كثيرُ ترقّبٍ واهتمام يعمُّ لبنان، لما سيحمله وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في زيارته غداً في ختام جولة للمنطقة، حاملاً في جعبته العديد من الملفات على رأسها قطعاً إيران والتصدّي وبقوة لنشر صواريخها البالستية في المنطقة، وأسلحة حزب الله وما تشكّله من خطر على لبنان، وهي القضايا التي تشغل بال واشنطن والأمم المتحدة. ووسط هذه الأجواء، يعقد مجلس الوزراء، اليوم، جلسته الرابعة، وسط تصاعد الشكوك في الواقع الحكومي، لاسيّما بعد الغيوم التي غلّفت هذا الواقع بفعل الخلاف الذي نشأ بين رئيس الوزراء سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، على خلفية ما جرى في «مؤتمر بروكسل 3». ولفتت مصادر وزارية لـ «البيان»، إلى أن الجلسة التي ستنعقد عشية زيارة بومبيو، ستشكّل حاجة للتنسيق المبدئي، أقلّه في الموقف الرسمي، من العناوين الكبيرة التي ستتناولها محادثات بومبيو مع المسؤولين والتي باتت معروفة، بما يجنّب الحكومة اهتزازات داخلية جديدة. ويحلّ بومبيو، ضيفاً استثنائياً على لبنان ليومين، بعدما أعرب في بداية جولته عن أمله في أن يغيّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل مسارهما بشأن حزب الله، في وقت بدا فيه أنّ كبار المسؤولين الذين سيلتقيهم بومبيو سيبلغونه موقفاً رافضاً للانتقاص من السيادة اللبنانية في المنطقة الاقتصادية، والتمسّك بسياسة النأي بالنفس، فضلاً عن الترحيب بالمساعدات العسكرية الأمريكية للجيش اللبناني. وفي انتظار وضوح الرؤية بشأن معالم المرحلة المقبلة، في ضوء ما سيحمله بومبيو، تردّدت معلومات مفادها أنّ زيارة بومبيو إلى المنطقة تندرج في سياق الأجندة الأمريكية المعلنة، الهادفة لبناء الأسس مع الدول الحليفة لواشنطن حول كيفية مواجهة الخطر الإيراني ووقف تمدّد نفوذ إيران في المنطقة، والضاغطة على حزب الله الذي أعلنت الإدارة الأمريكية أنّها تُحضّر لمزيد من العقوبات عليه، في سياق الخطة الأمريكية الهادفة للتضييق على الحزب وخنقه سياسياً ومالياً. وتفيد معلومات تحصلت عليها «البيان»، إلى أنّ الزائر الأمريكي سيوجّه تحذيرات من مغبّة عدم الالتزام بتطبيق العقوبات على إيران وحزب الله، في وقت بدا واضحاً من المقاربات السياسية أنّ الخشية لا تكمن فقط بالعقوبات المعلَنة، بل بما قد يحمله هذا المسلسل الذي يبدو أنه سيستمرّ، على أنّ الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، التي بات تمدّد نفوذها في الشرق الأوسط، على مدى سنوات، مزعجاً للبيت الأبيض، هي التناغم مع مشاريع قوانين يصوّت عليها الكونغرس الأمريكي، تركّز في المدى المتوسط على محاربة التمدّد الإيراني.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :