في استمرار لمسلسل انبطاح تنظيم الحمدين الحاكم في قطر لنظام ولاية الفقيه، وتناغم بين محورى الشر، ما يسهل لهما إطلاق هجمة مسعورة على كل من يحاول فضح جرائمهم، كشفت دراسة جديدة لمركز المزماة للدراسات والبحوث، أن الإعلام الإيرانى وجد موطئ قدم فى الدوحة، ليمكنه نشر الأكاذيب وقلب الحقائق باستخدام أبواق نظام الحمدين وعلى رأسها قناة الجزيرة. واشارت الدراسة إلى أن نظام الحمدين قدم هدية ثمينة لنظام الملالي بانسلاخ الدوحة عن محيطها الخليجي، وأوضحت الدراسة أن تفتيت دول المنطقة واختراق أمنها القومي وتقسيم مواقفها الخارجية على رأس أولويات إيران، مؤكدا أنه مع مرور الوقت تورطت قطر أكثر في التماهي مع الأجندة الإيرانية، ومن دون أن تحصل على شيء من وراء خدماتها المجانية للنظام الإيراني، سوى التلذذ بالمكابرة وتمثيل دور الضحية، في إقليم لا يحتمل التنافر وتجاهل التحديات المشتركة. واعتبرت الدراسة أن تمادي قطر أوصلها إلى التقيد بتنفيذ استراتيجية إعلامية إيرانية شائعة، تقوم على محاولة بث الفرقة والانقسام بين خصومها، مبينا أنه من يتأمل أخبار وتقارير الصحافة القطرية والإيرانية، يجدها لا تخلو من العزف على وتر إثارة الكراهية والمراهنة على استهداف وحدة الموقف الخارجي. وخلصت الدراسة بعد نظرة سريعة على عناوين الصحف القطرية والإيرانية، إلى أنه تلاحظ تشابه المحتوى بسهولة، فخلال الأسابيع الماضية بالتحديد، تشابهت عناوين الأخبار، وتكاد تكشف أن المطبخ الإعلامي الإيراني والقطري أصبحا في غرفة واحدة، خاصة في ما يتعلق بإنتاج الأخبار والتقارير التي تستهدف العلاقات بين الدول العربية. فلم يعد يخفى على المتابعين أن نظام الحمدين في الدوحة يتلقى النصائح من طهران، بل إن الثانية أصبحت تمارس من خلال وسائل إعلامها دور الناطق الرسمي باسم قطر، كما تصر إيران بسياستها الإعلامية على تنشيط الذاكرة العربية والتذكير ببشاعة الاستعمار، من خلال استنساخها النهج الاستعماري التقليدي المفضوح، الذي قام على شعار “فرق تسد”. وشددت الدراسة على أن ما ينشره الإعلام الإيراني ويردد صداه إعلام الدوحة بغباء وحقد أعمى، ليس بعيدا عن استعارة نهج التفريق بين القوى التي تواجه المد الإيراني التخريبي في المنطقة. وخلصت الدراسة الى محورين يسعي التحالف القطري الإيراني لتحقيقهما اذ بقراءة سريعة لعناوين وموضوعات الإعلام الإيراني والحليف القطري المخلص لطهران، نجد أن المحور الأول الذي يحتل صدارة اهتمام صحف طهران والدوحة معا، على صلة بالمحاولات المتكررة التي تستهدف ضرب علاقات الدول العربية ببعضها. أما الملف الثاني الذي يروق لطهران والدوحة توظيفه وخداع الرأي العام باستخدامه، فهو ملف التطبيع، الذي تجاوزت صحف إيران وقطر بتناوله نهج القصص الخيالية الأسطورية، وكل يوم تخترع حكاية، لا أساس لها في الواقع. وأكد الدراسة أن محاولات إيران اليائسة للانفراد بدول المنطقة لن تتكرر كما حدث مع قطر، رغم أن إيران لا تدع أية فرصة تتاح لوسائل إعلامها للعب على وتر التفرقة، لكن الدروس التي تجمعت حول الخطر الإيراني لم تعد قليلة. وخصوصا أن أمامنا نماذج لدول عربية تم إلحاق الأذى بها، وأصبح الفيروس الإيراني يؤدي عمله كما يحدث في لبنان، حيث الدولة التي أصبح جيشها مضطرا إلى التعايش بذرائع وشعارات مخادعة مع سلاح ميليشيا أصبحت أقوى من الدولة اللبنانية وجيشها. وأوضحت الدراسة “هذا بالضبط ما تريده إيران.. أن تكون خلاياها ومجموعاتها الطائفية أقوى من الدولة الحديثة التي ترعى كافة مواطنيها على السواء، في ظل تسامح وتعايش وانفتاح وقبول بالآخر، وكل من يقف ضد هذا التوجه التخريبي فإنه يسبب الصداع لإيران”. وتابعت “صحيح أن الداخل الإيراني يشكو انهيارات وتداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة، رغم ذلك لا تتوقف إيران عن التعبئة الأيديولوجية، والقول بأن المصاعب الاقتصادية التي تحاصرها مجرد ثمن لجهودها في تصدير الثورة التي لم تقدم للإيرانيين سوى شعارات وأوهام لا علاقة لها بحياتهم اليومية ومستقبلهم”. وأشارت الدراسة إلى أن إيران ستظل تبحث عن أية ثغرة لكي تضرب من خلالها العلاقات الثنائية بين الدول العربية، وبتركيزها على إثارة من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، تحرص على نقل مخططاتها إلى المجتمعات العربية، وعلى المستوى الداخلي وبهدف تخدير شعبها، تحرص على جعل الجمهور الإيراني يستهلك معطيات إخبارية كاذبة، تتحدث عن تطبيع مزعوم، وعن صفقات سرية، وعن أعداء افتراضيين.
مشاركة :