منطقة «الأولمبياد الخاص»، أيقونة الفعاليات التي يضمها مهرجان «أم الإمارات» لهذا العام بما توفره من أجواء المرح والنشاط التي تسهم في إنجاح عمليات دمج أصحاب الهمم في المجتمع، كما تشجع على قضاء أجمل الأوقات مع العائلة والأصدقاء من خلال تجربة الأنشطة الرائعة والبرامج الممتعة، على امتداد أكثر من كيلومتر على كورنيش أبوظبي من 12 حتى 23 مارس الجاري. ألعاب حركية بالدخول إلى منطقة الأولمبياد الخاص، نجد حزمة من الفعاليات الترفيهية والتثقيفية تستهدف كل أفراد العائلة من مختلف الجنسيات والثقافات، ما زاد من أعداد الزوار لهذه المنطقة، وبالتالي إحداث المزيد من التفاعل وإنجاح عمليات دمج أصحاب الهمم وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم، وهو الهدف الرئيس من غالبية الأنشطة المعنية بأصحاب الهمم التي تضعها الدولة في مقدمة أولوياتها واهتماماتها، ومن ذلك استضافتها حالياً دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، والذي يشهد مهرجان أم الإمارات على كورنيش أبوظبي بعض مسابقاته مثل الرياضات الشاطئية. وتقول عبلة كرومة، قائد فريق متطوعة بالأولمبياد الخاص للألعاب العالمية، إن أهم محتويات منطقة الأولمبياد الخاص في المهرجان، الكرة الطائرة الشاطئية واستضافة من 4 إلى 5 فرق يومياً، بحيث يمثل كورنيش أبوظبي واحداً من مناطق إقامة الفعاليات المختلفة للأولمبياد الخاص، مثل أرض المعارض، ومدينة زايد الرياضية، فكل مكان له رياضته المخصصة، أما أنشطة الأطفال والأسرة فتتضمن ألعاباً حركية لمختلف الأعمار، وألعاب محاكاة إلكترونية للصغار والكبار في الركن الخاص بشركة أدنوك بوصفها أحد رعاة دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، أما ركن هيئة الطاقة، فيتضمن ألعاباً حديثة تجمع بين النشاط الحركي واستخدام التقنيات الحديثة، حيث شهدت هذه الفعالية إقبالاً خاصاً من الجمهور، فضلاً عن توافر شاحنات للطعام من مختلف المذاقات والأطعمة، حتى تقضي الأسرة يوماً ممتعاً في منطقة الأولمبياد الخاص، وتتعرف بشكل غير مباشر على عالم أصحاب الهمم، ويزداد الوعي المجتمعي بقدراتهم وإمكاناتهم وأنهم جزء حيوي في المجتمع. خاصة أن شعار الأولمبياد الخاص «كلنا معاً» يقوم مضمونه على تشجيع أصحاب الهمم لمزيد من الدمج والعطاء في المجتمع، وهو ما يتم تطبيقه عملياً خلال هذه الأنشطة عبر إقامة ألعاب ومسابقات رياضية بمشاركة أصحاب الهمم. حدث تثقيفي أما أميرة الخياط، إحدى المتطوعات في الأولمبياد الخاص، فقالت إن دورها خلال هذه الفعاليات هو التنسيق مع زملائها من أجل تحقيق التواصل مع الأشخاص القائمين على تنظيم الفعاليات، بحيث يخرج الحدث إلى العالم في أبهى صورة تتناسب مع الجهد المبذول التي تقدمه دولة الإمارات لأصحاب الهمم، سواء من أبناء الإمارات، أو الشعوب الأخرى. وتلفت الخياط، إلى أنها سبق وأن شاركت في «المينا أولمبيك» التي أقيمت العام الماضي كمرحلة تجهيزية للأولمبياد الخاص، في أبوظبي، وشاركت فيها 17 دولة، أما الآن فإن أبوظبي تستضيف 192 دولة تشارك في هذا الحدث العالمي على أرض الإمارات، ما يعكس حجم الجهد المبذول عبر 24 ألف متطوع يسهمون في تنظيم مختلف الفعاليات والمناشط الخاصة بالأولمبياد الخاص، ومنها الألعاب المقامة