الـواقـع الـعـربـي فـي اخـتـبـارات TIMSS.. وطـمـوحـات الـمُـسـتـقـبـل

  • 3/21/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مُنذ انطلاقها في العام 1995م، كان للعرب حضور بالمُشاركة في فعالياتها، وعلى مدار دوراتها المُتعاقبة، التي تنعقِد كُل أربع سنوات، تواصل وتزايد الحضور العربي، وطرأ بالفِعل بعد التقدُّم بترتيب الدول العربية المُشاركة، إلاَّ أنه يظل تقدُّم لا يرقى إلى مُستوى الطموحات والآمال المرجوَّة..وفي ظِل المُنافسة القوية، بين الدول المشاركة، خاصة الدول العشر الأولى في الترتيب، تُصبح هناك ضرورة حتمية، لبذل مزيد من الجهود العربية، للوصول إلى مُستوى التنافسية الحقيقية، بين الدول التي حققت قفزات تعليمية كبيرة، خِلال السنوات الماضية، ونجحت في تبوأ المراكز الأولى، ولعل سنغافورة النموذج الأوضح في ذلك، حيث صار لها رصيد مُتقدِّم، من التفوُّق التعليمي، على المُستوى العالمي.ماهية اختبارات TIMSSتأتي أهمية اختبارات الدراسات الدولية لتوجُّهات تعليم الرياضيات والعلوم Trends in International Math and Science Study، والتي يُرمز إليها اختصارًا بـ (TIMSS)، من كونها الأكثر موثوقية، في قياس مُعدلات التحصيل والأداء الطلابي، في مادتي الرياضيات والعلوم، للصفين الرابع والثامن من التعليم الأساسي، والتي يُشرف عليها خُبراء في الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي The International Association for the Evaluation of Educational Achievement ، والتي تُعرف اختصارًا بـ (IEA)، ومقرَّها الرئيس في العاصمة الهولندية أمستردام، وقد وقع الاختيار على مادتي الرياضيات والعلوم، باعتبار أنهما يُمثلان الأساس الذي يُبنى عليه أي نظام تعليمي، يستهدف الارتقاء بالمُجتمع علميــًا وتقنيــًا.ومن أهم الأهداف، التي تأتي كأولوية في هذه الاختبارات، والتي تتراوح بين أهداف قصيرة المدى، وأهداف بعيدة المدى: ــ مُقارنة تحصيل الطلاب في العلوم والرياضيات، بأنظمة تربوية مُتباينة في خلفيَّاتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف التعرُّف على مُستوى التحصيل في تلك الأنظمة، وقياس مدى تأثيـر مجموعة من العوامل ذات العلاقة على مُستوى التحصيل.ــ التعرُّف إلى أهداف المناهج الدراسية، في البيئات المُختلفة، ومعرِفة الإجراءات التي تقوم بها المؤسسات التربوية، بهدف تحسين الأداء والتحصيل التربوي للطُلاّب.ــ قياس الجودة في تعليم الرياضيات والعلوم، من خِلال قياس مدى فعالية تعليم هاتين المادتين، في مدارس الدول المُشاركة، بهدف مُساعدة هذه الدول، على إجراء الإصلاحات التربوية اللازمة، والمبنية على التقييم الموضوعي والشمولي.ــ توفير قواعد من البيانات الكميَّة والكيفيَّة، التي تُساعد الأنظمة التربوية، في رسم سياساتها، وبناء خِططها التعليمية المُستقبليَّة.ــ تعزيز وتقويم كفاءة أساليب تدريس الرياضيات والعلوم، في الدول المشاركة.ــ تقديم المُساعدات الفنيَّة، لصياغة السياسات والاستراتيجيات، من أجل إصلاح الأنظمة التربوية، الخاصة بكُل دولة من الدول المشاركة، في نهاية الدراسة.ــ تشكيل وتطوير هيئة من التربويين والإداريين والباحثين المُدرِّبين وذوي الخِبرة في النواحي التقويمية الأساسية، تقوم بإعداد التقارير، وأصول سحب العيِّنات، وعمليات إدخال البيانات، وتحليلها..وإكسابهم مزيدًا من الخِبرات، في تقييم تأثير الإصلاحات والسياسات التربوية باستمرار.وغاية هذه الأهداف، تتمثل في التشخيص الواقعي والموضوعي للحالة التعليمية، في إطار عِدة محاور، تتعلَّق ببيئة النظام التعليمي، هي: الطالب، وتحديد اختياراته، وتوجّهاته المُستقبلية في التعليم. المناهج، وعمليات تعلُّمها، والتفاعل بين المُعلِّم والطالب. الدعم الذي تلقَّاه العمليَّة التربوية، من المُجتمع والسلطة والقيمة والنظرة التي يُعلِّقها المُجتمع على التربية.التنظيم المدرسي، ومدى تأثيره في عمليَّة التعليم.الواقع العربي في اختبارات TIMSS.. حقائق وأرقاموبلُغة الأرقام، التي لا تكذب ولا تتجمَّل، فإنه يُمكننا تتبُّع المُشاركات العربية في اختبارات TIMSS، والمراكز التي حصل عليها العرب، ومدى التقدُّم الذي تحقق، مُنذ انطلاق الاختبارات وحتى الآن، على النحو التالي:ــ في الدورة الأولى، من انطلاق الاختبارات، والتي أُعلن عنها في الرُبع الأوَّل عام 1995م، واستهدفت المُستوى الأوَّل من التعليم الثانوي، للطُلاَّب الذين تتراوح مُتوسِّطات أعمارهم بين ثلاث عشر سنة، وثلاثة عشر سنة وإحدى عشر شهرًا، عند مُنتصف العام الدراسي.. وحُددت الموضوعات التي ستشملها الاختبارات بالنسبة للرياضيات، موضوعات: المُعادلات، والأعَداد، والتفاضل والتكامل، والهندسة، بينما كانت موضوعات العلوم، هي: الميكانيكا، والحرارة، وظاهرة الموجات، والفيزياء الحديثة..وكانت الكويت، هي الدولة العربية الوحيدة المُشاركة في هذه الدورة، وحصلت على المركز التاسع والثلاثين، في قائمة تضم إحدى وأربعين دولة، وكانت مُتوسِّط درجات الطُلاَّب 392 درجة، أي ما دون المتوسِّط العالمي في الرياضيات، بينما مُتوسِّط درجات الطلاب في العلوم 430 درجة.ــ في الدورة الثانية، والتي انطلقت في الرُبع الأوَّل من عام 1999م، شاركت ثلاث دول عربية، هي الأردن، وتونس، والمغرب، مع ثمان وثلاثين دولة، وجاءت تونس في المرتبة 29 في الرياضيات، بمجموع نقاط 448 نقطة، وفي المرتبة 34 في العلوم، بمجموع نقاط 430 نقطة، والأردن في المرتبة 32 في الرياضيات، بمجموع نقاط 428 نقطة، وفي المرتبة30 في العلوم، بمجموع نقاط 450 نقطة، وجاءت المغرب في المرتبة 37 في الرياضيات، بمجموع نقاط 337 نقطة، وفي المرتبة 37 أيضًا في العلوم، بمجموع نقاط 323 نقطة.ــ في الربع الأول من عام 2003م، انطلقت الدورة الثالثة من اختبارات TIMSS، وهذه المرَّة تضاعف عدد الدول العربية المُشاركة، ليصل إلى عشر دول، وكان إجمالي الدول المُشاركة من مُختلف قارات العالم 46 دولة..جدير بالإشارة، أن خمسة من الدول العربية المُشاركة، وهي مصر ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن، كانت قد تلقَّت تمويلها من برنامج الأمم المُتحدة الإنمائي UNDP، بينما مولِّت ثلاث دول، هي تونس والأردن والمغرب، بمِنح من البنك الدولي، وشاركت كُل من المملكة العربية السعودية والبحرين، بتمويل خاص منهما..وجاءت لبنان في المرتبة 32 كأفضل مُشارك عربي في الرياضيات، بمجوع نقاط 433 نقطة، وكان ترتيب المملكة العربية السعودية في المركز 45 بمجموع نقاط 332 نقطة، وفي العلوم جاءت الأردن في المركز 26 عالميـًا، وأفضل مُشارك عربي، بمجموع نقاط 475 نقطة، وكانت ترتيب المملكة العربية السعودية في المركز 41، في الترتيب العام، والسابع عربيــًا بمجموع نقاط 398 نقطة. ــ بمشاركة 60 دولة، انطلقت في الرُبع الأوَّل من عام 2007م، فعاليات الدورة الرابعة، والتي ارتفع فيها عدد الدول العربية إلى 15 دولة، وهي مصر ولبنان واليمن وفلسطين وسوريا والأردن والجزائر وجيبوتي وتونس والمغرب والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وقطر وسلطنة عمان.. وأفضل مركز عربي في هذه ـالدورة، كان للبنان التي جاءت في المركز 28 بمجموع نقاط 449 نقطة، بينما جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة 46 وتذيَّلت قطر قائمة الترتيب عربيـًا وعالميـًا، بمجموع نقاط 307 نقطة في الرياضيات. بينما في العلوم جاءت الأردن في المركز 20 في الترتيب العام، وكأفضل دولة عربية، بمجموع نقاط 482 نقطة، وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز 44 بمجموع نقاط 403 نقطة، وتذيَّلت قطر الدول العربية، واحتلت المركز 47 في قائمة الدول المشاركة في هذه الدورة، بمجموع نقاط 319نقطة.ــ في الدورة الخامسة، التي انطلقت اختباراتها الأساسية في الرُبع الأوَّل من عام 2011م، والتي ركَّزت على مجموعتين من الطُلاَّب، طُلاَّب الصف الرابع، وطُلاَّب الصف الثامن، بمُشاركة أكثر من 60 دولة من قارات العالم.. وفي المُجمَل كان التمثيل العربي ونتائجه أفضل من الدورات السابقة.. وقد تركَّزت الاختبارات على ثلاثة أبعاد، لمنهجي الرياضيات والعلوم، وهي:ــ المنهج المُستَهدَف (أو الرسمي): هو الوثيقة المكتوبة والمُحددة من قِبل هيئة أو جهة مخولة بإعدادها، يُطبِّقها المُعلِّم في أثناء تدريسه، في فترة زمنية مُعيَّنة، ووفق خِطة دراسية مُحددة.. ويُجيب عن السؤال التالي: ما المُتوقع من الطُلاَّب أن يتعلموه...؟ ــ المنهج المنفذ (أو الفعَّال): هو المنهج المطبق، الذي يأتي كترجمة للمنهج المقصود، عن طريق المُعلِّمين ومديري المدارس والآباء والطُلاَّب، من خِلال ما يتم تدريسه فِعليــًا للطُلاَّب، داخل الفصول الدراسية.. ويُجيب عن الأسئلة التالية: من يقوم بعملية التعلُّم...؟ وكيف يتم تنظيم عملية التعلُّم...؟ ــ المنهج المكتسب (نتاجات التعلُّم): هو أجزاء من المنهج المقصود والمطبق، الذي تم تعلُّمه بواسطة الطُلاَّب، ويُستَدل عليه من خِلال نتائج التقييمات، التي تتم على المُستويات العالمية والإقليمية والمحلية.. ويُجيب عن السؤال التالي: ماذا تعلَّم الطُلاَّب...؟ وعربيــًا، جاءت مملكة البحرين في مُقدِّمة الدول العربية، وفي المركز 41 من الترتيب العام، في تحصيل وتطوُّر أداء طلبة الصف الرابع في الرياضيات، بمجموع نقاط 436 نقطة، من 500 نقطة هي مُعدَّل المُتوسِّط المعياري الدولي، وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز 42 بالترتيب العام، بمجموع نقاط 434 نقطة، وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز 45 بمجموع نقاط 410 نقطة..