نيوزيلندا تحظر الأسلحة الهجومية رداً على مجزرة المسجدين

  • 3/22/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ردت نيوزيلندا سريعاً على مجزرة المسجدين، يوم الجمعة الماضي، بحظرها، أمس الخميس، حمل الأسلحة نصف الآلية والبنادق الهجومية، وأعلنت الشرطة أنها تعرفت إلى هويات كل الضحايا، ما يسمح للعائلات بدفنهم. وقتل 50 شخصاً يوم الجمعة الماضي على يد متطرف يؤمن بتفوّق العرق الأبيض، في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش، أكبر مدينة ضمن جزيرة الجنوب، ساوث آيلند، على الساحل الشرقي لنيوزيلندا. وكانت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن وعدت مباشرة بعد المجزرة بتشديد قانون حيازة السلاح الذي سمح للقاتل بشراء أسلحته بصورة قانونية. وأعلنت جاسيندابعد أقل من أسبوع على المجزرة أن «كل الأسلحة نصف الآلية التي استخدمت في الهجوم الإرهابي سوف يتم منعها في البلاد»، وعرضت مجموعة كاملة من التدابير الكفيلة بتحويل أقوالها إلى أفعال.وستحظر كذلك مخازن الذخيرة الكبيرة وغيرها من الوسائل التي تسمح بإطلاق رشقات من الرصاص، على أن يعرض التعديل القانوني على البرلمان في بداية إبرل/‏نيسان، ولكن في الأثناء سوف تتخذ تدابير مؤقتة لمنع التهافت على اقتناء هذه الأسلحة، وهذا يعني أن المنع بات مطبقاً عملياً.وسيتم إطلاق برنامج لإعادة شراء الأسلحة الموجودة لدى الناس، بمبلغ يقدّر بين مئة مليون ومئتي مليون دولار نيوزيلندي (نحو 120 مليون يورو). ووفق التقديرات، يوجد في نيوزيلندا 1.5 مليون قطعة سلاح على الأقل، بما يوازي ثلاث قطع سلاح لكل عشرة سكان، وهو أقل مما في الولايات المتحدة، حيث تصل النسبة إلى أكثر من قطعة لكل شخص.وتجمع المئات تحت سماء رمادية في مدينة كرايست تشيرش، لليوم الثاني على التوالي، لوداع الضحايا، وبينهم مواطنة اعتنقت الإسلام، ورجل قتله القاتل بعد أن حياه. وبكى طلبة واكبوا تشييع صياد ميلن (14 عاماً) وطارق عمر (24 عاماً).قال والد صياد، جون ميلن، إن ابنه قتل أثناء تأديته الصلاة في مسجد النور، وأن الفتى كان يحلم بأن يصبح حارس مرمى في فريق مانشستر يونايتد. وينتمي العديد من الذين حضروا، إلى ثانوية كشمير، حيث كان صياد يدرس، وكذلك حمزة مصطفى، وهو لاجئ سوري دفن في اليوم السابق. وكان طارق عمر يدرّب فرق كرة قدم للناشئين في مدرسة كرايست تشيرش يونايتد أكاديمي. ووفقاً للصحافة المحلية، فإن والدته أوصلته إلى مسجد النور في يوم المجزرة ونجت لأنها كانت تبحث عن مكان تركن فيه سيارتها. وقال مدير يونايتد أكاديمي كولن ويليامسون، عن عمر، إنه «كان رائعاً، قلبه كبير ويعشق التدريب». وقالت جارة عائلة ميلن وهي تقف أمام القبور التي حفرت حديثاً، «صدمت لرؤية كل هذه القبور».وتجمع في كرايست تشيرش أشخاص من مختلف الأديان تعبيراً عن وحدتهم، وانتشرت في أنحاء المدينة أكاليل الزهور والرسائل التي تعبر عن الوحدة.وأكّدت الشرطة النيوزيلندية، أمس الخميس، أنه تم تحديد هويات الضحايا الخمسين الذين قُتلوا في الاعتداء على المسجدين، وهو ما سيُتيح دفنهم. وقال مفوض الشرطة مايك بوش «يمكنني أن أعلن أنه خلال الدقائق القليلة الماضية، تم الانتهاء من عملية تحديد هوية الضحايا الخمسين وتم إخطار جميع العائلات بذلك». وأضاف «إنها نقطة تحول في هذه العملية».من جهة أخرى، اعتبر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الذي كان انتقد بشدة تصريحات للرئيس التركي حول مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، الخميس أن رجب طيب أردوغان عبر عن موقف «معتدل» بعض الشيء في مقالة نشرت لاحقاً. وفيما أثارت تصريحات الرئيس التركي حول الاعتداء الذي ارتكبه أسترالي في مدينة كرايست تشيرش جدلاً وبداية أزمة دبلوماسية بين أستراليا وتركيا ونيوزيلندا، أشاد موريسون بمقال نشره أردوغان في صحيفة واشنطن بوست. وقال موريسون «أحرز تقدم في هذا المسألة ولمسنا اعتدالآً في آراء الرئيس»، مشيراً إلى مقالة لأردوغان في صحيفة واشنطن بوست نأى فيها عن الانتقاد المباشر لنيوزيلندا. وكان أردوغان قد أثار غضب أستراليا الاثنين بعد أن حذر بأن الأستراليين المناهضين للمسلمين - مثل منفذ المجزرة - «سيُرسلون في نعوش» مثل أجدادهم في معركة غاليبولي في الحرب العالمية الأولى. وقدّم الرئيس التركي الاعتداء الذي حصل في كرايست تشيرش بنيوزيلندا بوصفه جزءاً من هجوم أكبر على تركيا والإسلام. وقال خلال تجمع انتخابي في شنقلعة غرب تركيا «إنّه ليس حادثاً معزولاً، إنّها مسألة أكثر تنظيماً». وأضاف «إنّهم يختبروننا بالرسالة التي يبعثونها لنا من نيوزيلندا، على بعد 16500كم». (وكالات)

مشاركة :