أبدى البطريرك الماروني في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تأييده لموقف الرئيس اللبناني ميشال عون الداعي إلى ضرورة الفصل الكامل بين عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، وإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية وحل للأزمة في سوريا، مشيرا إلى خطورة تبعات استمرار بقاء هذا العدد الكبير من النازحين في لبنان.وأكد البطريرك الماروني، خلال استقباله أعضاء المجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية في لبنان، أن ربط العودة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، هو أكبر خطأ بحق لبنان، مستشهدا على صحة موقفه بوجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أكثر من 70 عاما فيما لم يتم التوصل حتى الآن إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية.وقال: "لا أريد على الإطلاق أن يساء الفهم ويقال إننا ضد النازحين.. هذا غير صحيح.. نحن معهم ونؤيد عودتهم إلى وطنهم وتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم، واللعبة الدولية التي أشاعت الحرب في سوريا تريد للنازحين العودة ربطا بالتوصل إلى حل سياسي، وهو الأمر الذي لا يمكن التكهن متى يمكن التوصل إليه".وأضاف متوجها بالحديث إلى النازحين السوريين: "نحن لسنا ضدكم، على العكس نحن معكم. ونرى أنكم يجب أن تعودوا إلى وطنكم بكرامة".ويشهد الموقف من ملف النزوح السوري انقساما كبيرا بين القوى السياسية اللبنانية، حيث يرغب فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ومن ورائه حزب الله وحركة أمل، في عودة النازحين إلى سوريا بصورة فورية، ويرى في المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي للاجئين السوريين سببا في استمرار بقائهم داخل لبنان، وأنهم السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها البلاد.وفي المقابل، يؤيد فريق رئيس الحكومة سعد الحريري وحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين، العودة السريعة للنازحين السوريين بصورة آمنة والعمل على تحفيزها بالتعاون مع المجتمع الدولي، مع استفادة لبنان من المساعدات الدولية التي تقدمها الدول المانحة، باعتبار أن لبنان يعد أحد أكبر الدول التي تستضيف للنازحين على نحو يؤثر على اقتصاده والبنى التحتية وأوضاعه الاجتماعية والأمنية.يشار إلى أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الدوائر اللبنانية والأممية تفيد بوجود قرابة مليون و 300 ألف نازح سوري داخل الأراضي اللبنانية، ويتحصلون على مساعدات من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، غير أن مسئولين لبنانيين يؤكدون أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك الرقم ليتراوح ما بين مليون ونصف المليون وحتى 2 مليون نازح.ويعاني لبنان من تبعات اقتصادية كبيرة جراء أزمة النزوح السوري، حيث يعتبر البلد الأكبر في العالم استقبالا للاجئين مقارنة بعدد سكانه الذي يقترب من 5 ملايين نسمة.وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضي مبادرة وصفتها بأنها "استراتيجية" لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديدا دول الجوار السوري المتمثلة في لبنان والأردن وتركيا، باعتبار أن تلك الدول يتواجد بها العدد الأكبر من النازحين السوريين جراء الحرب السورية، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.
مشاركة :