لا يُخْفي الفنان اللبناني عاصي الحلاني إعجابَه بالانطلاقة المميّزة التي حققها نجلُه الوليد الحلاني، منذ ظهوره في برنامج «ديو المشاهير» وبعدها مباشرةً عندما طَرَحَ أغنيتَه الأولى في مشواره الاحترافي «عم يسألوا».ويرى عاصي الحلاني في حواره مع «الراي» أن هناك العديد من الفنانين ينتمون إلى عائلة واحدة يعملون في مجال الفن، وهذا ليس أمراً جديداً، مستشهداً بالعديد من النماذج في هذا السياق التي أتثبتْ نجاحَها على الساحة الفنية على المستوى العربي وفي العالم. كما أشار «فارس الغناء العربي» إلى أنه الداعِم الأول لأولاده حتى الرمق الأخير، مؤكداً أنه لن يتخلى عن الوليد وماريتا أبداً. كما تحدّث عن جديده الفني. • تعمل بشكل متواصل على طرْح أغنيات وكليبات جديدة، فهل مردّ ذلك إلى حرصك على تقديم الجديد دائماً كونك صاحب رقم قياسي في إحياء الحفلات والمهرجانات، أم لأن هذا الزمن يتطلّب من الفنان ذلك من أجل التواجد؟- يجب ألا يغيب الفنان عن الساحة، وأنا قدّمتُ الكثير من الكليبات خلال مسيرتي الفنية، ورصيدي يضمّ الكثير من الأعمال. لكن آخر ألبوم أصدرتُه كان في ربيع 2017 ونحن في ربيع 2019، أي إنه يفْصل بين الألبومين نحو عامين طرحتُ خلالهما أغنيتين منفردتين. وفي رأيي أنه يفترض بالفنان أن يطرح أغنيات جديدة بين ألبوم وآخر كي يبقى موجوداً، خصوصاً أنني أحيي الكثير من الحفلات والمهرجانات. ويُعرف عني أنني فنان مهرجانات ومسرح. والفنان الحقيقي هو الذي يعتمد على التواجد في الحفلات والمهرجانات، وأنا أحييتُ الكثير منها وغنيتُ على أهمّ المسارح.التَجَدُّدُ أساسي بالنسبة إلى أي فنان، وكذلك التواجد بأعمال جديدة ومُعاصِرة. وأخيراً، طرحتُ فيديو كليب لأغنية أصدرتُها سابقاً بعنوان «شو بخاف عليْكي»، وكنت قد صوّرتُها خلال وجودي في المكسيك تحت إدارة المخرج عادل سرحان. وفي العادة، أستغل وجودي في أي بلد جديد لتقديم أعمال جديدة وتصوير أغنياتي، كما حصل في ماليزيا وفرنسا مثلاً. الفنان يجب ألا يغيب عن الساحة الفنية وألا يبتعد عنها أبداً.• كيف تفسّر عودة شركة «روتانا» إلى نشاطها وزخمها السابقيْن وقُدْرَتَها على استقطاب غالبية النجوم اللبنانيين والعرب؟- شركة «روتانا» موجودة، وهي لم تغِب كي تعود. هي موجودة منذ أكثر من 20 عاماً، ونحن كنا في مقدمة الفنانين الذين تَعاقدوا معها. وأنا مثلاً أتعامل معها منذ العام 1995. لكن أيّ شركةٍ في العالم تقوم بإعادة هيكلة وحسابات لعملها وتخطط لما يمكن أن تقدّمه في المستقبل، وهذا أمر طبيعي بالنسبة إليها أو لأي شركة أخرى. «روتانا» تقدّم صورة جميلة عن الفن العربي والأغنية العربية، وهي تمكّنتْ من أن تُثْبِتَ عبر السنوات أنها من أقوى وأهمّ شركات الإنتاج في الساحة العربية.• ما موقفك من هجوم البعض على أولادك، خصوصاً في أعقاب اتجاه ابنك الوليد إلى الغناء بعد شقيقته ماريتا؟- لا أعتقد أن هناك هجوماً على أولادي، ولا يمكن التعامل مع أي كلمة تقال عنهما على أنها هجوم. ماريتا والوليد يقدّمان فناً جميلاً ولم يفعلا شيئاً غير صحيح كي يتعرّضا للهجوم. وأعتبر أن هناك هجوم محبة على الفن الذي نقدّمه، وهذه ظاهرة رائعة ولكنها ليست جديدة. وكلنا يعرف أن هناك بيوتاً تَخَرَّجَ منها فنانون وموسيقيون، وأكبر مثال على ذلك عائلة الرحباني وعائلة البندلي، فيروز وشقيقتها هدى اللتان تقدّمان فناً رائعاً، والراحلة صباح وشقيقتها الراحلة الممثلة المخضرمة لمياء فغالي. أما عالمياً، فهناك خوليو ايغليسياس وابنه انريكيه، واندريا بوتشلي وابنه، وهو من الأصوات التي ترافقة دائماً. لا أعرف لماذا يَعتقد البعض أنه ممنوعٌ أن يعمل شخصان من العائلة نفسها في مجال واحد.الفنُ حضارةٌ وإبداعٌ وثقافةٌ وصورةٌ عن مجتمعٍ، وأجد أنه أمر رائع جداً أن تكون صورتنا على هذا النحو. أنا مع الوليد وماريتا حتى اللحظة الأخيرة في حياتي، وسأحرص على أن أكون أكبر داعِم لهما، كما أنني سأعمل من أجلهما من كل قلبي كي يكونا بالمستوى الذي أحلم أن يكونا عليه. عادل إمام اشتغل أيضاً ولداه في التمثيل، وابناه من أهمّ المُخْرِجين والممثّلين، وكذلك الراحل محمود عبدالعزيز الذي يُعتبر ابنه من أهمّ الممثلين، وأيضاً هناك عائلة العدل التي تجمع بين الممثلين والشعراء وكتّاب السيناريو والمُخْرِجين، ولا ننسى بالطبع أسمهان وفريد الاطرش اللذين يُعتبران من أهمّ أعمدة الفن العربي، وبالرغم من أنهما غابا وأصبحا في دنيا الحقّ، لكنهما خالدان في حياتنا وتاريخنا الفني.• كفنانٍ صاحب اسم كبير وتاريخ فني عريق، ما النصيحة التي تقدّمها للجيل الفني الجديد؟- الأمر الأهمّ الذي أنصح به هو اختيار الكلمة الجيدة واللحن والتوزيع الجيّديْن، وتالياً عدم الابتعاد عن أسس الأغنية التي ترتكز على الكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي. كما أن الموهبة ضرورية كي تصل الأغنية إلى المُتَلَقّي. وأتمنى ألا يحصل استسهالٌ في اختيارِ الكلمة، لأنها هي التي تعطي بُعداً للأغنية وتَحْفُرُها في الوجدان والتاريخ. أما الكلام الركيك، فينتهي بمجرّد انتهاء موجة الموسيقى التي تمّ تقديم اللحن من خلالها.
مشاركة :