وفي تطوُّر أداء طلبة الصف الثامن في الرياضيات، جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى عربيـًا، وفي المركز 23 في الترتيب الدولي العام، بمجموع نقاط 456 نقطة، وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز 37 بمجموع 394 نقطة، وجاءت المملكة المغربية في المركز 40 بمجموع 371 نقطة.. وفي علوم الصف الرابع، جاءت مملكة البحرين كأفضل بلد عربي، واحتلَّت المركز 39 في الترتيب العام، والمملكة العربية السعودية في المركز 42 بمجموع 429 نقطة، ثم دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز 43 بمجموع 428 نقطة، وقطر في المركز 45 بمجموع 394 نقطة، وتونس في المركز 48 بمجموع 346 نقطة، والمغرب في المركز 49 بمجموع 264 نقطة. وفي مُتوسِّطات أداء طُلاَّب الصف الثامن في العلوم، جاءت دولة الإمارات في الترتيب الأوَّل عربيـًا، وفي المركز 24 في الترتيب العام، بمجموع 465 نقطة، وجاءت مملكة البحرين في المركز 26 بمجموع 452 نقطة، والمملكة العربية السعودية في المركز 31 بمجموع 436 نقطة، وسلطنة عمان في المركز 36 بمجموع 420 نقطة، والمملكة المغربية في المركز 41 بمجموع 376نقطة. ــ دورة عام 2015م، وهي الدورة السادسة من عُمر الاختبارات، شاركت فيها 57 دولة أساسية، وسبع مُقاطعات ذات حُكم ذاتي، وقد أتت سنغافورة في طليعة ترتيبها بمجموع 621 نقطة، ومعها 15 دولة أُخرى بمجموع نقاط فوق المُعدَّل 500 نقطة، ليس من بينهم أي دولة عربية.وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد جاءت كأفضل دولة عربية، في المركز 19 مُناصفة مع ماليزيا، بمجموع 465 نقطة لكُل منهما، وجاءت مملكة البحرين في المركز 21 بمجموع 454 نقطة، ولبنان في المركز 23 بمجموع 442 نقطة، وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز 34 بمجموع 368 نقطة، في رياضيات الصف الثامن. بينما في علوم الصف الثامن، جاءت 17 دولة فوق المُعدَّل 500 نقطة، في مُقدِّمتها سنغافورة بمجموع 597 نقطة. وتصدَّرت الإمارات العربية المتحدة الدول العربية، حيث جاءت في المركز 21 من الترتيب العام، بمجموع 477 نقطة، وجاءت مملكة البحرين في المركز 23 بعد ماليزيا، بمجموع 466 نقطة، وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز 32 بمجموع 396 نقطة، ومصر في المركز 35 بمجموع 371 نقطة..وفي ترتيب علوم الصف الرابع، جاءت 29 دولة فوق المُعدَّل 500 نقطة، أوَّلها سنغافورة بمجموع 590 نقطة، وآخرها نيوزلندا بمجموع 506 نقطة، وعربيـًا جاءت الإمارات كأفضل دولة عربية في الترتيب العام، بالمركز 35 بمجموع 451 نقطة، وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز 40 بمجموع 390 نقطة، والمملكة المغربية في المركز 41 بمجموع 352 نقطة، والكويت في المركز 42 بمجموع 337 نقطة. بينما في ترتيب رياضيات الصف الرابع، جاءت 28 دولة فوق المعدل 500 نقطة، أوَّلها سنغافورة بمجموع 618 نقطة، وآخرها كرواتيا بمجموع 502 نقطة، وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز 35 كأفضل دولة عربية، بمجموع 452 نقطة، تلتها مملكة البحرين في المركز 36 بمجموع 439 نقطة، وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز 42 بمجموع 383 نقطة، والمملكة المغربية في المركز 43 بمجموع 377 نقطة، وجاءت الكويت في المركز 45 بعد دولة جنوب إفريقيا، بمجموع 353 نقطة.