نشأت فكرة جمعية زهرة عندما أصيبت والدة الدكتورة سعاد العامر (زهرة) بسرطان الثدي وتوفيت بسببه، حيث لم يتم اكتشاف إصابتها بالمرض إلا في وقت متأخر. وقد طلبت والدة الدكتورة سعاد منها أن تسهم في توعية النساء عن هذا المرض، وقد حملت الدكتورة سعاد هذه المسؤولية على عاتقها وبدأت محاولاتها في توعية المجتمع وبالذات النساء حول سرطان الثدي، فعند اكتشاف المرض في مراحله الأولى تكون نسبة الشفاء منه بإذن الله 99 %. بدأت الدكتورة سعاد مشروعها في التوعية عام 2003 مع مجموعة من المتطوعات من تخصصات مختلفة.. طبيبات ومختصات في مجال الأورام وإخصائيات التغذية والتجميل والعلاج الطبيعي والأشعة.. وبدأت المجموعة عملها بشكل مصغر بالذهاب للمدارس والقرى الصغيرة مستغلة وجود النساء بشكل كبير في المساجد في رمضان وبعد الانتهاء من صلاة التراويح يجتمعن بالنساء ويبدأن في توعيتهن بخصوص المرض بشكل مبسط في البداية، حيث إن كلمة (السرطان) في ذلك الوقت كانت مخيفة، بل ربما مرعبة للآخرين، ما قد يجعل الكثيرات لا يفضلن الاستماع إلى حديثهن حتى النهاية إضافة إلى تحسس أو خجل البعض من كلمة الثدي، حيث كان من المعيب التلفظ بها.. تأسيس الجمعية: في عام2007 بدأت الجمعية نشاطها بشكل رسمي بعد لقاء الدكتورة سعاد العامر بالأميرة هيفاء الفيصل، حيث تم الاتفاق على تأسيس وتسجيل جمعية زهرة رسمياً.. في البدء كان هدف الجمعية الأول التوعية وكيف تستطيع أي سيدة أن تكشف على نفسها والمناطق التي ممكن الواحدة تنتبه لها، حيث كانت نسبة الوعي في ذلك الوقت متدنية إن لم تكن معدومة.. عدد فروع الجمعية: توجد ستة فروع للجمعية في أبها، الخرج، جدة، الأحساء والمدينة المنورة، وقريباً بإذن الله في تبوك. وفي الرياض لدى الجمعية مكتب في مستشفى التخصصي ومستشفى الحرس الوطني وقريباً بإذن الله سيكون هناك مكتب في مستشفى الملك خالد الجامعي ومدينة الملك فهد الطبية، حيث تتولى الموظفات في هذه المكاتب تقديم برامج الدعم من قبل جمعية زهرة. أهداف ونشاطات زهرة: رفع مستوى الوعي بضرورة الكشف المبكر حول سرطان الثدي يعد أولوية من أولويات الجمعية ومن أجل ذلك تتعدد نشاطات الجمعية على مدار العام ولا تقتصر على شهر أكتوبر المخصص لتوعية بسرطان الثدي عالمياً، حيث تشمل نشاطات الجمعية المدارس فلديها اتفاقية مع وزارة التعليم لزيارة المدارس بشكل أسبوعي لتقديم محاضرات توعوية بدءاً من هذا العام في مدينة الرياض، كما تقدم دورات للمرشدات الصحيات في المدارس. إضافة إلى تفعيل الأيام العالمية كالأسبوع الخليجي لتوعية بالسرطان «اليوم العالمي للسرطان»، حيث تحرص الجمعية على الوجود في المجمعات التجارية في مثل هذه الأيام للوصول لأعلى نسبة توعية ممكنة. الدعم النفسي للمصابات: فالمريضة تتلقى العلاج بالمستشفى لكن هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية عن العلاج بالعقاقير ومن ذلك العلاج النفسي، حيث تسعى جمعية زهرة لتقديم الدعم للمريضة في هذا الجانب ذلك من خلال حزمة البرامج التي تقدمها الجمعية.. برنامج لمسة زهرة: يتم من خلاله توفير البواريك «الشعر المستعار» فالتبرعات لم تقتصر على النواحي المالية فقط وإنما هناك سيدات يتبرعن بشعورهن بعد قصها ومنها يتم صنع بواريك بشعر طبيعي فمن خلال تبرع من ثلاث إلى أربع سيدات يمكن صناعة باروكة واحدة فقط ويستغرق تجهيزها مدة ثلاثة أشهر بتكلفة تبلغ 300 ريال يتم تقديمها لمن تحتاج إليها من المصابات مجاناً إضافة إلى الأجزاء التعويضية بعد الاستئصال فقد يكون العلاج باستئصال الثدي أحياناً وفي بعض الحالات لا تستطيع بعض السيدات إجراء عملية تجميلية لمنطقة الصدر فتحتاج إلى حشوات مؤقتة تعمل الجمعية على توفيرها للمصابات بسعر التكلفة وتقدم مجاناً لمن يثبت عدم مقدرتها على دفع ثمنها، حيث تتوافر في كل الفروع والمكاتب