ختام الألعاب العالمية الليلة.. أبوظبي رواية الحب والجمال

  • 3/21/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تشير عقارب الساعة إلى السابعة مساء اليوم، يكون الموعد مع حفل ختام الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص الذي استضافته الإمارات على مدار ثمانية أيام. اليوم يسدل الستار على رواية لم تكن في الخيال، كان عنوانها الإبداع والإبهار، لكنها ليست كتلك الروايات التي يمثلها الفنانون على المسارح أو خلف الكاميرات، هي رواية الحب الذي صنعته أبوظبي، والدفء الذي نثرته بين سبعة آلاف وخمسمائة رياضي، بين وفود 200 دولة حلوا ضيوفاً على أرضها. تحدثت إليهم فأنصتوا، نادتهم فلبوا نداءها.. عزفت الألحان فسمعوها، لكن لم تكن ألحانها كتلك العادية، موسيقاها من نوع خاص، وكلامها ليس ما يكتبه الشعراء، ولكنه حديث القلوب الذي يصل إلى العقول والصدور. عاش رياضيو الأولمبياد الخاص ثمانية أيام من المتعة والاستمتاع، فترجموا ذلك إلى إبداع في الملعب والميدان، سددوا نحو المرمى، وسجلوا في السلة، وقفزوا مع الطائرة فرحاً بما وجدوه في عاصمة السعادة. هنا الخير والحب، هنا الأمل والسعادة، هنا أبوظبي القلب الكبير الذي يسع العالم بمختلف جنسياته وجميع أطيافه، كلمات قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في حفل الافتتاح، أهلاً بكم في داركم.. فلم يشعر أحد بالغربة ولا بفراق الأميال والمسافات البعيدة بين أوطانهم وأرض زايد الخير. قالها سموه لهم، أنتم أهل الهمم أنتم أهل العزم، فكانت الترجمة فعلية على أرض الواقع، من خلال قصص ملهمة، وإنجازات رائعة حققها أصحاب الهمم، ليقولوا للعالم إنهم قادرون على كل شيء، ليؤكدوا أنهم اندمجوا مع غيرهم ولا فارق بينهم، لكن الرسالة فقط جاءت من أبوظبي التي مهدت الطريق لهم.. فرشت الأرض ورداً فقطفوه وأهدوه إلى العالم في أهم رسالة منهم ولهم.. قالوها بصوت عالٍ: شكراً للجميع هنا، شكراً الإمارات.. شكراً أبوظبي.. شكراً محمد بن زايد. قالوها بصدق، جئنا إليكم أصحاب همم، فخرجنا أصحاب قدرة وسعادة، أصحاب ريادة لا في الرياضة فحسب، ولكن في الحياة كلها بحلوها ومرها. أكدوا للعالم أن دار زايد هي دار الخير والعزة هي من صنعت الخير فحصدته سعادة. على مدار ثمانية أيام، تنافس أكثر من سبعة آلاف رياضي في 24 لعبة، لكنه لم يكن تنافساً رياضياً فحسب نهايته التتويج والذهب أو الفضة، وكذلك البرونز، لكنه كان تنافس الأرواح.. الإنسان بالإنسان هذا يحقق إنجازاً والآخر يقول رسالة، ذلك يرمي الكرة في السلة، وآخر يرمي الأمل في الحياة، وثالث يسدد نحو المرمى فيسجل هدفاً فيرد الآخر بفرحة تصنع بهجة. بكل اللغات ومختلف اللهجات، رحبت الإمارات بالعالم في افتتاح الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، كتبت أبوظبي تاريخاً جديداً، بعد أن أصبحت بوابة الأمل لأصحاب الهمم، واليوم تودعهم بالحالة نفسها، فلا مجال هنا إلا التميز ولا معنى إلا للجمال. كانت استضافة الألعاب العالمية حلماً، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حوله إلى حقيقة منذ أن تم الإعلان عن الاستضافة وحتى وقف سموه لتحيتهم في حفل الافتتاح، رد على ابتسامتهم، احتضنهم، كانوا في قلبه قبل أن يقفوا بجواره، قالها لهم، أنتم أهل العزم والهمم، فتحية لكم من القلب، ويوم أن شاهدهم في الميدان واطمأن على سير العمل بزياراته المتوالية. 