ــ الدورة السابعة، والتي تنطلق فعاليات اختباراتها الأساسية، خِلال شهر إبريل 2019م، بمشاركة أكثر من 60 دولة من قارات العالم، ومجالاتها بالنسبة لرياضيات الصف الرابع، هي العَدد، والقياس، والهندسة، والبيانات، بينما مجالات علوم الصف الرابع، هي علوم الحياة، والعلوم الفيزيائية، وعلوم الأرض.. أمَّا بالنِسبة لمجالات رياضيات الصف الثامن، فهي العُدد، والجبر، والهندسة، والبيانات والاحتمالات.. ومجالات علوم الصف الثامن، هي علم الأحياء، وعلم الكيمياء، وعلم الفيزياء، وعلوم الأرض..جدير بالإشارة، أنه قد تم تحديث أُطر عمل تقييم TIMSS لعام 2019م، عن تلك المُستَخدَمة في عام 2015م، لتوفير فُرص للبلدان المُشاركة، لإدخال الأفكار الجديدة، والمعلومات الحالية، حول المناهج والمعايير وأُطر العمل والتدريس في العلوم والرياضيات، وكانت المرحلة الانتقالية لـ TIMSS 2019، قد اشتملت على إجراء التقييمات، من خِلال النموذج الرقمي eTIMSS، وهو مقياس مُعزِز لأُطر العمل في الرياضيات والعلوم> وقُرابة نِصف الدول المُشاركة سوف تنتقل إلى إدارة التقييم، عبر أجهزة الحاسب الآلي، بينما باقي الدول سيظل تقييمها كما في التقييمات السابقة، في شكل ورقي..وكانت قد أُضِفت لهذه الدورة أيضـًا أنشطة ومهام ابتكاريه لحل المُشكلات، والتحقيق، والاستجواب، تُعرَف باسم Problem Solving and Inquiry Tasks، واختصارًا بـ (PSIS)، والتي تُحاكي العالم الحقيقي، والحالات التجريبية، حيث يُمكِن للطُلاَّب دمج وتطبيق مهارات العملية، مع المُحتوى المعرفي، لحل الإشكاليات في الرياضيات، وإجراء تجارب علميَّة، أو استجوابات. نحو تحقيق الطموحات والآمال لا شك أن المُشاركة العربية، والتي اتسع نطاقها بالنِسبة لعَدد الدول المُشاركة، خاصة في دورات TIMSS الأخيرة، إنما تأتي في سبيل الطموحات والآمال، للتواجد بين الدول التي تجاوزت المُتوسِّط المعياري العالمي للقياس، والمُحدَد في الاختبارات بـ 500 نقطة، إلاَّ أنه فيما يبدو أن الجهود المبذولة، وهي جهود حقيقية وملموسة على أرض الواقع، مازالت أقل من تحقيق الطموحات والآمال المرجوة، خاصة في ظِل مُنافسة قويَّة جدًا، من قِبل دول لها باع طويل في مجال تطوير التعليم، وتُصِر على الاحتفاظ بمكانتها العالمية. ومن أهم ما أوصي به خُبراء التربية والتعليم، للنهوض بالتعليم العربي، والتقدُّم في الترتيب العالمي للدولالأكثر تفوقــًا، تعليميــًا:ــ " ضرورة مُراجعة المناهج التعليمية، من اجل تطوير مناهج الرياضيات والعلوم الحالية، في الاتجاه الذي يُساعد على تعلُّم الطُلاَّب مهارات وقُدرات تسير في اتجاه أهداف تدريس الرياضيات والعلوم في الوقت الراهن، على ألا تقتصر المُراجعة على إعادة النظر في بنية المناهج ومُحتوياتها فحسب، بل أن تتعدَّى ذلك، لتشمل خَلق فُرص حقيقية للتعليم، وتوفير العوامل الضرورية لإدارة العمليَّة التعليمية بفاعلية".