لم يمنحنا الله القدرة على رؤية الملائكة، وليس لدينا القدرة على الشعور بهم، إلا أنه أقرضنا أُمًّا تفيض علينا بصفات الملائكة، وتمنحنا حبًّا دافقًا لا عائق له.لم يمهلنا الله للبحث عن من يرعانا وإنما قيضه لنا دونما قيد أو شرط، تعطى عن سعة، وتمنح عن حب، وكأن سر الحياة وينبوع الوجود مستقر فى قلبها، فهى لا تمنح مجرد رعاية وشفقة وإنما تسكب قلبها فى قلوبهم، حتى يستحيلا إلى قلب واحد يخفق خفوقا واحدا ويشعر بشعور واحد.وتتجلى صفات الملائكة فى ظلال أم تؤثر وهى فى حاجة، بلا شكوى أو تبرم، فننهل منها كل الصفات المحمودة، فتغادرها السعادة لطالما غير مستقرة بقلوب أبنائها، وتعود البسمة لتحتل صفحة وجهها حينما ينصرف الضيم عن فلذات أكبادها.رغب البعض فى الوفاء للأم بتعيين أحد الأيام عيدا لها هو الحادى عشر من مارس فى كل عام، تزامنا مع بداية فصل الربيع، بمثابة تذكير للأبناء بفضل أمهاتهم وكأنهم يخاطبونا صراخا لتقصيرنا الذى وقر فى قلوب البعض تجاه أمهاتهم.ويرجع تحديد يوم للاحتفال بالأم إلى الكاتب الصحفى على أمين وشقيقه مصطفى، حيث تقابل مع إحدى الأمهات التى قصت حكايتها عليه؛ حيث ترملت ولكنها ثابرت على تربية أولادها حتى تخرجوا فى الجامعة؛ إلا أنهم تناسوا فضلها بعد كل هذا العطاء.
مشاركة :