11520 ساعة هي وقت الحدث من يوم البداية في الرابع عشر من الشهر الجاري وحتى الختام هذا المساء، كل لحظة فيها حكاية وكل ميدان قصة، أبطالها أصحاب الهمم الذين صنعوا المجد، وسطروا التاريخ بعزيمتهم وحبهم للحياة. لم تكن الفعاليات في كل يوم مباراة بين البارسا والريال، ولا نهائي الأبطال ولا حتى افتتاح المونديال، لكن جنبات الملاعب كانت مليئة بمن جاؤوا ليعرفوا معنى الجمال بين وجوه الأبطال ليستمتعوا بما تقدمه أبوظبي من وجبات للعقل والروح والجسد بالأفعال لا بالأقوال. في الملعب والميدان والمضمار وفي كل ركن طاقة نور يضيئها اثنان من أصحاب الهمم، كل يمارس لعبته، منهم من ركل الكرة، وآخر رفع الأثقال، وثالث صوب باتجاه السلة، وهناك في الركن الآخر من سبح نحو المجد، ومن ركض إلى الهدف، وأخيراً هذا الذي وقف على صهوة جواده سعيداً بإنجازه، نادى نحن منكم وأنتم منا، فلا نحن غيركم ولا أنتم مختلفون عنا، قفوا خلفنا، ساعدونا لكي نكون نحن صناع المجد. توقف التاريخ ووقف إجلالاً وتقديراً لعاصمة التحدي وقائد الأمل كتبها القلم وقالها البشر: شكراً محمد بن زايد، من وحد الجهود خلف من يستحقونها، من مهد الطريق أمام من يريدون السير إلى آخره، من قال البيت متوحد فعرف منه البشر أن العالم يجب أن يكون هكذا موحداً. اليوم يسدل الستار على أهم حدث في تاريخ الأولمبياد الخاص، ذلك الذي ضم أكبر عدد من وفود الدول المشاركة، وأكبر عدد من الرياضيين وأطول طابور عرض في تاريخ المنافسات منذ خرجت إلى النور قبل 51 عاماً. ويشهد حفل الختام مشاركة عدد من أبرز الأسماء المعروفة في عالم الموسيقى والغناء على المستويين العربي والعالمي. وسيكون آلاف الحاضرين في استاد مدينة زايد الرياضية مساء اليوم على موعد مع أهم النجوم العرب، وفي مقدمتهم النجم السعودي والخليجي راشد الماجد، والمطرب العراقي وليد الشامي، وحمد العامري، ويتمتع كل واحد من هؤلاء النجوم بشعبية هائلة، إذ سبق لكل منهم أن أطلق الكثير من الأغاني التي يحفظها الجمهور في العالم العربي، مما سيجعل من حفل الختام فرصة فريدة لمشاهدة هؤلاء النجوم المعروفين في أمسية واحدة. كما يشهد الحفل العرض العالمي الأول للأغنية الرسمية للألعاب العالمية بعنوان «Righ» Where Im Supposed To Be». وإلى جانب العروض الموسيقية، يسلط حفل الختام الضوء على المتطوعين الذين تجاوز عددهم 20 ألفاً، محتفياً بتكاتفهم والتزامهم وتفانيهم في تقديم الدعم الذي كان سبباً رئيساً لنجاح الألعاب العالمية. كما يشارك الرياضيون والمدربون في الموكب الختامي الذي يعلن رسمياً عن إسدال الستار على فعاليات أكبر حدث رياضي وإنساني يشهده العالم لهذا العام. ولن يقل حفل الختام روعة وجمالاً عما حدث في حفل الافتتاح، واستحقت أبوظبي أن تكون فوق كل القمم، بهذا الإبداع في التنظيم، والروعة والجمال في الإخراج وتعليم دروس الحياة، تقول إن مخبأها مليء بالخير، لا ينضب أبداً، في كل يوم حكاية ومع كل حدث رواية، ففي يوم الافتتاح كان للإبداع عنوان وللسعادة مكان، ملعب مدينة زايد الرياضية ثلاث ساعات من الفرحة، 180 دقيقة من السحر والخيال امتزجت فيها كل معاني الجمال، واليوم سيكون الملعب نفسه شاهداً على فصل جديد من التميز والروعة لعاصمة الإبهار.

مشاركة :