شارك خبراء دوليون خلال جلسات اليوم الثالث من منتدى المياه السعودي التجارب الدولية في استدامة المياه شملت خبرة الأردن في الإدارة المتكاملة للموارد المائية والحاجة إلى منصات إقليمية تزيد من الوعي العام والمعرفة بالمياه على نطاق إقليمي، استعرضها معالي الدكتور حازم الناصر، رئيس منتدى الشرق الأوسط للمياه، وزير المياه والري السابق في الأردن، مبيناً أن 14 دولة عربية تحت خطر الفقر المائي، وهذا الأمر يحمل الدول العربية الكثير من التبعات الاقتصادية على المواطن والحكومات، مؤكداً أن المملكة من أفضل الدول في العالم بقضايا المياه، خاصة تحلية المياه. نسبة الفاقد وبين الناصر أن نسبة الفاقد من المياه في الوطن العربي تبلغ 50%، ويعد استهلاك الفرد العربي لمياه هو الأكبر عالمياً، إذ يتراوح ما بين 200 إلى 300 لتر، مشيراً إلى أن الإحصائيات العالمية تقدر الاستهلاك الطبيعي للفرد العربي بـ130 لترا يومياً، مبيناً أن تعرفة المياه ستحد من ارتفاع الاستهلاك غير المبرر للمياه في الوطن العربي. محاربة الجفاف من جانبه، تناول السيد جيفري كيتلينجر، المدير العام لمنطقة مياه متروبوليتان في جنوب كاليفورنيا، تجربة كاليفورنيا في محاربة الجفاف، موضحاً أن كاليفورنيا وضعت خططاً استراتيجية بهدف توفير المياه بتكلفة أقل، حيث كلف إنجاز مشروع واحد لتحلية المياه 3 مليارات دولار وهذه تكلفة مرتفعة جداً. وأوضح أن الاستراتيجية ركزت على عدة مجالات أبرزها شق القنوات، وتنويع المحاصيل التي تستهلك مياها قليلة، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال الخزن المائي، ما أسهم بشكل كبير في محاربة ندرة المياه في جنوب كاليفورنيا، مؤكداً أن التعاون الدولي في مجال مكافحة التغير المناخي سيسهم في المحافظة على المياه على المستوى العالم ويحد من تمدد الجفاف. تقليص التبخر بدورها سلطت السيدة سوزان مورفي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة المياه في غرب أستراليا، الضوء على الدروس المستفادة من استراتيجية أمن المياه في أستراليا الغربية، مؤكدة أن مناخ أستراليا الغربية شبيه بمناخ المملكة. واستعرضت مورفي التجارب الناجحة في غرب أستراليا في تقليص التبخر وإيجاد مصادر جديدة من خلال تدوير المياه، موضحة أن التجربة بدأت من خلال توعية المجتمع عبر وسائل الإعلام، خاصة الإعلام الجديد، والمناهج التعليمية، وكان لهذه التجربة نتائج جيدة، مؤكدة أن الحملة نجحت في تقليص في استهلال الفرد للمياه منذ 1985 وحتى 2015 بنسبة تصل إلى 40%. وأوضحت أن 50% من المياه كانت تأتي من تحلية المياه، وهذا الخيار كان مكلفا جدا، حتى بدأت رحلة معالجة مياه الصرف الصحي وضخها في شبكات التوزيع، وذلك بعد وضع إطار قانوني لاستعمال هذه المياه، مبينة أن حملة توعية المجتمع استمرت نحو 15 عاماً، وهي عملية طويلة الأمد بدأت منذ 2004 حتى نجاح استخدامها عملياً في 2016. الصرف الصحي من جهته قدم الدكتور سونج يونجي، نائب الرئيس في أكاديمية البحث الصينية للعلوم البيئية في الصين، التجارب الناجحة في معالجة مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية في الصين، موضحاً أن الصين بدأت هذه التجربة بدراسة التنوع المناخي، ونسب توزيع السكان، وتسليط الضوء على مشاكل نقص المياه والتلوث.
مشاركة :