أكد الدكتور المهندس عبدالعزيز كعكي المستشار في هيئة تطوير المدينة المنوَّرة والفائز بجائزة الملك فيصل العالمية في فرع الدراسات الإسلامية هذا العام، أهمية حصر كل آثار ومعالم مكة المكرمة والمدينة المنورة، بهدف الحفاظ عليها، وعدم المساس بها، وتفعيل دور الرقابة المشددة على حمايتها، ووضع العقوبات الصارمة الكفيلة بعدم الاعتداء عليها، مشيراً إلى أن معالم وآثار المدينة المنورة جمعت الكثير من الحضارات القديمة، فضلاً عن تشرفها باحتضان الآثار النبوية الشريفة. وأوضح، خلال محاضرة ألقاها مساء أمس في قاعة المحاضرات التابعة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض، تحت عنوان (معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ)، أن "معالم وآثار المدينة المنورة شهدت حوادث مؤلمة كانت وراء اختفاء الكثير منها، منها ثورة البركان التي وقعت عام 654ه، وانفجار القلعة عام 1338ه، وحادثة حريق المناخة في عام 1367ه، وواقعة حريق الشونة وجوة المدينة في عام 1397ه، ناهيك عن الآثار المدمرة الواقعة جراء بحث الأهالي عن الذهب، والتي كانت وراء انهيار الكثير من القلاع والقصور التاريخية، إضافة إلى ما شكله زحف المزارع والبساتين إلى المواقع الأثرية، والاعتداء على المواقع الأثرية ومحاولة تملكها، وما شهدته المناطق الأثرية من فيضانات الأودية، والاعتداء على الآثار بهدف الاستفادة من مواد البناء، وإدخال المناطق الأثرية داخل المباني وإحاطتها من الخارج ثم اختفائها، فضلاً عن التوسع العمراني الكبير. وشدّد الدكتور كعكي على ضرورة تفعيل دور الجهات المعنية في المحافظة على هذه المعالم ومعاقبة المعتدين عليها، وتوعية أهالي المدينة بأهمية التراث الحضاري والمعماري، مستشهداً بحوادث العبث بالكثير من القلاع التي قام بتوثيقها قبل 30 عاماً، بيد أنه لم يغفل دور بعض أهل المدينة المنورة في الاهتمام والمحافظة على الآثار، من خلال المحافظة على الآثار الواقعة ضمن ممتلكاتهم وأراضيهم ومزارعهم، فضلاً عن مشاركتهم في ترميم الكثير من هذه المعالم. جدير بالذكر أن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية قررت منح جائزة الدراسات الإسلامية هذا العام، للدكتور كعكي؛ تقديراً لجهوده الكبيرة في دراسة التراث الحضاري للمدينة المنوَّرة، ولا سيما موسوعته (معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ) التي تتكون من تسعة أجزاء تتضمن 45 مجلداً، معتبرة إياها دراسة مرجعية في هذا الميدان.
مشاركة :