بقلم/ وسيلة الحلبي أمي الحبيبة… تتراءى الذكريات أمام عيني سريعا مع تنهيدة عميقة ودعوة لك بالرحمة. يا جنتي… أكتم الآه وأمسح الدمعة، وأنظر إلى صورتك في قلبي واعود للوراء حين كنا نعيشمعا أجمل الأيام رغم قساوة الزمن والظروف. يا جنتي .. كنت ولا زلت أعظم أم في الوجود ربيتينا على الأعمال الصالحة وطلب العلم واحترام الكبير والعطف على الصغير. يا جنتي .. علمتينا الصبر والأمل. وزعت فينا حب الله ثم حب الوطن. يا جنتي .. نميت في دواخلنا الإثار ومساعدة الملهوف واحترام الجار وزيارة الأهل وصلة الرحم وما أجملها من خصال. يا جنتي علمتينا أن نطعم الطعام حتى للجيران لأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصانا بالجار يا جنتي .. زرعت فينا حب العمل. وحب الناس والإخلاص والوفاء فمشينا على دربك طائعين ونحن مقتنعين تماما أن كل ما تعلمناه منك كان في صالحنا. يا جنتي تركت بصمتك في كل فرد فينا أبناء وبنات. فكنت الأم الرؤوم الرحيمة الوفية المضحية الصائمة العابدة الراضية المرضية يا جنتي لم أجد في الكون كله قلبا أحن من قلبك. ولا نفس راضية كنفسك رغم كل الظروف. كنا ننام وتسهرين. ونشبع وتجوعين. ونلبس وتستترين بالقديم يا جنتي لم أذكر أنني رأيتك يوما تتضايقين من شغبنا. ولا من تصرفاتنا. وان كانت مزعجة، كنت تعطفين علينا لأننا صغارا حتى بعدما كبرنا كنت تحيطيننا بالمحبة والمودة والرحمة. يا جنتي. ضاقت بنا الحياة بعد فقدانك. وتعبنا كثيرا أنا واخوتي بعد وفاتك. ولكن تشبثنا بخصالك وتمسكنا بنصائحك حتى بقينا ولله الحمد تجمعنا المودة والمحبة والوفاء والايثار. يا جنتي ماذا عساي أن أقول اليوم وأكثر الشعوب تحتفل بيومك. الغصة تتبعها غصة ودمعة رحمك الله يا أغلى الناس وأسكن روحك الطاهرة جنات النعيم مع الشهداء والأولياء والصالحين ابنتك مرتبط
مشاركة :