تعتبر الواحات المصرية مكانا ثريا بالعادات والتقاليد والآثار والمناطق الخلابة والمبهرة التي لا يعرفها معظم المصريين، هذا ما جعل الدكتورة علية حسن التي قدمت من القاهرة تقيم متحفا يعرض عادات وثقافات الواحات المصرية الخمس. وتشرح فوزية خلف الله مسؤولة المتحف لـ"العربية.نت" طريقة عيش أهالي الواحات فتقول إن البيت الواحاتي قديما كان يتكون من طابقين، والطابق السفلي يوجد به غرف النوم الخاصة بفصل الشتاء وأيضا مخازن لحفظ التزامات البيت من قمح وأرز ودقيق وبصل وغيرها من مستلزمات الطعام. أما الطابق العلوي فيوجد به غرف النوم الخاصة بفصل الصيف، حيث إن تصميم البيوت في الواحات يساعد على أن تكون البيوت في الطوابق العليا ذات درجة حرارة مناسبة في فصل الصيف، كما تتميز البيوت باحتوائها على العديد من النوافذ للتهوية. وداخل بيوت الواحات توجد صالات لإقامة المناسبات وحل النزاعات بين سكانها وكان يستقبل فيها صاحب البيت ضيوفه. وتظهر لنا معروضات المتحف كيف كان نساء الواحات قديما يخبزن في بيوتهن ومن ثمّ تقوم المرأة بإعداد الإفطار لزوجها وأطفالها حيث يذهب الزوج لحراثة الأرض والأطفال إلى مدارسهم أو الأرض لمساعدة والدهم. ولم يكن هناك غنى عن "السبيل" في بيوت الواحات القديمة للسقيا حيث كان أمام كل بيت سبيل أو اثنين يشرب منها المارة بجانب البيت وكذلك رغبة في تحصيل الثواب والأجر من سقيا الناس من جانب ساكني المنزل. وأينما تتوجه في المتحف تطالعك الصور الحقيقية لطريقة عيش أهالي الواحات. وربما أكثر ما يميز الواحات وبيوتها أن كل شيء فيها مصنوع من الطبيعة، لاسيما من النخيل الذي يدخل ما يخرج منه في تصنيع وتأسيس كل شيء. و توضح فوزية طريقة تطوير خوص النخيل الخاص بهم لصنع ما يناسب العصر من احتياجاتهم فبدأوا بدمج الخشب مع الخوص في صناعتهم لصناعة مستلزمات البيوت. أما أشكال ملابس الواحات فتقول إن ملابس واحة الداخلة والخارجة متشابهين بصورة كبيرة بينما تتميز ملابس النساء في واحة سيوة بكثرة الألوان والزخرفة.
مشاركة :