«العمل على تحسين حياة أطفال التوحد في جميع أنحاء العالم من خلال التعليم والبحث والتكنولوجيا»، هذه العبارة تلخص أهداف مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص، بعدما تأسس عام 2007، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لضمان حصول أطفال التوحد في أبوظبي على المرافق والموارد التي يحتاجون إليها، وعلى التعليم ذي الجودة العالية، بما يقودهم إلى أقصى قدر من الاستقلالية والاعتماد على الذات. ويمثل الثلاثي علي سيف، سيف القبيسي «منتخب الجولف»، يوسف الجفري «منتخب التنس» بجانب عائلاتهم، مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص بإدارة نيو إنجلاند، خلال المشاركة الحالية في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، علاوة على المدربات فاطمة العفيفي، رحمة فرح، ود. جينيفر برادلي المشاركين في تدريب ودعم الرياضيين خلال مسابقات الأولمبياد الخاص، إضافة إلى العشرات من المتطوعين والمتطوعات من طلاب المركز. وعبرت فاطمة الهاشمي، مسؤول قسم العلاقات المجتمعية والأسرية بالمركز عن سعادتها باستضافة الإمارات للأولمبياد الخاص، وقالت: لا يمكننا التعبير عن فخرنا وسعادتنا باستضافة دولتنا الحبيبة، وبفضل بتوجيهات قيادتنا الرشيدة للحدث الضخم والمهم، والذي يبرز دور هذه الفئة المميزة في المجتمع، ويسهم في تعزيز زيادة الوعي والدمج لجميع الأفراد من أصحاب الهمم، ولفتت إلى أن الصورة التي يظهر فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى جوار سموه اللاعب علي سيف المنتمي للمركز، جسدت روعة الحدث العالمي، ومشاعر الحب التي يكنها أصحاب الهمم للقيادة الرشيدة. ولا تقتصر مساهمة مركز محمد مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص في إنجاح فعاليات «الأولمبياد الخاص» على مشاركة لاعبيه ومدربيه، ضمن صفوف المنتخب الوطني، حيث كشفت الهاشمي عن استضافة المركز أيضاً لاعبي منتخب جمهورية بالاو المشارك في الأولمبياد الخاص، من خلال الفعاليات التضامنية، والتي تعد أيضاً أحد أهداف المركز. وبدأت علاقة المركز مع حدث الأولمبياد الخاص منذ وقت مبكر، حيث شارك العديد من الموظفين والطلاب على نطاق واسع في العديد من الفعاليات المميزة والمرتبطة بالحدث منذ نهاية العام الماضي، ومن بينها فعالية «تراي جولف» لبطولة بنك أبوظبي التجاري لأطفال من أصحاب الهمم، فعالية يوم الجولف المفتوح بالتعاون مع مؤسسة أهداف الإمارات في «ياس لينكس»، وورشة التصوير الفنية الاحترافية في منارة السعديات، كأول ورشة عمل من نوعها للتصوير التضامني، بجانب حفل جوقة موسيقى التوحد العالمي، بالتعاون مع الموسيقيين الإماراتيين محمد مرشد، وإيمان الهاشمي. 18 سبتمبر تاريخ خاص يمثل 18 سبتمبر 2018 تاريخاً خاصاً لعمر المركز، حيث جرى فيه الإعلان من خلال دائرة التعليم والمعرفة، ومركز نيو إنجلاند للأطفال، عن إطلاق المسمى الجديد للمركز ليحمل اسم مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص، تقديراً وعرفاناً لمساهمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في إطلاق سياسة وطنية متكاملة لتمكين أصحاب الهمم وضمان المساواة بينهم وبين نظرائهم الأصحاء، ودعم وتعزيز دمجهم في المجتمع، والذي يأتي جزءاً من رؤية القيادة في الإمارات لتقديم أفضل الخدمات التعليمية لهذه الفئة من المجتمع، بما يسهم في تعزيز مهاراتهم وقدراتهم ليكونوا جزءاً فاعلاً في المجتمع. ويواصل مركز نيو إنجلاند للأطفال مسيرته والذي يعتبر رائداً في مجال تعليم الأطفال ذوي التوحد، إدارة مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص، حيث يقدم أفضل الخدمات التعليمية العالمية للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد «ASD»، من خلال البرامج المخصصة ومركز الأبحاث. وقدم المركز خدماته لـ184 طالباً