إهداء الإنجاز إلى "الوطن الحزين"!

  • 3/20/2019
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن توشحت بفضيتين وبرونزية، في رفع الأثقال، ووقفت الليبية سلوى محمد سعيدة على منصة التتويج، وبادرت بإهداء الميداليات الثلاث إلى ليبيا التي أكدت أن الابتسامة فارقتها منذ 7 سنوات، لم تعد إلى الآن، ولحظة الحديث عن بلدها تغيرت ملامحها وذهب فكرها بعيداً، وتحولت فرحة الإنجاز إلى حزن! وقال شعبان فرج مدرب سلوى: رفع الأثقال حقق الكثير لليبيا وشاركنا حتى الآن بـ 4 رياضيين، وجمعنا بهم 19 ميدالية ملونة، ويبقى لنا 4 لاعبين آخرين، نتمنى أن نضاعف «الغلة» بهم؛ لأن رفع الأثقال واحدة من أهم الرياضات المرشحة فوق العادة لحصد الإنجازات، لأننا نعمل لهذه البطولة منذ 16 عاماً، نتدرب بشكل مستمر، ربما تكون الأحداث السياسية والانقسام أثر على تدريباتنا، لكنها لم تؤثر على وحدتنا في منتخب الأثقال الذي يتكون من كل محافظات ليبيا، أدرب منتخب أصحاب الهمم من عام 2003، وسلوى انضمت لنا عام 2008، وهي من مواليد 1988، وبسيطة مطيعة، والرياضة سر فرحتها وأخرجتها من ظلمات العزلة إلى فضاء الاندماج معنا، ويجب أن أعترف بأنني استفدت من تطور رياضة رفع الأثقال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمنطقة بها أقوى الرياضيين عالمياً، خصوصاً في مصر والمغرب والجزائر والإمارات والكويت والسعودية. وعن أهم التحديات التي تواجه مدرب رفع الأثقال لأصحاب الهمم، قال: بداية لا بد أن يكون الرياضي أو الرياضية، لديه التوافق العصبي والعضلي، بنسبة لا تقل عن 60%، ولا بد أن يتحلى بالصبر، وأن تكون المعلومات مبسطة لـ «أصحاب الهمم»، حتى يفهمونا، وسلوى حينما جاءت لنا لم تكن قادرة على رفع 20 كيلوجراماً وبالتدريبات وصلت الآن إلى 50 كيلوجراماً، ووزنها كلاعبة 52 كيلوجراماً، وهذا لم يأت من فراغ، ولكن اللاعب لا بد أن يحب المدرب، ومن هنا يأتي حبه للرياضة. والد سلوى متوفى، وأمها ترعاها، وألحقتها بجمعية أصدقاء المعاقين ذهنياً في بني غازي، ولولا الأحداث السياسية وتأثيراتها على برامج تدريباتنا، لوصلت سلوى إلى مستوى أفضل من ذلك، وكل زملائها في ألعاب الأولمبياد الخاص تأثروا أيضاً بالاضطرابات السياسية والانقسامات وعدم توافر الأمن. وحرصت سلوى أيضاً على إهداء الميدالية إلى والدتها في عيد الأم، وقالت: أمي الأولى هي ليبيا، والثانية التي ترعاني وأحبها، وتحفزني وكما علمتني كيف أتعامل مع زملائي باحترام، وهو ما جعلهم يحبوني، وأتمنى أن أكون بطلة عالم كبيرة، وأن أرسم الابتسامة على وجه كل شعب ليبيا بإنجازاتي. وأكد عيسى الكوشلي رئيس بعثة ليبيا في الدورة أن الأثقال أكثر رياضات ليبيا تميزاً، وقال: نشيد بدور المدربين لأنهم يعملون معنا من دون مقابل، لا يحصلون على رواتب، هم أهل التضحيات الحقيقية، خصوصاً مع أصحاب الهمم، لأنهم يبذلون جهداً خارقاً معهم، ويتحملون المسؤولية الكبيرة، هم يعملون على مدار العام، ولم يتأثروا بانعدام الأمن وشح السيولة، وقلة الإمكانات، وانعدام الدعم، كلنا نحاول أن يستمر الأولمبياد الخاص، أن يبقى ولا يموت في ليبيا، أنا أتمنى أن ينتهي التناحر بين الطوائف في البلاد، وأن يستفيدوا من الرياضة في العودة إلى وحدة ليبيا، رسالتي أن الرياضة شمعة تضيء الظلام الموجود، وبعثتنا التي تضم 55 لاعباً من كل مناطق ليبيا ليس لدينا تقسيم، ما فرقته السياسة جمعته الرياضة.

مشاركة :