في أول مراسم دفن الضحايا، حمل مشيعون جثماني سوريين سقطا في الاعتداء الإرهابي على مسجدين بنيوزيلندا في نعشين مفتوحين إلى مقبرة بالقرب من المسجدين. هذا فيما رفضت أستراليا "أعذار" تركيا عن تصريحات إردوغان "المسيئة". ذكرت وسائل إعلام نيوزيلندية أنه جرى اليوم الأربعاء (20 آذار / مارس 2019) تشييع أول جنازتين لضحايا الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية الذي وقع يوم الجمعة الماضي. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم دفن الضحيتين في مقبرة "ميموريال بارك" الواقعة على مسافة قريبة من المسجدين. والجنازتان هما لأب وابنه قدما إلى نيوزيلندا من سوريا قبل بضعة أشهر. وجرت مراسم الدفن وسط حراسة أمنية مشددة. وقال مجلس مدينة كرايستشيرش إنه سوف يتم إجراء مراسم دفن أربعة أشخاص آخرين اليوم. وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن في مؤتمر صحفي إنه سوف يتم تسليم 30 جثة لأسرهم بحلول مساء اليوم. وأضافت" أعلم أن هذه العملية صعبة وبطيئة بصورة محبطة من وجهة نظر أسر الضحايا". وتواجدت أردرن في كرايستشيرش اليوم الأربعاء للقاء طواقم الإغاثة والمسؤولين المسلمين وطلاب في مدرسة، فقدت اثنين من طلابها في الهجوم الذي وقع الجمعة الماضية. وقالت اردرن إنه مازال يتم الإعداد لإقامة مراسم تأبين في كرايستشيرش. وأضافت" على الرغم من أن المراسم سوف تقام في كرايستشيرش، إلا أننا نريد مشاركة جميع نيوزيلندا". ومن ناحية أخرى، هناك رغبة في إظهار الدعم للمسلمين لدى عودتهم للصلاة في المساجد، خاصة يوم الجمعة. وأوضحت اردرن" من أجل تحقيق ذلك، سوف نقف دقيقتين حداداً يوم الجمعة. كما سوف نذيع الصلاة على التلفزيون الوطني". تحقيق "دولي" وفي السياق نفسه كشف مفوض الشرطة مايك بوش أن المهاجم كان في طريقه لاستهداف موقع ثالث عندما تم اعتقاله. وقال" نعتقد بقوة أننا أوقفناه وهو في طريقه لشن هجوم آخر، لذلك تم إنقاذ أرواح". وتعتقد الشرطة أنها كانت على علم بالمكان الذي كان المهاجم في طريقه إليه، ولكنها لن تتشارك هذه المعلومات. وقال قائد الشرطة النيوزيلندية إن أجهزة مخابرات عالمية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي وأجهزة من أستراليا وكندا وبريطانيا، تعد ملفاً عن المهاجم المزعوم. وقال مفوض الشرطة مايك بوش في إفادة إعلامية في العاصمة ولنجتون "أستطيع أن أؤكد لكم أن هذا تحقيق دولي". أستراليا ترفض "أعذار" تركيا عن تصريحات إردوغان "المسيئة" وفي سياق ذي صلة، رفض رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون قبول أعذار تركيا عن التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في أعقاب الاعتداء المسجدين. واستدعت أستراليا السفير التركي كورهان كاراكوك، إلى مكتب رئيس الوزراء في كانبرا اليوم الأربعاء بسبب التصريحات التي أدلى بها إردوغان. وكان الرئيس التركي قال إن الأسترالي منفذ الاعتداء يستهدف تركيا، وحذر الأستراليين "المعاديين للإسلام" من أنهم إذا زاروا تركيا "سيعودون في توابيت كما تم مع أجدادهم" في معركة جاليبولي (جناق قلعة)، حسبما ذكرت صحيفة "ذا أستراليان". وقال موريسون إن إردوغان أهان إرث الجنود الأستراليين والنيوزيلنديين، مشيراً إلى أن تلك التصريحات "مسيئة للغاية للأستراليين ومتهورة للغاية في هذه البيئة الحساسة". وأضاف موريسون للصحفيين عقب الاجتماع مع السفير: "لا أقبل الأعذار التي تم تقديمها عن تلك التصريحات". وأشار إلى أنه لا يقبل التبرير بأن تلك التصريحات جاءت في سياق لحظة انتخابية ساخنة. وقال إنه سينتظر الرد من الحكومة التركية قبل أن يتخذ إجراء إضافياً، مشيراً إلى أن "جميع الخيارات مطروحة". وسبق أن أعلن موريسون أن بلاده تراجع إرشادات السفر إلى تركيا عقب التصريحات "المسيئة". ومن المقرر أن تتصل وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين بنظيرها التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الأربعاء. خ.س/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مشاركة :