يمثل اختيار دار «كريستيان ديور» العالمية، دبي لإقامة أول عرض أزياء تنظمه في منطقة الشرق الأوسط، مؤخراً، بحضور كبير من داخل الإمارات وخارجها، إشارة إلى تنامي مكانتها كعاصمة إقليمية للأزياء والموضة، ومركز جذب للعلامات التجارية الأشهر عالمياً، ووجهة مفضلة للتسوّق، يقصدها ملايين الزوار على مدار العام، لما تمتلكه من مراكز تسوق راقية تضاهي الأحدث والأبرز عالمياً. قرار «ديور» اختيار دبي للكشف عن مجموعة من الأزياء التي صممتها خصيصاً لهذه المناسبة والمتوائمة مع أذواق وتقاليد هذا الجزء من العالم ضمن مجموعتها لربيع وصيف 2019، يعكس نجاحاً نوعياً لاستراتيجية دبي التي بدأت في تنفيذها منذ عدة أعوام لتعزيز ريادتها على المستويين العربي والعالمي في قلب هذا القطاع. وتوَّجت دبي تلك الاستراتيجية بإطلاق عدد من المبادرات لتطوير موقعها كعاصمة للتصميم في العالم عبر إنشاء حاضنات إبداعية تلبي احتياجات الصناعة وتدعم المواهب الشابة. يشير اختيار الدار الفرنسية العريقة دبي مقراً لأول عرض أزياء لها في المنطقة، إلى جملة النجاحات التي حققتها الإمارة ودعمت مكانتها في مجال الإبداع والتصميم، بدايةً من تبنّي إطار تشريعي متكامل لدعم نمو قطاع التجزئة، وتطوير نموذج فريد لإعادة صياغة مفهوم التسوّق بما يتماشى مع فكر الإمارة المستقبلي، وصولاً للإجراءات والقرارات التي طبقت بهدف بناء مكانة متميزة لها في قطاع التصميم الإبداعي على النحو الذي يتماشى مع الموروث الثقافي والتراثي لدبي والإمارات عامة. وخلال العرض، اتضح تأثُّر ماريا جراتسيا كيوري، المديرة الفنية لدار «ديور» ومصممة الأزياء العالمية، بالشخصية المميزة لدبي، إذ ظهرت التصاميم على نحو يحاكي ملامحها بوصفها مدينة عربية ذات طابع عالمي. وهذا هو الاتجاه الذي استثمرت فيه دبي بقوة خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى اعتبارها الوجهة الأمثل لتصاميم الأزياء المحتشمة بطابع عصري لا يخلو من الحداثة والإبداع، بما يعكس قدرة الإمارة على توجيه العلامات التجارية العالمية إلى الاحتياجات النوعية التي تتماشى مع الطبيعة الخاصة بالمنطقة. أسلوب جديد، أحدثت دبي ما يمكن وصفة بثورة في عالم الموضة العالمية، إذ خرج منها أسلوب جديد لتصميم الأزياء بما يراعي طبيعة المنطقة وثقافتها وتقاليدها، وقدمت للعالم ما بات يُعرف بوصف «الموضة المحتشمة» التي تقدر حجم التعاملات التجارية في إطارها اليوم بنحو 44 مليار دولار، وفقاً لتقرير حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي، ومن المتوقع أن تتضاعف خلال السنوات المقبلة نتيجة للإقبال الواسع على تلك الموضة مع بدء شركات أزياء عالمية كبرى تقديم تصاميم تتوافق مع معايير هذه الموضة مثل «دلوتشي آند جابانا» و«تومي هيلفجر». وطوال المسيرة التي استهدفت توثيق موقع دبي في طليعة عالم الأزياء الفاخرة، أسهمت العديد من الجهات في ترسيخ مكانتها في هذا القطاع، وشاركت في اجتذاب المزيد من كبرى العلامات التجارية العالمية في مجال الموضة والأزياء والمجوهرات والساعات الثمينة، وكذلك شركات التصميم التي اختارت مباشرة أعمالها في المنطقة انطلاقاً من دبي، ما أدى إلى إثراء رصيد المواهب الإبداعية فيها، الأمر الذي دعم مجالي التصميم وصناعة الأزياء في المنطقة، بما لذلك من أثر في تلبية الطلب المتزايد على المهنيين المختصين في مثل القطاعات الإبداعية. ويأتي في مقدمة الجهات التي ترسخ موقع الإمارة في هذا القطاع، مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة التي أسهمت من خلال الفعاليات التي تنظمها على مدار العام في تعزيز مكانة دبي كوجهة للسياحة العائلية