بعد عامين على مأساة ماراثون بوسطن بدأت أمس محاكمة جوهر تسارناييف (21 عاما) المتهم بتفيذ الهجوم الأسوأ في أميركا منذ اعتداءات 11 سبتمبر، ويواجه تسارناييف الأميركي الجنسية الشيشاني الاصل عقوبة الاعدام في قضية الهجوم المزدوج الذي اوقع ثلاثة قتلى و264 جريحاً حيث تم تفجير قنبلتين يدويتي الصنع مخبأتين في حقيبتي ظهر قرب خط الوصول لماراثون 15 ابريل. ودفع تسارناييف ببراءته من التهم الثلاثين الموجهة اليه والمرتبطة بالهجوم وبقتل شرطي اثناء ملاحقته هو وشقيقه تيمورلنك من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي قتل وكان عمره 26 عاماً حينها في ووترتاون بضاحية بوسطن اثناء تبادل اطلاق نار مع الشرطة في إبريل 2013. ويتوقع ان تكون تلك المحاكمة واحدة من الاكثر متابعة في البلاد، منذ محاكمة تيموثي ماكفي منفذ التفجير الذي استهدف مدينة اوكلاهوما في العام 1995 واسفر عن مقتل 168 شخصاً، وتم اعدامه لاحقا. وتقول النيابة العامة ان الشقيقين صنعا القنابل التي استخدماها بالاعتماد على توجيهات منشورة في مجلة "انسباير" التي يصدرها تنظيم القاعدة باللغة الانكليزية، ولكنهما تصرفا باستقلالية. واقسمت هيئة المحلفين المؤلفة من ثمانية رجال وعشر نساء اليمين الثلاثاء بعدما استغرق اختيار اعضائها شهرين وذلك لاسباب مرتبطة بالعواصف الثلجية من جهة ومحاولات الدفاع من جهة ثانية نقل المحاكمة الى مكان آخر. وتضم هيئة المحلفين، التي اختير اعضاؤها من بين 1300 مرشح طالباً وعامل دهان ومراقب خطوط جوية ومدقق حسابات عاطل عن العمل. وتقدم الدفاع بطلب نقل المحاكمة الاثنين على اعتبار ان 48 من اصل 75 محلفا مؤهلا يعتبرون تسارناييف مذنباً او لديهم علاقة معينة بالهجوم أو الاثنين معاً. ورفض القاضي المكلف جورج اوتول كل محاولات الدفاع لنقل المحاكمة، كما رفضت محكمة استئناف بدورها طلباً مماثلاً. وبحسب القانون الفيدرالي فان 17 من اصل 30 تهمة موجهة الى تسارناييف قد تنتهي بعقوبة الاعدام. وقد الغت ولاية ماساتشوستس عقوبة الاعدام في العام 1984، ولم يعدم اي احد في الولاية منذ العام 1947. وقد تم توقيف جوهر تسارناييف بعد عملية مطاردة شرسة، وعثر عليه مختبئاً في قارب موضوع في حديقة في ووترتاون وكان مصابا بجروح خطرة، وذلك بعد ساعات على مقتل شقيقه. وقرر الدفاع وصف تيمورلنك بانه هو القائد والمتآمر الرئيسي الذي اعتنق افكارا متشددة وبدونه لما كان حصل شيء. ويأمل التمكن من مناقشة ذلك في المرحلة الاولى من المحاكمة وليس الثانية حيث سيتقرر اي عقوبة تنزل به. ولا تزال هناك ظلال كثيرة تحيط بالهجوم، فبينما كان تيمورلنك معروفا بتطرفه، نقلت وسائل اعلامية ان شقيقه الاصغر جوهر كان يبدو مندمجا في المجتمع الاميركي. ونقل جوهر تسارناييف الى الولايات المتحدة وهو في الثامنة من العمر وعاش في كامبريدج حيث انهى دراسته الثانوية ثم تسجل في جامعة ماساتشوستس في دارتموث، وحصل على الجنسية الاميركية في العام 2012. وتتضمن هيئة الدفاع المحامية جودي كلارك، وهي التي استطاعت انقاذ موكلين عدة شهيرين من عقوبة الاعدام، ومنهم على سبيل المثال اريك رودولف منفذ اعتداء الالعاب الاولمبية في اتلنتا في 1996 او تيد كازينسكي الملقب ب"يونابومبر" منفذ سلسلة عمليات تفجير لطرود على مدى 18 عاما او ايضا جاريد لوفنر الذي نفذ عملية اطلاق نار اصيبت خلالها غابرييل غيفوردز العضو في الكونغرس بجروح خطرة في 2011. ولم يزر والدا تسارنانييف، وهما يعيشان في روسيا ابنهما في حين اتهمت والدته زبيدة تسارناييف الاجهزة الامنية الاميركية بقتل ابنها الآخر بدون مبرر اثناء محاولة توقيفه.
مشاركة :