فرنسا على خطى بريطانيا في محاصرة نفوذ حزب الله اللبناني

  • 3/21/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - يشكل قرار باريس بحل “مركز الزهراء فرنسا” وثلاث جمعيات متفرعة عنه، مؤشرا قويا على توجه أوروبي عام لمواجهة نفوذ حزب الله اللبناني في القارة والذي تنامى بشكل كبير خلال العقود الأخيرة عبر العمل الجمعياتي. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير الأربعاء أنه طلب حل أربع جمعيات “تضفي الشرعية على الجهاد المسلح بشكل منتظم، سواء من خلال الجلسات الدينية أو نصوص توضع تحت تصرف المؤمنين ومستخدمي الإنترنت”. وقال وزير الداخلية في بيان إن هذه الجمعيات هي “مركز الزهراء فرنسا” و”اتحاد الشيعة في فرنسا” و”الحزب المعادي للصهيونية” و”تيلي فرانس ماريان”. وأضاف أن “مبررات الجهاد المسلح، من دون ضوابط من أي نوع، يرافقه تلقين الشباب في ‘مركز الزهراء’ أدبيات الجهاد وتقديم تبريرات عن طريق الإنترنت، لمنظمات مثل حماس والجهاد الإسلامي والجناح المسلح لحزب الله، وكلها مدرجة في قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي”. ويستضيف “مركز الزهراء” الواقع في غران سانت (شمال)، الجمعيات التي تستهدفها الوزارة وينبغي أن يقرر الرئيس إيمانويل ماكرون حلها. وقال المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو إن “هذه الجمعيات معادية للسامية بشكل علني وخطيرة”. وكان “مركز الزهراء” الذي تأسس في العام 2005 قد تعرض للعديد من الإجراءات الإدارية وعمليات الشرطة في الأشهر الأخيرة. وتم استهداف مقر المركز في الثاني من أكتوبر خلال عملية لمكافحة الإرهاب. وأسفرت عمليات التفتيش عن العثور على أسلحة تمت حيازتها بشكل غير قانوني. وقد أصدرت محكمة دونكرك الجنائية حكما بسجن أمين صندوق المركز 18 شهرا، ستة منها مع النفاذ بسبب حيازة أسلحة بشكل غير قانوني. كما تم إغلاق مكان العبادة الذي يتولى المركز إدارته في غران سانت أيضا في 15 أكتوبر لمدة ستة أشهر بأمر من محافظة الشمال. ويقول متابعون إن قرار الحكومة الفرنسية إغلاق الجمعيات المرتبطة بإيران يندرج في سياق مسعى دولي تقوده الولايات المتحدة لتطويق إيران وتجفيف مراكز نشر أيديولوجيتها ومنابع تمويل أذرعها وعلى الأخص حزب الله اللبناني. Thumbnail وكانت بريطانيا قد أقدمت في فبراير الماضي على إدراج الجناح السياسي لحزب الله ضمن قائمة الإرهاب، بعد أن كانت حظرت جناحه العسكري في العام 2008. ويقول متابعون إن فرنسا وبريطانيا وإن كانتا أظهرتا تمسكا بالاتفاق النووي مع إيران الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو 2018، إلا أن ذلك لا يعني أنهما سيتغافلان عن الدور الإيراني المزعزع للاستقرار الإقليمي والدولي على السواء. وجدير بالذكر أن وسائل إعلام فرنسية سبق وأن سلطت الضوء على مدى السنوات الماضية على التهديد الذي يشكله مركز الزهراء سواء في ما يتعلق باحتضانه لندوات تحض على “الكراهية العرقية”، أو في استضافته لشخصيات متطرفة. وقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بلدية غران سانت، أن مركز الزهراء لا يشارك “لا من قريب ولا من بعيد” في مساعدة المهاجرين ولا في الاجتماعات المنتظمة بين الجمعيات والمسؤولين المحليين، رغم أن المركز يشير في موقعه الإلكتروني إلى أنه يقدم مكان “استقبال ذي طابع اجتماعي وعائلي وديني”. وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية قالت إحدى المتساكنات في المنطقة “إنها مجموعة منغلقة كثيرا، فلا نعرف ما الذي يجري في الداخل وغالبا ما يوجد حراس في المدخل” وقالت إن المركز يملك “محلات تجارية في وسط المدينة”. وقال مراقبون إن هناك تمشيا دوليا لوضع حد لإيران ونشاطات أذرعها، خاصة وأن الأخيرة لم تظهر أي رغبة في تقويم مسارها وكف تهديداتها.

مشاركة :