ثمن المشاركون في منتدى المياه السعودي، لمجلس الوزراء مباركته للمنتدى الذي حمل عنوان "مياه مستدامة.. لتنمية مستدامة"، مؤكدين أنه ذلك يأتي استمراراً للتشجيع والدعم والاهتمام بقطاع المياه وتذليل جميع الصعوبات والتحديات التي يواجهها، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، الأمر الذي يدعم نجاح المنتدى واستمراريته في المساهمة في مواجهة تحديات المياه محلياً ودولياً. وأكدت أوراق العمل والمناقشات التي تمت خلال المنتدى، أهمية 12 موضوعاً لمواجهة تحديات الاستدامة المائية والتنموية. وبين وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه، رئيس اللجنة التنفيذية للمنتدى الدكتور فيصل السبيعي، أن المنتدى أكد أهمية 12 موضوعاً، شملت تنفيذ خطط الاستراتيجيات وتحديثها لضمان استدامة قطاع المياه وتحسين جودة خدماته، والدور الكبير الذي يلعبه القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع تطوير قطاع المياه وتخصيص خدمات الإمداد والإنتاج والمعالجة والنقل، وتعزيز الدور الاستراتيجي للتشريعات والسياسات المائية لضمان استدامة المياه والتنمية، إضافة إلى توطين متطلبات المشاريع وزيادة المحتوى المحلي بالتعاون مع القطاع الخاص، والعمل على تحديد التخصصات المطلوبة من الجامعات السعودية لتوطين ودعم قطاع المياه. وأشار السبيعي إلى أن من المواضيع التي ركز عليها المنتدى أيضاً: أهمية مراجعة مواءمة مخرجات الجامعات لاحتياج القطاع من الكادر البشري، والاستفادة من المياه المجددة واستخدام الطريقة المناسبة للمعالجة بأفضل التقنيات الحديثة ورفع كفاءة الطاقة، والاستفادة من التجارب والخبرات الدولية الناجحة وتوطينها، والاستفادة من الابتكارات الواعدة في تنمية مصادر المياه ورفع كفاءة إنتاج المياه واستخداماتها في جميع الجوانب، واستخدام تقنيات ذكية في سلسلة إمداد المياه والتوزيع، وتعزيز التعاون بين الجهات والمراكز البحثية للتغلب على تحديات الاستدامة المائية، وأهمية التوعية والترشيد والمشاركة المجتمعية لتعزيز استدامة المياه والمحافظة عليها، إضافة إلى الدعوة إلى الاستمرار في عقد اللقاءات السنوية تحت سلسلة منتديات المياه السعودي في شهر مارس من كل عام. وحفل اليوم الأخير من المنتدى بعدد من الجلسات العلمية وحلقات النقاش المتعلقة بقطاع المياه وكيفية تطويره واستدامته، حيث تناولت الجلسة السابعة موضوع "تقنيات ذكية في سلسلة إمداد المياه والتوزيع"، وتنوعت الأطروحات ما بين مواضيع سلاسل الإمداد في صناعات وتقنيات تحلية المياه، وتطبيق التوزيع والتحكم الذكي بشبكات المياه، وتخطي عقبات تطبيق التقنيات الذكية في تشغيل قطاع المياه، وتطوير واستخدام تقنيات حديثة في المراقبة والتحكم. حيث تحدث نائب المحافظ للتشغيل والصيانة في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبد الله الزويد، عن إنتاج المؤسسة من المياه المحلاة، والذي بلغ 5.6 مليون م3، من خلال 33 محطة تنقل المياه عبر 6 خطوط نقل رئيسة، مشيراً إلى أن المؤسسة حصلت على شهادة غينيس العالمية لكونها أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، مبيناً أن المؤسسة لديها خبرة عملية بلغت 45 سنة، وتغطي 70% من احتياج المملكة من المياه، وتؤمِّن 99% من المياه المحلاة في المشاعر المقدسة.من جانبه ناقش الرئيس التشغيلي لشركة المياه الوطنية المهندس صالح الغامدي، تطبيق التقنيات الذكية والتحكم الذكي في شبكات المياه والتوزيع، وأشار إلى أن الشركة تقوم حالياً بتقييم الوضع الحالي لقطاع توزيع المياه، وتحديد الفجوات والعمل على إصلاحها، عبر وضع خطط مستقبلية طويلة المدى ومؤشرات للقياس، للوصول إلى شبكات توزيع مياه متقدمة.وأفاد بأن الشركة بدأت بتوزيع العدادات الذكية واستبدالها بالعدادات القديمة، مشيراً إلى أنه يوجد في المملكة 2 مليون عداد مياه يجري استبدالها حالياً، مبيناً أن العدد المستبدل حتى الآن وصل إلى ما يزيد عن مليون عداد، وأنه من المتوقع الانتهاء من ذلك مع نهاية العام 2019.وسلط الغامدي الضوء على برنامج (SMART HAJJ)، والذي تقوم به الشركة منذ ثلاث سنوات في موسم الحج، حيث أثبت البرنامج كفاءته وهو ما أهله للحصول على جائزة أفضل مشروع ذكي في العالم للعام 2018م.وتحدث أستاذ البحوث والمشاريع في جامعة مقاطعة أكيتا في اليابان الدكتور سلطان السلطان، عن أهمية تطوير واستخدام التقنيات الحديثة في المراقبة والتحكم، وشدد على ضرورة استخدام الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار ومحطات الرصد الأرضية، في عملية المراقبة والتحكم لأي مجال مائي وزراعي في المملكة، مشيراً إلى أن ذلك أثبت كفاءته في عدد من دول العالم.وجاءت حلقة النقاش الثانية بعنوان "المجتمع والمياه"، وتناولت التعريف بالبرنامج الخيري لسقيا الماء (سقاية) حيث قدَّم مدير البرنامج في وزارة البيئة والمياه والزراعة المهندس يوسف الغامدي، عرضاً عن أهداف البرنامج وحوكمته وخططه المستقبلية والتشغيلية، وأنه ما زال في طور البداية، واعداً بأن هذا البرنامج سيكون له بصمة كبيرة في المستقبل بالتعاون مع جميع المؤسسات الخيرية والاقتصادية والقطاعات المختلفة.من جانبه تحدث نائب الرئيس للعناية بالعملاء في شركة المياه الوطنية المهندس عبد الله البيشي، عن أهمية الحفاظ على المياه وتعزيز ثقافة ترشيد استخدامه في المجتمع، مشيراً إلى أن الشركة قامت بعدد من الفعاليات والحملات والمبادرات التوعوية في ذلك، لافتاً إلى أن الشركة تقوم حالياً بالتعاون مع وزارة الأوقاف بتطبيق تجربة الترشيد في عدد من مساجد مدينة الرياض، من خلال تركيب أدوات الترشيد، متوقعاً أن ذلك سيؤدي إلى تحقيق وفرة في استخدام المياه من 30% إلى 40%.وأما حلقة النقاش الثالثة والأخيرة فجاءت بعنوان "دور المراكز والجهات البحثية في استدامة المياه"، وتناولت جهود الجامعات السعودية في إيجاد كراسي أبحاث متخصصة بدراسة المياه السطحية والجوفية، وإصدار الأبحاث العلمية المتخصصة بقطاع المياه والمشاكل والحلول لتطوير هذا القطاع واستدامته، وأهم الصعوبات التي تعترض عملية البحث والتي منها ضعف التواصل بين الجهات البحثية والقطاعات الحكومية، وضرورة إنشاء قنوات تواصل، وزيادة التواصل العلمي بين المهتمين بقطاع المياه عن طريق إقامة المؤتمرات واللقاءات العلمية.يُذكر أن منتدى المياه السعودي، يعد منصة لالتقاء قادة قطاع المياه والخبراء المحليين والدوليين والمطورين والمستثمرين والعلماء والباحثين في قطاع المياه، مع الجهات ذات العلاقة المتمثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وشركة المياه الوطنية، وشركة الماء والكهرباء، والمؤسسة العامة للري، إضافة إلى شركاء من خارج قطاع المياه محليّاً ودوليّاً، لتقديم خلاصة خبراتهم وممارساتهم الناجحة في الوصول إلى أفضل الحلول للتحديات التي تواجه قطاع المياه، وتطوير مشاريع مياه تتوافق مع احتياجات المملكة، إضافة إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية لتطوير هذا القطاع الحيوي وتشجيع القطاع الخاص المحلي والدولي للمساهمة في تطويره.
مشاركة :