كثف القادة الأوروبيون الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الخميس للحصول على تأييد برلمانها على خطة بريكست التي توصلت إليها مع بروكسل، محذرين من أن البديل سيكون خروجًا من الاتحاد بدون اتفاق الأسبوع المقبل، وطلبت ماي من القادة الأوروبيين تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثلاثة أشهر للسماح لها بالمحاولة مرة أخرى للحصول على موافقة البرلمان البريطاني على اتفاق بريكست، فيما أشار الاتحاد إلى أنه يمكن أن يؤجل موعد الخروج حتى 22 مايو. ولكن ولدى وصولهم إلى بروكسل لبدء قمة تستمر يومين تهيمن عليها الأزمة السياسية البريطانية العميقة، حذر قادة الدول الـ27 في الاتحاد من أن التأجيل لن يكون ممكنًا إلا بعد موافقة البرلمان البريطاني الأسبوع المقبل على الاتفاق الذي رفضه مرتين بأغلبية كبيرة، وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين: "في حال صوت البرلمان البريطاني ضد الاتفاق فإننا سنتجه إلى بريكست دون اتفاق"، وأضاف: "نحن جميعًا نعلم ذلك، ومن الضروري أن نكون واضحين في هذه الأيام واللحظات". وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته: إنه يتوقع من باقي قادة الاتحاد الأوروبي الموافقة مبدئيًا الخميس على طلب ماي تأجيل بريكست، إلا أنه قال: "إنهم بعد ذلك سيضعون الكرة بشكل تام في ملعب البرلمان البريطاني ليتخذ القرار"، وذكر رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر: إن على ماي ضمان موافقة البرلمان البريطاني على اتفاق الانسحاب، وأضاف: إنه إذا لم يحدث ذلك في وقت مبكر من الأسبوع المقبل "سيصبح كل شيء أكثر صعوبة"، مشيرًا إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي سيلتقون مرة أخرى قبل موعد بريكست في 29 مارس، أي بعد ثمانية أيام. بدورها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه "يجب علينا بذل كل ما بوسعنا حتى اللحظة الأخيرة لنجعل خروج بريطانيا بشكل منظم من الاتحاد ممكنًا"، ورفضت ماي كذلك استبعاد احتمال قطع بريطانيا علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي الممتدة 46 عامًا الأسبوع المقبل دوت ترتيبات جديدة. وقالت لدى وصولها بروكسل: "ما يهم هو أن ندرك أن بريكست هو قرار الشعب البريطاني، ويجب علينا تنفيذه"، وأضافت: "أنا آمل فعلاً بأن نتمكن من تنفيذه مع اتفاق وليس بدونه"، وفي حال خروجها بدون اتفاق تواجه بريطانيا والاتحاد الأوروبي مخاطر اقتصادية هائلة، وفي رسالة مشتركة إلى ماي حذر قادة الأعمال والنقابات من أن بريطانيا تواجه "حالة طوارئ وطنية". ودعا اتحاد أصحاب الشركات البريطانية، وهو أكبر جمعية لشركات الأعمال والصناعات في بريطانيا، ومؤتمر نقابات العاملين الذي تنضوي في إطاره الاتحادات المهنية، ماي إلى تغيير نهجها ووضع "خطة بديلة" لتجنيب البلاد الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، كما حصدت عريضة إلكترونية تطلب من الحكومة البريطانية التخلي عن بريكست، تأييدًا واسعًا إثر جمعها نحو 700 ألف توقيع غداة إطلاقها. وأعرب البنك المركزي البريطاني الخميس عن قلقه بأن زيادة الغموض بشأن خروج بريطانيا بدون اتفاق "يمكن أن يكون له تأثير كبير على إنفاق الشركات، وأضاف: إن عدم وضوح موعد محدد لخروج بريطانيا من الاتحاد تؤثر بالفعل على "النشاطات الاقتصادية على المدى القصير خاصة استثمارات الأعمال"، وانخفض سعر الجنيه الإسترليني وسط حالة الغموض حيث سجل في تعاملات منتصف النهار 1,31 دولار للجنيه، والأربعاء بعثت ماي رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك تطلب فيها تأجيل بريكست حتى 30 يونيو.
مشاركة :