وكذلك للتسوق، ومن أبرزها «مهرجان دبي للتسوق» و«مفاجآت صيف دبي»، وعلاوة على أكثر من 15 فعالية أخرى تطور المؤسسة من خلالها، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، تقويماً سنوياً متكاملاً لقطاع التجزئة في الإمارة. وتعليقاً على عرض الأزياء الفريد الذي نظّمته «ديور» في دبي قبل أيام، قال أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة: «اختيار «ديور» وهي واحدة من أبرز العلامات التجارية العالمية في الأزياء، لدبي لتكون وجهتها الثانية بعد باريس لإقامة هذا العرض الراقي للأزياء لمجموعتها لربيع وصيف 2019، يدل على المكانة الرفيعة التي تتمتع بها دبي لدى هذه الشركة، وغيرها من الشركات العالمية الكبرى، كمركز رائد للموضة والأزياء في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ونظراً لأن دبي ملتزمة باستضافة فعاليات رفيعة المستوى وفق أعلى المعايير العالمية، يسعدنا أن تقدم «ديور» هذا العرض الحصري الذي تضمّن 15 قطعة صممت خصيصاً لهذا الحدث، فيما يعد إنجازاً كبيراً لقطاعي السياحة وتجارة التجزئة في دبي، كونه يساهم في تعزيز سمعتها كخيار مثالي للعلامات التجارية العالمية، لما تقدمه من تجربة تسوق فريدة، إذ استضافت الفعالية 350 من عملاء الدار من جميع أنحاء المنطقة والعالم، وهو ما يعزز من مكانة دبي كوجهة سياحية راقية». حاضنة إبداعية لرواد الأعمال والشركات يُعد «حي دبي للتصميم» على نطاق كبير إحدى أوائل الحاضنات الإبداعية في المنطقة وأُسس لتوفير احتياجات الشركات الناشئة ورواد الأعمال والعلامات التجارية العالمية والفاخرة. ويضم الحي العديد من المنشآت مثل مركز IN5 ومعهد دبي للتصميم والابتكار، وأكثر من 500 شريك، وما يزيد على 8 آلاف شخص يعملون في مجال التصميم وغيره من الأنشطة التجارية والإبداعية المُكملة. وأطلق الحي ونظم عدداً من الفعاليات المتخصصة لتغطية مختلف جوانب وأبعاد المشهد الإبداعي، بما في ذلك «أسبوع دبي للتصميم» الذي يُشكل منصة مهمة للتفاعل والتواصل بين مجتمع الأزياء في الدولة والمنطقة مع نظيره العالمي عبر باقة منوعة من البرامج وورش العمل الخاصة بعالم التصميم. وخلال نسخته الماضية رسّخ «أسبوع دبي للتصميم» مكانته كأكبر مهرجان إبداعي من نوعه على مستوى المنطقة، باستقبال نحو 75 ألف زائر في فترة تنظيمه التي تبلغ أسبوعاً. وتندرج في الإطار ذاته فعالية «فاشن فوروارد» التي تعقد موسمها ال 12 هذا العام بمشاركة نخبة من المصممين المحليين الذين شقوا طريقهم نحو العالمية بهدف التعريف بأحدث التوجهات في مجال التصميم وصناعة الأزياء. شهادة «اليونسكو» في شهادة عالمية على نجاح الجهود الرامية إلى ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ترسيخ أسس الاقتصاد القائم على الإبداع، أعلنت «اليونيسكو» في يونيو/حزيران الماضي اختيار دبي كأول مدينة مبدعة في التصميم في الشرق الأوسط ضمن شبكة المنظمة للمدن العالمية المبدعة التي تضم 24 مدينة فقط حول العالم تلتزم بالعمل على التطوير المستمر لكل الممارسات الإبداعية. إعادة تعريف الفخامة استثمرت دبي في البنية التحتية اللازمة لاستكمال الشِق الآخر من منظومة الموضة، والمتمثل في مراكز التسوّق التي تليق باستضافة أهم علامات الأزياء العالمية الفاخرة. وشيّدت الإمارة مجموعة كبيرة من مراكز التسوق الفخمة التي يأتي في مقدمتها «دبي مول»، و«مول الإمارات»، و«دبي فستيفال سيتي»، وتضم أشهر العلامات التجارية العالمية الفاخرة، وغيرها من المراكز التجارية المنتشرة في أرجاء دبي وتعد بمثابة نقاط جذب يحرص الزوار على التعرف على ما تقدمه من منتجات وعلامات تجارية فاخرة.
مشاركة :