أيضاً وذلك توفيراً لوقت وجهد المصابة وذويها.. برنامج أنتِ جميلة يستهدف جميع المصابات بالسرطان في جميع أنحاء المملكة، فكما هو معروف أن التعرض للعلاج الكيماوي يسبب سقوط كامل الشعر؛ لذلك تقيم الجمعية دورات تجميل يتم من خلالها تعليم المصابات أساسيات التجميل والعناية بالبشرة بالشكل الصحيح إضافة إلى تقديم أدوات الزينة والعناية مجاناً، ما ينعكس إيجابياً على نفسية المصابة بلا أدنى شك.. برنامج زهرة أمل: وهو لقاء شهري هدفه فتح المجال أمام المصابات بالالتقاء بمن تشاركنهن المعاناة نفسها مع ضرورة وجود إحدى المتعافيات لبعث الأمل في نفوس المصابات الجدد، كما يتخلل هذا اللقاء عديد من الفعاليات مثل دورات فن الكروشية أو الرسم وغير ذلك، ما قد يساعد على إخراج المصابة من أجواء المرض.. سفيرات زهرة: بدأ هذا البرنامج في عام 2014 من قبل مجموعة من المتطوعات والمتعافيات، حيث يتم اختيار السفيرة المناسبة بعد المقابلة الشخصية، ويفضل أن تكون متعافية؛ فهذا الأمر له تأثير نفسي كبير على المريضة، مما يسهم في تحقيق الهدف المرجو من هذا البرنامج. بعد ذلك يتم تهيئة السفيرة لهذه المهمة من خلال إقامة دورة مكثفة للتعريف بالمرض وكيفية التعامل مع المصابات وما إلى ذلك، يليه تدريب ميداني، حيث تنزل السفيرة الجديدة مع سفيرة أخرى ذات خبرة وتجربة، وبعد أن يتم تأهيلها يكون لكل سفيرة زيارة واحدة بالأسبوع للمستشفى يتم هذا بالتعاون مع المستشفى التخصصي ومستشفى الحرس الوطني بمدينة الرياض إضافة إلى مدينة جدة والأحساء ويبلغ عدد السفيرات حالياً 40 سفيرة بالرياض و6 سفيرات بمدينة جدة و4 سفيرات بالأحساء.. أبرز إنجازات زهرة: تحقيق الرقم القياسي في 2015 في جينس عبر تكوين أطول شريط بشري في جامعة الأميرة نورة يهدف إلى التوعية بأهمية الفحص عن سرطان الثدي الذي حقق أصداء عالمية. عضوية ucc المنظمة العالمية لمرض السرطان. عضوية المجلس الخليجي للسرطان. أهم الخطط المستقبلية: السعي إلى كسر حاجز الخوف لدى النساء بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة العمل، التعاون في هذا الشأن، ذلك بجعل الكشف قراراً الزامياً وليس أمراً اختيارياً على سبيل المثال عند تجديد الرخصة وبطاقة الأحوال يكون الفحص إلزامياً لكل سيدة بلغت سن الأربعين لأن نسبة سرطان الثدي 30 % من بين أنواع السرطان التي يمكن الإصابة بها وهو أعلى نسبة في السعودية، حيث يبلغ عدد المصابات بسرطان الثدي ما يقارب 1979 سنوياً. كما أنه من المقلق أن تصاب فيه الشابات بين عمر (20-30) عكس ما يحدث أغلب البلدان فالإصابة غالباً بعد سن 40. كما تطمح الجمعية أيضاً إلى العمل على الفحص من خلال الجينات كخطوة استباقية في هذا المجال. الموظفات والمتطوعات: عدد موظفات جمعية زهرة يبلغ 39 موظفة في المملكة، العدد قليل لكن الإنجاز كبير. أما بالنسبة للمتطوعات فيبلغ 5000 آلاف متطوعة في جميع أنحاء المملكة.. أبرز العوائق: عدم وجود ميزانية ثابتة يعد عائقاً يحد من توسع أعمال الجمعية لذلك ترى الأستاذة شدا الدهش مدير عام الجمعية أن تتبنى الشؤون الاجتماعية أعمال الجمعية لتتمكن عضوات الجمعية من التفرغ لمهمة العمل الإنساني التي أُنشئت من أجله، فالجمعية تحتاج إلى توافر مقر رئيسي متكامل يلبي جميع الاحتياجات من وجود حضانة أطفال إلى صالة رياضية وصالون تجميل بحيث تجد المريضة كل ما تحتاج إليه متاحاً لها تحت سقف واحد.. الـرؤيــة معاً نسعى نحو مجتمع خالٍ من سرطان الثدي الرسالة جمعية خيرية صحية لتوعية المجتمع بسرطان الثدي ودعم المصابات والمتعافيات الأهداف - تنفيذ البرامج التوعوية بسرطان الثدي. - تفعيل برنامج المسح الشامل بالمملكة. - تقديم خدمات متخصصة للمريضات والمتعافيات. - دعم الدراسات العلمية المختصة بسرطان الثدي. - تفعيل البرامج التدريبية لتطوير الكفاءات السعودية