قال ضابط بالجيش الصومالي وسكان إن جنوداً أخلوا ثلاثاً على الأقل من قواعدهم احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم لشهور، ما قد يمثل دفعة لمتمردي "حركة الشباب" المتشددة. وتعتمد الحكومة المركزية على دعم الجيش و"قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال" (أميصوم) في مواجهة "حركة الشباب" المرتبطة بالقاعدة. وقال الكولونيل عبدي محمد أحمد، وهو أحد قادة الجنود، لـ"رويترز" إن القواعد التي تم إخلاؤها تقع في إقليم شبيلي الوسطى. وأضاف أن الخطوة هدفها الاحتجاج على عدم دفع رواتبهم لأربعة أشهر. وتابع: "الجنود هنا لم يتلقوا رواتب لأربعة أشهر. نحن الآن في الطريق إلى مقديشو، ومن المؤلم أن تكون على الخطوط الأمامية وأن تحارب حركة الشباب بينما زوجتك وأطفالك جائعون". وأضاف أحمد أنه يعلم أن هناك جنوداً يتركون المزيد من القواعد، لكن بعضها لم يصبح خالياً تماماً بسبب بقاء جنود صوماليين وآخرين من قوة "أميصوم" فيها. وقال رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري لوكالة الأنباء الوطنية الصومالية إن الجنود غير المسجلين فقط هم الذين لم يحصلوا على رواتبهم. وأضاف أن على القيادات أولاً أن تسجل الجنود الذين لم يحصلوا على رواتبهم ثم تطلب الأجور. وأي مؤشر على التراجع أو الضعف لدى الجيش يمثل دفعة محتملة لـ"حركة الشباب"، التي طُردت من مقديشو عام 2011، وأُخرجت منذ ذلك الحين من معظم معاقلها الأخرى في أنحاء الصومال. لكنها لا تزال تشكل تهديداً خطيراً، إذ ينفذ مقاتلوها تفجيرات داخل البلاد وخارجها. وقال سكان في بلدة بلعد بإقليم شبيلي الوسطى، على بعد 30 كيلومتراً شمالي مقديشو، إنهم رأوا عشرات العربات العسكرية تغادر القواعد. وقال صاحب متجر يدعى محمد عمر إنه أحصى أكثر من 20 عربة عسكرية، بعضها تعلوه مدافع مضادة للطائرات وقذائف مورتر وتنقل أخرى جنوداً يغادرون القواعد. وأضاف: "ما زالت بعض العربات هنا وتحركت أخرى صوب مقديشو". وقال حسن نور، وهو أحد الشيوخ في بلعد، إنه يخشى أن يشكل رحيل الجنود دعوة لـ"حركة الشباب" للمجيء. وأضاف: "هناك خوف كبير من سيطرة الشباب على الكثير من البلدات، هذا ما يحدث إذا ترك الجنود القواعد الواقعة على الخطوط الأمامية".
مشاركة :