الشارقة:هند مكاويالعمر مجرد رقم، هذا ما يؤمن به أعضاء فريق «الخير والبركة» التطوعي التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، إذ يضم الفريق 83 منتسباً من كبار المواطنين، كنوز بشرية حملت معها خبرة سنوات طويلة في مختلف المجالات وتراث عريق، لم يتوقف عطاؤهم عند تقاعدهم، فأرادوا تكملة مسيرة عطائهم لتستفيد بها الأجيال الجديدة ويساهموا بالأعمال التطوعية والخير التي تجعل المجتمع متماسكاً ويداً واحدة.قالت سمية الشامسي، مسؤول الفريق:«أنا عضوة في أكثر من فريق تطوعي، وعلى يقين أن كبار السن لديهم طاقات وخبرات للقيام بأعمال كثيرة وتوصيل خبراتهم للشباب والأجيال الجديدة، ومن هنا جاءت فكرة تنظيم أول فريق تطوعي لفئة كبار السن على مستوى الدولة، وهناك فريق بكل فروع الدائرة بالإمارة، ويتكون الفريق من 83 منتسباً تتراوح أعمارهم من 60 إلى 85 سنة».أضافت الشامسي: «ننظم فعاليات مختلفة، ونشرك كبار السن، كلاً حسب استطاعته ومهاراته، ليستفيد المجتمع من خبراتهم وعطائهم مثل إعداد الوجبات وتوزيعها على الفئة العاملة والمحتاجين في شهر رمضان والمشاركة في المبادرات التطوعية التي تنظمها الجهات المختلفة مثل«مبادرة جداريات» وقاموا من خلالها بطلاء جدران المدارس وترميمها، وننظم لهم فعاليات ترفيهية في الحدائق، ويقدمون محاضرات وورش عمل مختلفة تراثية وفنية لتعليم الآخرين الأكلات الشعبية والصناعات الحرفية التقليدية» قالت الوالدة فاطمة علي إبراهيم، أكبر مسنة متطوعة على مستوى الدولة إذ يتجاوز عمرها الثمانين عاماً: «أشعر بالفخر والاعتزاز كوني أكبر متطوعة إماراتية، فكيف لا نتطوع ونحن عيال زايد الذي زرع بداخلنا حب الخير والعطاء والتعاون وسوف أستمر في التطوع ما دمت حية وقادرة، وأعد الوجبات لتوزيعها على الفئة العاملة والفقراء خاصة في رمضان أثناء الإفطار، وتم تكريمي ضمن مبادرة أوائل الإمارات كأول متطوعة من فئة كبار المواطنين فوق 80 عاماً واعتبره وساماً على صدري وشهادة اعتز بها». وأشارت إلى أن التطوع يتم حالياً بشكل تنظيمي تحت إشراف من المؤسسات.عن انضمامها للفريق ومشاركتها في الأنشطة والفعاليات التطوعية، قالت المتطوعة عائشة خليفة عبيد:«عشنا مراحل التطور التي مرت بها دولة الإمارات، نحمل الكثير من الحكايات والذكريات عن الماضي، ننقل التراث بتفاصيله للأجيال، وأدرب الفتيات في المدارس على الحرف التقليدية التراثية مثل«التلي»، وكيفية صنعها حفاظاً على الموروث الإماراتي و«المرية»، وتعريفهم على حرفة «قرض البراقع»، التي تزين وجه المرأة الإماراتية في الماضي ومازال عدد من النساء محتفظة بارتدائها حتى الآن».شاركت علياء بالأسود مبارك في العديد من المبادرات التطوعية مع فريق الخير والبركة وعبرت: «شاركت في مبادرة «جداريات»وقمنا بطلاء جدران مدرسة الأهلية الخيرية في الشارقة، فمادام لدينا القدرة على العطاء، لن نتوقف ولن نتردد، والتطوع أسلوب حياة منذ الصغر نشأنا عليه وكان يسمى قديماً«بالفزعة»، قبل ظهور مسمى التطوع، فأي شخص من الأقارب أو الجيران كان في حاجة للمساعدة أو حدث له ظرف طارئ، يفزع الجميع ويترك كل ما يشغله ويبادر لتقديم يد المساعدة والعون، ولم يقتصر التطوع في الظروف الصعبة فقط، بل شمل المبادرة في كل المواقف السعيدة أو الحزينة التي يحتاج فيها الفرد لمن يكون بجانبه ويساعده».أشارت بالأسود إلى أن التطوع في الماضي حدث تلقائي بدون ترتيب أو تخطيط، بدءاً من المشاركة في المدرسة، إذ كانت مديرة مجلس الآباء، تتطوع في حالة غياب أي معلمة للقيام بعملها لتسير حركة العمل بشكل طبيعي، ومن خلال الفريق شاركت في تقديم محاضرات عن إعادة التدوير وتشكيل أعمال فنية عن طريق الزجاجات البلاستيكية».للتطوع أبعاد إنسانية واجتماعية وفوائد عديدة سواء للمتطوع أو للمجتمع، هذا ما أكدته آمنة أحمد محمد، لافتة إلى أن التطوع في طليعة اهتمامات أبناء الإمارات سيراً على نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وقيم الخير والحب والتعاون والعطاء التي زرعها في شعبه.وأضافت:«يعتقد البعض أن التطوع يقتصر على الشباب، لكن فئة كبار السن بداخلهم طاقات وأفكار وخبرات يستطيعون من خلالها إثراء المجتمع والمساهمة في عجلة التنمية بشكل كبير».
مشاركة :