في عام 2017 وتوسع إلى 212 طالباً عام 2018. ويعتمد المركز بشكل أساسي على التعليم القائم على الأدلة وعلى «تحليل السلوك التطبيقي»، وعلى البحوث للمساعدة في تحسين أساليب التدريس باستمرار من خلال تشجيع وتوفير فرص الدراسة لكل أفراد الطاقم التدريسي، إضافة إلى المراقبة المستمرة لتقدم الطلاب، وتشكل «موسوعة منهاج التوحد» (ACE) ركيزة لكل خطة تعليمية فردية للطلاب، وتحوي الموسوعة 2176 برنامجاً باللغتين الإنجليزية والعربية، ويوفر نوعين من المناهج، الأول يعنى بالمهارات الأساسية والآخر بالمهارات المتقدمة. وتوفر الموسوعة حساباً خاصاً لكل طالب يتضمن جميع معلوماته، بالإضافة إلى التقييمات الخاصة، وتطور الطالب نحو خطته التعليمية الفردية، وهي تساعد المعلم في كيفية تطبيق البرامج والمعايير التي يتم بناء عليها تقييم أداء الطلاب عن طريق توفير العديد من المصادر والفيديوهات التوضيحية وأوراق جمع البيانات، كما يمكن أيضا عن طريق الموسوعة قياس تقدم الطالب على مدار 3 سنوات أو أكثر، وتوفر أيضاً رسماً بيانياً يوضح تطور الطالب في البرامج التعليمية نحو إتقان أهدافه وتطوره من الناحية السلوكية، والتي تتم مشاركتها مع ولي الأمر بشكل شهري. ويعتمد المركز أيضاً وبشكل كبير على «وسائل التواصل البديلة» (AAC) والتي تعتمد على «استخدام الصور، الإشارات، برامج الآيباد»، وتعمل وسائل التواصل البديل بأشكالها المتعددة على توفير وسيلة للتواصل يستطيع الطفل تعلمها واستخدامها للتعبير عن احتياجاته، حيث إن استخدام وسائل التواصل البديل يعمل على تدعيم مهارات التواصل اللفظي، ويمتد دور المركز إلى تدريب المربيات والعاملات، من خلال اللقاءات الصباحية مع الأمهات، وورش العمل، والمحاضرات للأمهات والآباء، والورشات المجتمعية لأفراد المجتمع عامة. شراكة مع «أبوظبي للتعليم» يرتبط مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص بإدارة مركز نيو إنجلاند للأطفال، بشراكة مع مجلس أبوظبي للتعليم «أديك» منذ عام 2007، ويرى فينسينت سترولي الرئيس التنفيذي للمركز، أن اتفاقية الشراكة تسهم في دعم أهداف المركز وتحقيق رسالته المتمثلة في توفير خدمات تحليل السلوك التطبيقي العالمية (ABA)، وخدمات التعليم للأطفال من ذوي التوحد وتدريب المواطنين، وتوفير كل هذه الخدمات باللغة العربية. 212 طالباً يهتم مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص بإدارة مركز نيو إنجلاند للأطفال بتخصص «اضطراب طيف التوحد»، ويقدم خدمات عالمية في التعامل مع هذا التخصص، بما يتوافق مع رؤية أبوظبي وخططها، ولتحقيق مستوى عالمياً من مؤسسات الرعاية الصحية والثقافية. وجرى افتتاح أول فصل دراسي بالمركز في ديسمبر 2007، قبل الانتقال في 2013 إلى المقر الجديد بمدينة محمد بن زايد، حيث يستوعب حالياً 212 طالباً، من بينهم 100 طالب في صفوف الدمج الجزئي والكلي في العديد من مدارس الدولة في أبوظبي. بحوث تطبيقية حول علاج التوحد يجري المركز بحوثاً تطبيقية، حول أفضل الممارسات في علاج التوحد، وتهدف المشاريع البحثية إلى تحسين فعالية البرامج العلاجية، مثل تقييم ومعالجة القدرة على التمييز والتي تختبر بدورها التغيرات المتعلقة بالمعالج، والطالب، والمنهج الدراسي، والقدرة على التمييز من قبل المشاركين الذين يمكنهم والذين لا يمكنهم إحراز تقدم كاف في اكتساب القدرة على التمييز، وتشمل الدراسة تحديد أول الأسباب المحتملة التي تحد من الأداء الفعال، ومن ثم التدخل لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة لكل المشاركين، إضافة إلى دراسات أخرى حول علاج الانتقائية الغذائية ومشاكل التغذية والتدريب على التواصل الوظيفي، للحد من المشاكل السلوكية والتي تعد أكثر الأسباب شيوعاً للجوء ذوي أطفال التوحد لطلب المساعدة، وهي غالباً ما ترتبط بمهارات الاتصال المحدودة.
مشاركة :