عقد مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة بعنوان "بعد مرور 100 عام.. معنى الحرب العالمية الأولى للولايات المتحدة"، مساء أمس، من تقديم البروفيسورة جينيفر كين رئيسة قسم التاريخ بجامعة تشابمان الأمريكية، بحضور عدد من الأكاديميين والدبلوماسيين والمهتمين والباحثين في مجال التاريخ. وتحدّثت "كين" عن الأحداث التي صنعتها وخلّفتها الحرب العالمية الأولى، وآثارها على الولايات المتحدة الأمريكية بحيث تغيرت شخصية المجتمع الأمريكي بعد الحرب، وقالت: إن الحرب أحدثت تحولات هائلة أيضاً، وخلقت تطورات كثيرة ومعقّدة؛ يتمثل أبرزها في عملية صناعة الحرب وطريقة إدارتها. واستعرضت المحاضرة عدداً من النماذج على طريقة خوض الحروب والإعداد لها. وأشارت الباحثة التاريخية إلى أن الولايات المتحدة واجهت تحديات كثيرة في أثناء الحرب العالمية الأولى، كان أبرزهاعملية إدارة الموارد البشرية، بحيث كان التحدّي يتمثّل في إيجاد الشخص المناسب ووضعه في المكان المناسب، وخاصة في ميدان كبير مثل الحرب. ولفتت إلى تحدٍّ آخر تمثّل في وجود نقص في مهارات تعلم اللغة الإنجليزية لدى أفراد الجيش الأمريكي؛ بسبب عيش المهاجرين في مجتمعات محلية مغلقة داخل أمريكا، أو وُلدوا خارج أمريكا لآباء من المهاجرين. وقالت: الحرب ساعدت في ظهور تطورات في مجال التعليم والاهتمام بعلم النفس، بحيث ظهرت اختبارات مثل اختبارات الذكاء واختبارات معرفة القراءة والكتابة. كما ظهرت الحملات التثقيفية الموجّهة للمرأة حول الطعام والملابس، وكانت فكرة جيدة لتنظيم المجتمعات، ومن أجل تأهيل النساء وصناعة القيادات النسائية. وأضافت: الحرب العالمية الأولى كشفت عن الدور الحيوي الكبير الذي تلعبه المرأة في المجتمع، وذلك عندما ظهرت قيادات من النساء قادرة على قيادة المجتمعات، وظهر ذلك من خلال انخراط النساء في الأعمال التطوعية في مختلف المجالات؛ مثل الطب والترجمة وغيرهما، مشيرةً إلى أن هذا الدور الذي قامت به المرأة الأمريكية في أثناء الحرب كان بداية لنيل حقها في الاقتراع في السنوات اللاحقة. وأردفت: كان للحرب أثر واضح في إبراز الدور الذي يمكن أن يمثله الأمريكيون من أصول إفريقية داخل الجيش والمجتمع الأمريكي؛ وهو ما ساعد لاحقاً على صناعة قيادات وشخصيات من السود، سواء في الجيش أو الجامعات. وأكدت "كين" أن المهاجرين يمثلون ثروة وجانباً إيجابيّاً في بناء المجتمعات، وليسوا تهديداً كما هو متداول اليوم. وختمت الباحثة محاضرتها بالحديث عن الدور الأمريكي في العالم المعاصر، والتناقض في صورة الولايات المتحدة ما بين دورها في مجال الأعمال الإنسانية وتحرير الشعوب ودعم قضاياها ومعالجة مشاكلها، وبين غزوها للدول.
مشاركة :