في خطوة أدانتها السلطة الفلسطينية بشدة، وضع صباح، أمس الثلاثاء، حجر الأساس لحي «أرئيل داروم» الاستيطاني، جنوبي مستوطنة «أرئيل»، بمشاركة الوزير يوآف غالانت، ورئيس البلدية إلياهو شبيرو. ويضم الحي الاستيطاني الجديد، 839 وحدة سكنية، سيتم تسويقها ضمن مشروع «السعر للساكن»، ويتوقع أن يستوعب مئات العائلات الشابة من المستوطنين، ويشمل مراكز تجارية ومؤسسات تعليمية ومتنزهات وحدائق ألعاب. وعمد رئيس البلدية، شبيرو، في كلمته، إلى التذرع بمقتل جندي ومستوطن في عملية سلفيت لبناء الحي الاستيطاني، حيث قال: «إن بناء الحي الاستيطاني يأتي رداً على الإرهاب»، مؤكداً استمرار المشروع الاستيطاني. ودعا شبيرو القيادة السياسية إلى المصادقة على مطالب أخرى لتوسيع مستوطنة «أرئيل»، بادعاء أنها «قائمة اليوم على ربع مساحتها»، مضيفاً أنه يوجد خرائط مفصلة يمكن تقديمها اليوم للمصادقة على أحياء أخرى لزيادة عدد المستوطنين فيها بضعفين أو ثلاثة أضعاف، كما دعا رئيس بلدية «أرئيل» إلى إحلال السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، بادعاء أن ذلك «خطوة ضرورية بشكل خاص في هذه الأيام، لتوقف التمييز ضد المستوطنين من جهة، ومن جهة أخرى نقل رسالة للطرف الآخر مفادها بأن الاستيطان باقٍ هنا للأبد»، على حد قوله. وقال غالانت: «الفلسطينيون، ليسوا على استعداد للاعتراف بحقنا في إقامة دولة يهودية صهيونية سيادية وديمقراطية». وبحسبه، فإن وضع حجر الأساس لإقامة الحي الاستيطاني الجديد هو «الرد الصهيوني القومي» على عملية سلفيت، مضيفاً أنه سيجري العمل على بناء 5 آلاف وحدة سكنية أخرى في «أرئيل» في العقد القريب. وتابع: «نحن بحاجة لمضاعفة البناء في أرئيل مرتين أو ثلاث مرات، بما في ذلك تطوير الأشغال والمواصلات وتوسيع الجامعة ومشاريع أخرى» وبحسبه فإنه يرى في توسيع مستوطنة «أرئيل» بوجه خاص، والاستيطان في أنحاء الضفة الغربية كافة وإسرائيل بشكل عام «هدفاً مهماً على المستوى القومي». وأدانت السلطة الفلسطينية، قرار نتنياهو البدء ببناء 840 وحدة استيطانية جديدة خلال جولته الاستفزازية بسلفيت. وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها، أمس الثلاثاء، التصريحات العنصرية التي أدلى بها السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان لصحيفة يمينية تصدر في واشنطن، أكد فيها من جديد أنه يلعب دور الناطق الرسمي باسم الاحتلال، وممثل متجول لمصالحه وسياساته الاستعمارية. ورأت الوزارة أن تزامن تصريح فريدمان مع قرار نتنياهو يعكس عمق الغطاء الذي توفره إدارة الرئيس ترمب وسياساتها الشرق أوسطية لعمليات نهب الأرض الفلسطينية المحتلة وتعميق الاستيطان، ويكشف مجدداً عن قرار أميركي منحاز يقضي بتوفير وإضاعة كل ما يلزم من وقت حتى يتمكن اليمين الحاكم في إسرائيل من تنفيذ خريطة مصالحه الاستعمارية، وما يقوله فريدمان من الفريق الأميركي، تنفذه الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة وجرافاتها.
مشاركة :