بالصور.. مواطن يحوِّل منزله لمتحف أثري بجبال فيفاء

  • 3/5/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

استطاع مواطن بفيفاء جمع معظم أنواع الموروث القديم، من أدوات يدوية، ومصنوعات قديمة، وعملات مالية قديمة ومختلفة، والعديد من الأشكال والأنواع التي تُعتبر غريبة في وقتنا الحالي، وحصرها جميعها داخل جزء من منزله؛ ليحوله لمتحف. وحاول المواطن حسين يحيى الفيفي بعد عدة مطالبات لهيئة السياحة والآثار بجازان وكذلك بلدية فيفاء توفير موقع ومتحف صغير على الشارع العام؛ ليتسنى للجميع الاطلاع على الموروث القديم، والمساهمة في عدم اندثاره من الوجود وكذلك من الأذهان، لاسيما أنه تراث مشهور، ولاقى زيارات من أمراء وشخصيات هامة داخل الدولة، وكذلك بعض السفراء من خارج المملكة. وتم رصد معظم الأدوات التي يمتلكها المواطن حسين الفيفي، بشتى أنواعها المتباينة، من أدوات حرث وزراعة، وأدوات معيشية للطبخ والتنظيف، وكذلك حلي وزينة المرأة، وأيضًا زي الرجال، فضلًا عن المصنوعات القديمة التي يتجاوز صنعها أكثر من 40 عامًا مثل علب الحليب وآلة الموسيقى والراديو وغيرها، ناهيك عن المصاحف القديمة التي كان تاريخ طبعها 1311هـ؛ ما يعني قبل قرن وربع من الآن. وعرض الفيفي بعض الأسلحة القديمة التي كانت تُستخدم في الحروب، وهي عبارة عن أسلحة بارود لا تكاد تشكِّل ضررًا في زمننا هذا، مؤكدًا على أنها كانت تُعد تهديدًا خطيرًا في الزمن القديم، وتُعد فخرًا واعتزازًا لكل من يحملها. جمع التراث وقال الفيفي: بدأت اهتم بالموروث القديم من القراءة فيه عندما كنت في السلك العسكري، وبعد أن تقاعدت، عدت إلى فيفاء لأشرع بجمع الأدوات التراثية والموروث القديم من الأقارب والأصدقاء وحفظه، وخصوصًا أننا في زمن لا يسمح لنا باستخدامها من جديد، فضلًا عن وجوب حفظها للأجيال القادمة وتعريفهم على موروث الأجداد والآباء الذين كانوا يستعينون بها لعيشهم في السابق، وقمت بتخصيص جزء من منزلي لأصنع منه متحفًا شاملًا للأجواء التي كان يعيشها الآباء والأجداد سابقًا، من خلال بناء منزل مستدير أثري كالمنازل قديمًا، وكذلك دهن الجدران بالأشكال والألوان الأثرية، ومن ثم تعليق وترتيب الأدوات الأثرية والخزفية القديمة جنبًا إلى جنب. وتابع: بحمد الله استطعت أن أجمع معظم الأنواع القديمة، وبعضها لم أستطع الحصول عليه، ولكن قمت بصناعته من جديد، عن طريق ذاكرة وخبرة كبار السن في فيفاء، وها أنا اليوم أجمع المئات من الأدوات الأثرية الخاصة بجبال فيفاء، التي كانت تُستخدم قديمًا في أمور الحياة داخل المنطقة، وبعض منها تُستخدم أيضًا بشكل مشابه في أماكن عديدة من المملكة. المشاركات التراثية وأضاف الفيفي: وفي العام الماضي أكملت السنة العاشرة من مشاركاتي في مهرجانات الجنادرية التي تقام كل عام؛ حيث تصلني دعوة سنوية للمشاركة بأدواتي القديمة والتعريف بها داخل المهرجانات السعودية، وكذلك المهرجانات التي تكون في نطاق منطقة جازان، ولكن بدأت أتكاسل في الوقت الحالي؛ بسبب عدم وجود متحف خاص بهذه الأدوات قرب الطريق العام، وخصوصًا أن الموقع الحالي بعيد عن الشارع، الأمر الذي جعل المواطنين والزوار يعزفون عن زيارته بسبب بعده، وتحمل مشقة التعب وصولًا حتى منزلي. سفراء من خارج الدولة وكشف الفيفي عن عدد الزوار للمتحف الذي تعدى الألف كأول متحف تم إنشاؤه في المحافظة وأكثر أدوات تم جمعها، بينما أظهر أسماء الزوار الآخرين من خارج الدولة مثل السفير البريطاني نيكولاس هيث، وكذلك السفير الصيني وبعض الأمراء والأميرات والوزراء والشخصيات الهامة في الدولة، وذلك في زياراتهم للاطلاع على التراث الذي كان يعايش الطبيعة الخضراء في جبال فيفاء، والتعرف عليه عن كثب، من خلال المعلومات التي يحملها المواطن حسين الفيفي عنها. اجتهاد من طرف واحد وقال الفيفي: إنه رغم اجتهاده الفردي في جمع التراث، إلا أنه إلى هذا اليوم لم تبادر أي جهة رسمية بالاهتمام بتراث المحافظة، والشروع في توفير متحف متاخم للطريق العام؛ ليتسنى للجميع من الأهالي والزوار زيارته والتعرف على ما يحويه من أدوات تراثية، مشيرًا إلى أن بعض الجهات طلبت منه أن ينقله إلى مدينة جيزان وحفظه في المتاحف الموجودة هناك، إلا أنه رفض الطلب، مؤكدًا أن لكل مكان تراثه، وكل تراث لا يليق إلا في مكانه الأصلي. وأردف أن أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وعدا بالاهتمام التام بذلك المتحف المنزلي وتخصيص موقع عن طريق نزع الملكية على الطريق العام، لأهميته الكبيرة في مكان قريب من الشارع، إلا أن بلدية فيفاء ردت بالمنع؛ بسبب عدم وجود صلاحية لنزع الملكية في محافظة فيفاء، الأمر الذي جعله يكمل مشواره في جمع الأدوات داخل منزله، وتوسيع منزله أكثر من السابق لعرضها لكل من أراد التعرف عليها. واختتم الفيفي في حديثه بمطالبة أهالي فيفاء بجمع كل الأدوات التي توجد لديهم، ولا يحتاجونها، أو لا يهتمون بها، وأخذ سند قبض بتسليمها لصاحب المتحف وبرقم خاص بها، ومتى ما أراد استرجاعها فهي حق له؛ وذلك بسبب أنه يريد جمعها وحفظها؛ خوفًا من الاندثار. شارك على WhatsApp

مشاركة :