على كورنيش أبوظبي بالتزامن مع مهرجان أم الإمارات، الذي يعد حدثاً تثقيفياً وترفيهياً بامتياز نجح الجميع من خلاله في توصيل رسائل متنوعة ومنها الدور الحيوي الذي يقوم به أصحاب الهمم، والمسؤولية المجتمعية على الجميع للارتقاء بإمكانات وقدرات هذه الفئة المهمة في أي مجتمع. سبل الراحة معاذ الطرابلسي، المسؤول عن ركن «أدنوك» قال إن الهدف من هذا التواجد توفير سبل الراحة والترفيه للزائرين وفي الوقت ذاته مساندة أصحاب الهمم عبر الحضور الجماهيري الكبير في منطقة الأولمبياد الخاص، وممارسة أنشطة مختلفة مثل ألعاب الواقع الافتراضي، وألعاب ذهنية، وهي جميعاً وسائل للتعبير عن قيام أدنوك بوصفها إحدى المؤسسات الكبرى في الدولة، بواجبها المجتمعي والإسهام في إنجاح كافة الأحداث والفعاليات المقامة على أرض الإمارات ومنها المهرجان ودورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص. من زوار المهرجان قال محمد سعيد، إنه جاء إلى منطقة الأولمبياد الخاص بصحبة أبنائه شوق (8 سنوات) وعلي (5 سنوات) وعبر عن إعجابه بهذا القدر من الاهتمام بالإخوة أصحاب الهمم وتخصيص منطقة كبيرة للفعاليات العائلية هناك تجعل الأسر يقبلون على متابعة المسابقات الرياضية المقامة هناك، وفي الوقت ذاته قضاء أوقات ترفيهية وتثقيفية في أجواء كرنفالية مبهجة طالما تميز بها مهرجان أم الإمارات منذ انطلاقه قبل عدة سنوات، كما أن هذا النمط من الفعاليات يجذب الجمهور من مختلف الأعمار، وفي الوقت ذاته يعرف الجميع بأصحاب الهمم والقدرات الخاصة التي يتمتعون بها وتجعلهم أشخاصاً يشار إليهم بالبنان لتفوقهم وتميزهم في مجالات عدة. وسائل التشجيع نادين شليطة، أكدت أن الاهتمام بأصحاب الهمم وإقامة منطقة الأولمبياد الخاص على كورنيش أبوظبي، يعد من وسائل التشجيع الفعالة على زيادة مهاراتهم المختلفة بحسب ميولهم، كون مثل هذه الفعاليات تمدهم بالدعم النفسي الذي يحتاجه الإنسان في مختلف مراحل حياته، فضلاً عن الرعاية المجتمعية لكافة الأفراد ومنهم أصحاب الهمم، ما يؤكد نجاح عمليات تطوير قدرات أصحاب الهمم ودمجهم بشكل أكثر فاعلية في المجتمع. ولفتت إلى أن مهرجان أم الإمارات حافل بالفعاليات المتميزة، ومنها منطقة السعادة التي عبر مسماها بحق عن الأنشطة المتنوعة التي يلاحظها الجميع حين يزور المهرجان وأهمها المسرح الذي يقدم عروضاً عالمية في الهواء الطلق، وكذلك منطقة التقدم باحتوائها مسابقات وألعاباً علمية حديثة تناسب الأجيال الجديدة المرتبطة أكثر بعالم التقنيات والألعاب الإلكترونية. شيماء جمال، أشادت بأجواء مهرجان أم الإمارات، وأن أنشطته مقدمة للجميع ومنهم أصحاب الهمم، إلى جانب كافة أفراد الأسرة، ما يزيد من الوعي بأصحاب الهمم وقدراتهم وبأنهم فئة قادرة على فعل الكثير من الإنجازات المهمة إذا ما توافرت لهم سبل الدعم والرعاية وهو ما يلاحظه الجميع على أرقى مستوى داخل دولة الإمارات، ومن ذلك استضافتها حالياً لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، وإقامة مسابقاتها وبعض فعالياتها في أكثر من مكان على أرض العاصمة وفي أجواء شتوية رائعة زادت من حضور الجماهير وتفاعله، في ظل توافر وسائل ترفيهية وتثقيفية متنوعة تستقطب الكثيرين من مختلف الجنسيات والأعمار.
مشاركة :