ارتفع الذهب إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع أمس مع استبعاد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أي رفع لأسعار الفائدة في العام الحالي، في حين أذكى الخفض المفاجئ لتوقعات النمو الأمريكي المخاوف المرتبطة بالتباطؤ الاقتصادي العالمي. وبحسب "رويترز"، زاد السعر الفوري للذهب 0.5 في المائة إلى 1318.31 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما لامس أعلى مستوياته منذ 28 شباط (فبراير) عند 1319.02 دولار للأوقية في وقت سابق من الجلسة. وصعد سعر الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 1.3 في المائة إلى 1318.40 دولار للأوقية. وفي حين خفض مجلس الاحتياطي توقعات النمو والبطالة والتضخم في الولايات المتحدة، أوقف البنك المركزي مساعيه المستمرة منذ ثلاث سنوات لتشديد السياسة النقدية بشكل مفاجئ، مستبعدا أي رفع لأسعار الفائدة هذا العام. ويؤثر انخفاض أسعار الفائدة سلبا في الدولار وعوائد السندات، بينما يزيد من جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر أي عائد. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، بلغ البلاديوم مستوى قياسيا مرتفعا أمس بدعم من نقص طويل الأمد في المعروض بالسوق. وزاد البلاديوم في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1608.46 دولار للأوقية، بعدما لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1619.81 دولار للأوقية في وقت سابق من الجلسة. ويرى محللون أن الحظر المحتمل الذي قد تفرضه روسيا، المنتج الكبير للمعدن، على صادرات المعادن النفيسة المستعملة والبقايا المعدنية أذكى المخاوف في السوق التي تشهد شحا في المعروض بالفعل، ودفع الأسعار إلى الصعود لمستويات قياسية. وأسهم الحظر المحتمل أيضا في صعود البلاتين إلى أعلى مستوى له منذ الأول من آذار (مارس) إلى 871.25 دولار للأوقية. ويتجه المعدن صوب تحقيق مكاسب للجلسة الخامسة على التوالي، مرتفعا 0.8 في المائة إلى 866 دولارا للأوقية، وزادت الفضة بنحو 0.7 في المائة إلى 15.55 دولار للأوقية. إلى ذلك، واصلت عملات اليورو والين والدولار الأسترالي مكاسبها أمس بدعم من تأكيد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) موقفه الذي يميل إلى التيسير النقدي. وهبط الدولار هبوطا حادا وارتفعت سندات الخزانة الأمريكية بعد قرار مجلس الاحتياطي الأربعاء، ليصل عائد سندات العشر سنوات إلى أدنى مستوى له في 14 شهرا. ويقبع الدولار الأمريكي قرب أدنى مستوى في أسبوعين، مع بدء المستثمرين في وضع احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام في الحسبان. وارتفعت الكرونة النرويجية قليلا قبيل قرار البنك المركزي النرويجي المتوقع أن يرفع فيه صانعو السياسات أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى واحد في المائة. وتخلى المركزي الأمريكي عن خطط لزيادة أسعار الفائدة هذا العام، في مؤشر على أن مساعيه المستمرة منذ ثلاث سنوات لتطبيع السياسة النقدية ربما بلغت نهايتها. وارتفع اليورو إلى 1.1437 دولار و1.1448 دولار في الأسواق الخارجية، وهو أقوى مستوياته منذ أوائل شباط (فبراير)، وانخفض اليورو قليلا مع بدء التداولات في لندن لكنه تماسك فوق 1.14 دولار. وتراجع الدولار إلى 110.47 ين، فيما شكلت خسارته البالغة 0.6 في المائة في الأسواق الخارجية أكبر هبوط منذ الانخفاض الكبير الذي استمر لفترة وجيزة في أوائل كانون الثاني (يناير) واستقر الدولار لاحقا عند 110.36 ين. ومقابل سلة من العملات، بلغ مؤشر الدولار أضعف مستوياته منذ أوائل شباط (فبراير) في الأسواق الخارجية قبل أن يتعافى قليلا أمس إلى 96.019 مرتفعا 0.3 في المائة. كما ارتفعت العملات التي عادة ما تسجل أداء جيدا في ظل الإقبال القوي على المخاطرة، وربح الدولار الأسترالي 0.4 في المائة ليصل إلى 0.7150 دولار أمريكي، فيما هبط الجنيه الاسترليني 0.2 في المائة إلى 1.3165 دولار أمريكي.