أعربت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا عن دعمها التام للدعوة التي اطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال منتدي الشباب العربي والأفريقي بأسوان لإنشاء سوق عربية أفريقية مشتركة وتأسيس صناديق عربية أفريقية لتمويل مشروعات البنية الأساسية في أفريقيا. وقالت ليليا هاشم ناعس مديرة مكتب شمال أفريقيا بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الاوسط على هامش اجتماعات الدورة ٥٢ للجنة ومؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة المنعقد حاليًا بمدينة مراكش بالمغرب، بأن هذه اللجنة الاقتصادية لأفريقيا تعمل على الإسهام في تنفيذ دعوة الرئيس السيسي، لأنه حان الآوان أن تستغل القارة الأفريقية والمنطقة العربية إمكاناتها بالصورة الأمثل لتكون في مستوى أفضل يليق بها.وأضافت ناعس أن أفريقيا من أغنى القارات في الموارد الطبيعية والخام ولكنها لا تزال من افقر القارات وهو أمر غير مقبول. وأوضحت أن مكتب شمال أفريقيا بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا يعمل مع البنك الإسلامي للتنمية في إطار برنامج التجارة العربية الأفريقية ولاسميا أن منطقة شمال أفريقيا ومصر تعد همزة وصل بين أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. وأضافت انه عندما تمت دراسة أثر إنشاء منطقة تجارة حرة أفريقية جرى أيضا دراسة أثره على منطقة التجارة الحرة العربية الجاري العمل على إنشائها وكيفية تحقيق التكامل بين المنطقتين العربية والأفريقية، وخاصة أن دول شمال أفريقيا لديها التزامات تجاه المنطقتين التجاريتين الأفريقية والعربية مما يتطلب التواصل والتناسق بين المنطقتين بما يعطيهما المزيد من القوة والفاعلية. ومن ناحية أخرى، قالت ليليا هاشم ناعس أن مستوى نمو الاقتصاد الأفريقي تراجع قليلًا حيث بلغ العام الحالي نسبة ٢ر٣%، أما فيما يتعلق باقتصاد منطقة شمال أفريقيا فقد كانت ثاني اكبر منطقة نموًا على مستوى أفريقيا بمعدل نمو يتراوح بين ٧ر٤ و٥%.ولفتت إلى أن التجارة البينية فيما بين دول شمال افريقيا لا تزال ضعيفة حيث ان منطقة شمال افريقيا لا تزال هي ومنطقة وسط أفريقيا من اقل مناطق افريقيا في التكامل، موضحة ان التبادل التجاري بين دول شمال افريقيا لا يتجاوز ٢ إلى ٣% من اجمالى التجارة الخارجية لدول المنطقة، بينما يصل جحم التجارة البنية الافريقية الى ما يتراوح بين ١٦ إلى ١٧% من حجم التجارة الخارجية للقارة. واشارت الى ان هذا التراجع ناتج عن تاريخ العلاقات الاقتصادية والتجارية لدول شمال افريقيا المرتبطة تجاريا بأوروبا ومع الشرق الاوسط بالنسبة لدول مثل مصر. واضافت ان هناك الكثير من العوائق التي تحول دون زيادة حجم التبادل التجاري والتكامل الاقتصادي بين دول شمال افريقيا رغم الكثير من الاتفاقيات الموجودة بين دول المنطقة ايضًا، وهناك مساعى من اجل التغلب على هذه العوائق.وأوضحت يليا هاشم ناعس ان مكتب شمال افريقيا باللجنة الاقتصادية لافريقيا اعد دراسة عن سلاسل القيم في دول شمال افريقيا حيث تم تحديد ١٠ قطاعات مثل قطاع النسيج والمنتجات الاليكترونية والكهربية والدوائية والغذائية بها امكانات كبيرة متاحة للتعاون والتكامل الاقتصادي حيث يمكن لدول المنطقة ان تستبدل سلع مستوردة من اوروبا بأخري تنتجها بالفعل دول المنطقة، ضاربة مثال بقطاع النسيج حيث ان بعض دول المنطقة تنتج المواد الخام وأخرى تصنعها وبالتالى يمكن الاستثمار والتكامل وتبادل الخبرات فيما بينها دون الحاجة للاستيراد من خارج المنطقة. واضافت ان مكتب شمال افريقيا يجري حاليًا دراسة أخرى أكثر عمقًا بشأن العوائق التي تواجهها هذه القطاعات في بلدان المنطقة للتغلب عليها من خلال تبني السياسات واللوائح الملائمة وصولا الى زيادة التبادل التجاري والتكامل فيما بين دول شمال افريقيا في هذه القطاعات. وفيما يتعلق بتحول افريقيا نحو التصنيع، قالت ليليا هاشم ناعس ان الصورة تختلف من دولة إلى أخرى في أفريقيا، فهناك دول تسير في مسار التصنيع واخرى تهتم أكثر بتطوير الخدمات وأخرى لا تزال تواجه العديد من الصعوبات والمشاكل ومن بينها الاستقرار وضعف البنية التحتية والخدمات التى تتيح للدول التواصل معا في مجالات الخدمات والدفع وتحويل العملات واجراءات التقاضي في حالات الخلافات، لافتة الى ان اللجنة الاقتصادية لافريقيا تسعي لجعل هذه الاجراءات اكثر شفافية وفاعلية مع انشاء منطقة التجارة الحرة القارية.وفيما يتعلق باستثمار الانهار والبحار والمحيطات في القارة الافريقية فيما يتعرف باسم الاقتصاد الازرق، قالت ان اللجنة الاقتصادية لافريقيا تشجع تطوير الاقتصاد الازرق في أفريقيا واستفادة الدول الافريقية من التجارب السابقة لتجنب سوء استغلال الموارد المائية والبحرية للحفاظ على الاستدامة. واضافت ان اللجنة الاقتصادية لافريقيا تجري حاليًا دراسة بشأن تطوير الاستفادة من الموارد التي يتيحها الاقتصاد الازرق في منطقة شمال افريقيا لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي في المنطقة.وبالنسبة لجهود التحول نحو الاقتصاد الرقمي في أفريقيا، قالت ليليا هاشم ناعس ان رقمنة الاقتصاد يتيح فرصة كبيرة لافريقيا كونه يتيح تسهيل وتسريع الخطى نحو تحقيق التنمية ويتيح استخدام التكنولوجيا والابتكار لوضع الحلول للمشكلات وتجاوز العوائق، ولكن ايضا هناك تحديات امام افريقيا تتمثل في ان بعض الدول تعاني من مشكلات كهرباء او عدم توافر الألياف الضوئية أو الاتصالات بشكل مستمر، وهذه التحديات يمكن التغلب عليها في ظل التطور السريع في الاقتصاد الرقمي في افريقا بصفة عامة وفي شمال افريقيا بصورة خاصة.
مشاركة :