تحدثت صحيفة الجارديان البريطانية في افتتاحيتها، الوم الأربعاء، عن استغلال الرئيس التركي لمذبحة المسجدين في دعايته الانتخابية.وتحت عنوان "التشبث بصورة الضحية.. استغلال الرئيس التركي لمذبحة كرايست تشيرتش"، تقول الصحيفة، إن محاولة الساسة استمالة الجماهير ليس أمرا غريبا، ولكن استخدام زعيم دولة قوية وعضو في حلف شمال الأطلسي منصات الدعاية الانتخابية لاستغلال هجوم إرهابي في بلد غربي صديق، وما يبدو كما لو كان تحريضا على العنف ضد مواطني هذا البلد، قد يكون أمرا غير مسبوق، ولكن هذا ما يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ هجوم كرايست تشيرش الإرهابي يوم الجمعة الماضي.وأشارت الصحيفة، إلى أنه منذ الهجوم صاحبت خطب أردوغان في الحملة الانتخابية مشاهد من فيديو هجوم كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، بينما تسعى السلطات والحكومات في شتى أرجاء العالم إلى محوها من على الإنترنت.وتضيف الصحيفة، أنه يبدو أن نية أردوغان من وراء عرض الفيديو كانت إقناع جمهوره بأن الغرب يعادي المسلمين، بل أنه بدا كما لو كان يلمح إلى أن الحكومات الغربية قد تكون مسئولة عن الهجوم، وأن "وسائل الإعلام الغربية" أعدت بيان المهاجم برنتون تارانت.وتقول الصحيفة، إن تعليقات أردوغان تمثل إساءة لشعب ما زال حزينا على فقد 50 من مواطنيه ويمثل إساءة لأسر الضحايا، كما أن كلماته قد تؤدي إلى هجمات ضد النيوزيلنديين وغيرهم من الغربيين من قبل هؤلاء الذين قد يصدقون ما قاله.وترى الصحيفة، أن أردوغان يواجه تحديات داخلية كبرى، حيث أدى سوء الإدارة ومحاباة الأصدقاء والمقربين إلى إخفاق "المعجزة الاقتصادية" التركية. كما أن البلاد تعاني من ارتفاع كبير في معدلات البطالة والتضخم.وتضيف الصحيفة، أنه بدلا من مواجهة هذه التحديات لجأ أردوغان إلى إذكاء النعرة القومية، ومن بين الأخطار المتصورة هو ما يقول أردوغان إنه "دور الغرب في تخريب تركيا"، وتقول الصحيفة، إن ما أصبح واضحًا هو أنه كلما زادت التحديات، كلما "شيطن" أردوغان الغرب.
مشاركة :