا خاطئا، هنا علينا نحن الأخصائيين والمرشدين أن نُلم بالمعرفة الصحيحة والمنهج الارشادي الإكلينيكي وأن نحمل داخلنا النور الذي يضيء لكل من حوله وكل من يحتاج المساعدة أو الارشاد، وهذا يتطلب صفات معينة من ضمنها حسن الانصات والاستماع والموضوعية والتقبل، وهي أدوات مهمة في إنجاح العلاقة المهنية مع العملاء، وتساعدنا كثيرا في تطبيق الخطط العلاجية. لنجاح المهنة ورفع المستوى المطلوب لها، علينا الاطلاع الدائم على كل جديد وتطوير أنفسنا بالعلم والمعرفة، خاصة فيما يتعلق بـذات الإنسان وأعماقه، ربما بعضنا جيد في تطبيق الأساليب والاستراتيجيات التكنيكية التقليدية، لكنه للأسف غير ملم بعمق تفكير الإنسان وتناقضاته مع ذاته، وهنا جوهر الموضوع، لا بد من توسيع المفهوم للخدمة الاجتماعية، وذلك بأن ندرك العوالم الداخلية للذات والنفس وكيف هي من تمتلك زمام الأمور، وإن صح الداخل من أفكار واعتقادات جيدة ومتوازنة صحت البيئة الخارجية وتخلصنا من قصور النظر، فقط للظروف الخارجية وكأنها هي العائق الوحيد, هذا يتطلب مهارة المعرفة المتجددة لكل العلوم الإنسانية المتطورة بأن نقرأ ونطور من أنفسنا لكي نستطيع أن نجدد الأساليب والطريقة في مساعدة الأفراد وعدم الجلوس فقط على منهج واحد. الخدمة الاجتماعية هي من تفرض نفسها بقوة متى ما استخدمت بطريقة صحيحة، بحيث ستكون نتائجها مبهرة وفعالة عندما نلمس النتائج المثمرة في توعية أفراد المجتمع قبل وقوع المشكلات أو العوائق عن طريق التوعية التثقيفية والتنموية من محاضرات ودورات مثل محاضرات خاصة عن الحياة الزوجية ومراحلها وتوضيح مفهوم العلاقة الزوجية بين الشريكين وتوضيح الفروق بين الجنسين وشرح أهمية معرفة المراحل التي يمر بها الزوجان، هذه التوعية والتثقيف تجعلنا بعيدين تماماً عن تراكم المشكلات الزوجية ومعرفة الزوجين كيفية التعامل معها بوعي، وهنا نختصر الوقت ولا ننتظر إلى أن تحدث المشكلات, وعندما وضحت التجديد في الخدمة الاجتماعية يتطلب دورات خاصة جديدة غير الذي متعارف عليه اليوم، لأنه غير عميق وسطحي بعض الشيء، هنا لا بد من تدريب عملي للمدربين والأخصائيين أنفسهم على المحتوى الجيد والعميق في مفهوم الحياة الزوجية. أيضا تقديم التوعية في مرحلة الطفولة، سواء أكانت المرحلة المبكرة أم المتأخرة، يفترض أن تكون في توسع وتنوع على جميع المدارس ودور الحضانة في توعية الأمهات عن مفهوم مرحلة الطفولة وكيف التعامل مع الطفل في حب واهتمام ورعاية بصورة عملية وسهلة، خاصة أننا ندرك شخصية الفرد تتكون في السنوات الخمس الأولى. نعم، هناك مؤسسات ممتازة نرغب بأن يكون الغالبية في الوعي المطلوب لهذا التثقيف والوعي لمرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة التي تُتكرر كل يوم القصص القديمة نفسها، من التمرد والتنمر والعصيان بسبب التنشئة الاجتماعية الخاطئة، وهنا بالذات يأتي دور الخدمة الاجتماعية التي تقدم الوعي والتوعية قبل حدوث الحدث والمشكلات، لا أن تنتظر حدوثها، ومن ثم تقوم في البحث عن الحلول. لذا، مهم أن ندرك أهمية التجديد والتطوير في العمل المهني بكل جديد وكيفية تطبيقه وتثقيف القائمين عليه بأن يكونوا ملمين بالعلم، والمعرفة بالتطورات الجديدة التي تجعلنا أكثر قدرة في التعامل مع العملاء والمستفيدين بصورة حقيقية وعملية.

مشاركة :