منذ أيام كنت أمازح ابنتي الصغيرة «مناير» وأقول لها إنني سميتك بهذا الاسم تيمنا باسم والدتي، فردت علي قائلة: غير صحيح لأن جدتي اسمها «أم علي»، فقلت لها: هي «أم علي» على اسم أخي الأكبر، ولكن اسمها الصحيح «مناير»، ولكن ابنتي لم تعجبها المزحة وأخذت تسأل والدتها التي أبلغتها بأن اسم جدتها هو «خديجة»، فجاءت ابنتي وقالت لي: لقد عرفت اسم والدتك، «اسمها خديجة» وليس «مناير»، فقلت لها صحيح اسمها «خديجة» ولكنها «مناير» الكون كله بالنسبة إلي. بالأمس احتفل العالم بيوم الأم، ومع دعائنا بالشكر والامتنان لكل الأمهات، والمغفرة لمن انتقلت إلى رحمة ربها في الملكوت الأعلى، فإن تضحيات الأمهات قصص لا تنسى، وحكايات لا نجد لها مساحة لأن تروى، ومهما عمل الإنسان من جهد ووفاء للأم فإنه لن يوفيها حقها ولا جزاءها. المؤسسة الخيرية الملكية في مملكة البحرين من أبرز الجهات التي ترعى وتهتم بمفهوم رعاية الوالدين والأم، وقد أحسنت بمشاركتها في المهرجان الدولي السادس للأم المثالية بجمهورية مصر العربية الشقيقة، الذي تم فيه تكريم السيدة سلوى عبدالله قاسم وحصولها على جائزة الأم المثالية، تقديرًا لجهودها وعطائها الكبير. وهذه المشاركة تحسب للدكتور مصطفى السيد الذي يحسن في إبراز الإنسان البحريني في كل المجالات، ويحسن كذلك في استثمار المجال الذي أوكل له بكل تميز، في ظل دعم جلالة الملك المفدى، وتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية. السيدة سلوى عبدالله «أم وأرملة بحرينية» التي تم تكريمها كأم مثالية في مهرجان القاهرة الدولي، لديها مشوار كفاح ومسيرة عطاء، تستحق أن تروى وأن يسمع لها، وأن نتعلم منها، وهي نموذج واحد من آلاف الأمهات البحرينيات المكافحات والصابرات والمضحيات، وكم أتمنى أن تنال السيدة سلوى عبدالله حظها الإعلامي، تقديرا وتكريما. وأثق تمام الثقة في أن هذا الأمر لن يغيب عن ذهن د. مصطفى السيد، لأنه ناجح في عمله، وناجح كذلك في تسويق جهود وإنجازات المؤسسة الخيرية الملكية، وهو أمر يغيب كثيرا عن العديد من مؤسسات الدولة والمجتمع. لذلك فإن الأيتام الذين تحتضنهم المؤسسة الخيرية الملكية يجدون فيها الأم المثالية، وبدعم ورعاية واحتضان أبوي كريم من جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، وبمتابعة وتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد الذي قال ذات يوم: «نزرع الحب والحنان في أطفالنا اليوم، ليزهر الوطن بعطائهم وانتمائهم غدا». في الشهر الماضي تلقيت دعوة كريمة لزيارة المؤسسة بدعوة من د. مصطفى السيد، واطلعت على آخر أعمال ومبادرات وبرامج وأنشطة المؤسسة في مختلف المجالات، محليا ودوليا، خيريا وإنسانيا، وشاهدت العلاقة الأبوية الحميمية بينه وبين الموظفين، وبينه بين الأيتام كذلك، وأدركت حقيقة الرؤية الصائبة لجلالة الملك المفدى في تعيين د. مصطفى السيد في هذا الموقع وهذه المسؤولية والأمانة الوطنية، خاصة في مجال رعاية الأرامل والأيتام، فله منا كل التحية والتقدير. فإلى كل أمهات البحرين الفاضلات.. كل عام وأنتم بألف خير، والدعاء بالرحمة لمن رحلت إلى جوار ربها الكريم.
مشاركة :