ــ " ضرورة مُراجعة منظومة إعداد المُدرِّسين، وتدريبهم، بقصد توفير إطار تعليمي مؤهِّل لقيادة العمليَّة التعليمية، وتمكين الطُلاَّب من اكتساب المعارف والمهارات، خاصة الرياضية والعِلميَّة منها، والمطلوبة لمواجهة مُتطلَّبات الحياة اليومية، ولتحقيق التميُّز، الذي تفرضه المُنافسة العالمية، وبالتالي تتزايد الحاجة اليوم إلى تطوير برامج التكوين والتدريب، في ضوء المُستجدَّات العلمية والتقنية، حتى تقدم للأدوار التربوية المُتجددة خِدمة أفضل".ــ " توجيه عمليَّة البحث، نحو دراسة وضعيات بنية الفقرات الاختيارية، لا فقط مضمونها، إذ قد لا تُكمِّن الصعوبة في المفهوم الرياضي، الذي تقيسه الفقرة، بقدر ما تكون في صياغة السؤال، أو في شكل الوضعيَّة المقترحة، لكن حتى وأن ثبتت صِحة هذا العامل الأخير، فإنه لا ينبغي أن يكون دافعـًا للالتجاء إلى تدريب الطُلاَّب على وضعيَّات تقييم مُشابهة لاختبارات timss، فالمطلوب هو تعليم الطُلاَّب التفكير الرياضي والعلمي، وتمكينهم من استيعاب المفاهيم الخاصة بكُل مادة، والتعامل معها، أيـًا كان القالب الذي توضع فيه".ــ " إعادة النظر في المُمارسات داخل الفصول، بقصد الاستفادة من إضافات العلوم التربوية الحديثة، ومما تُتيحه تقنيات التعليم، من مُعينات ووسائل إيضاح، من اجل إكساب الطُلاَّب المهارات الرياضية والعِلميَّة القابلة للنقل والتوظيف، في وضعيَّات مُختلفة".ــ " تشجيع العمل التعاوني، وإرساء شراكات فاعلة، بين جميع الأطراف المعنيَّة بالشأن التربوي (مُدرِّسين ــ إداريين ــ مُشرفين ــ أولياء أمور ــ باحثين ــ جمعيَّات مهنية ــ جمعيات مدنية)، لتفعيل التواصل بينها، والتشارك في بناء القرار التربوي، وبلورة وعي والتزام جماعي، تجاه مسألة إعداد النشء، فالإحساس بالإقصاء، والغياب المادي والأدبي، يُعدَّان من أبرز العوامل التي تعوق عملية إرساء منظومة، ذات جودة عالية".ــ " ضرورة التعامل مع الدراسة الدولية ونتائجها بجدِّية وفاعلية أكبر، وذلك عبر استثمار نتائج timss، وتوظيف العمل البحثي عمومـًا، لتطوير المنظومة التعليمية، ويتطلَّب ذلك إرساء هيئات وطنية تقوم بصِفة مُنتظِمة ببحوث مُعمَّقة، حول تطوير النتائج، ومُحاولة تشخيص عوامل الضَعَف، وسُبل تجاوزها، هذا إلى جانب إرساء تقاليد لإنجاز تقييمات وطنية دوريَّة، للمؤسسات التعليمية، وللعاملين بها، تستند إلى المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها الحوكمة الرشيدة، كالشفافية، والمُساءلة، والتحفيز".ــ " إجراء دراسات تكميلية، حول النتائج التي توصَّلت إليها الدراسات السابقة، التي بدت غير مُتوقَّعة، كتلك المُتعلِّقة بعِلاقة النتائج بمُستوى التعليم الأكاديمي، بقصد تأكيدها، أو دحضها، والتثبُّت من مدى وجاهة الفرضيَّات التأويلية المُقترحة بشأنها ".ــ " القيام بدراسات نوعيَّة أُخرى، تُساعد على تفحُّص المُمارسات الفِعليَّة في الفصول".ــ تشكيل فريق عربي، مُتعدد الاختصاصات تحت مِظلَّة المرصد العربي للتربية، بهدف مُتابعة نتائج المُشاركات العربية باستمرار، في مُختلف الدراسات، وإنجاز تحاليل meta-analyze، تُساعد على فهم واقع التعلُّم، والنُظم التربوية العربية، وتطوير أدائها، وحصر المُتغيِّرات الكفيلة بتحريكها في اتجاه سد الفجوة التي تفصلها عن نظيراتها في العالم المُتقدِّم..

مشاركة :