أعلنت شركة جوجل قبل عدة أيام عن خدمة بث الألعاب ستاديا Stadia، والتي تقدم فيديوهات عالية الدقة ومعدل إطارات فيديو عالية وزمن تأخر منخفض لأجهزة مثل الأجهزة اللوحية والهواتف، الأمر الذي يعد إنجازًا بحد ذاته، لكن خدمات بث الألعاب تواجه تحديات خطيرة إذا أرادت التنافس مع أمثال إكس بوكس Xbox وبلي ستيشن PlayStation، أو حتى أجهزة الحاسب والهواتف الذكية القديمة البسيطة، وفيما يلي أهم 9 أسئلة حول ماهية الخدمة وكيف تعمل.1. كيف يتم اختيار اللعبة لقد رأينا Assassin’s Creed: Odyssey و Doom: Eternal، وعدد قليل من الأشياء الأخرى التي يتم تشغيلها على Stadia، لكن بخلاف ذلك، فقد كان عرض جوجل بسيطًا جدًا من حيث التفاصيل بقدر الألعاب التي يمكن أن نتوقع رؤيتها. وتتطلب خدمة Stadia أن يتم نقل اللعبة أو إعادة ترميزها جزئيًا لتلائم بيئتها الجديدة، وفي هذه الحالة فإن البيئة الجديدة عبارة عن جهاز حاسب يعمل بنظام لينكس. وتعد مسألة نقل اللعبة مجرد جزء من مهمة الاستوديو الرئيسي مثل Ubisoft، الذي ينشر بانتظام على منصات متعددة في وقت واحد، لكن بالنسبة لمطور أصغر أو لعبة أكثر تخصصًا، فهو ليس بالأمر السهل. وسيكون فريق خدمة Stadia مسؤولاً عن ألعاب الطرف الأول، ويعمل الفريق مع مطورين خارجيين لجلب كل تقنيات جوجل المتطورة لشركاء الاستوديوهات الكبيرة والصغيرة. وتحتاج كل لعبة إلى عناية خاصة، مما يعني أن كل لعبة متاحة عبر الخدمة سوف تعمل بشكل جيد.2. ما هي التكلفة تجنبت جوجل إلى حد كبير الحديث حول ماهية نموذج عمل الخدمة، إذ لا تتوفر معلومات حول الاشتراك الشهري أو هل الخدمة جزء من يوتيوب أو YouTube Red، وهل تحقق جوجل أرباح من مبيعات الألعاب بعد أن يلعب شخص ما، وهل هي مجانية لمدة ساعة في اليوم، وهل ستظهر الإعلانات كل 15 دقيقة، وهل سيدفع الناشرون التكلفة كجزء من ميزانية التسويق العادية. ويعد هذا الموضوع شائكًا لأن الطريقة الأكثر وضوحًا لتحقيق الدخل تحد من تعرض المنتج، ويضيف مطالبة الأشخاص بدفع اشتراك الكثير من الاختلاف إلى المنصة، حيث تتمثل الفكرة بأكملها في جعلك تلعب في غضون 5 ثوان. كما تعتبر مسألة وضع إعلانات بمثابة طريقة سهلة للسماح للأشخاص باستخدامها من أجل الحصول على مبالغ مالية صغيرة، ويمكنك الإعلان عن اللعبة نفسها وتقديم كوبون أو دفعة واحدة لمرة واحدة بنسبة 10 في المئة. ثم التذكير بأن المشتركين في YouTube Red لا يرون الإعلانات على الإطلاق. ولم تذكر جوجل أي شيء من هذا، ومن المحتمل أن نسمع المزيد في وقت لاحق من هذا العام مع اقتراب موعد الإطلاق، لكن من الصعب الحكم على قيمة الخدمة عندما لا تكون لدينا فكرة عما ستتكلفه.3. ماذا عن أجهزة iOS تعد شركتا جوجل وآبل خصمان بعدة طرق، لكن من الصعب التغلب على حقيقة أن مالكي هواتف آيفون يميلون إلى أن يكونوا عملاء الهاتف المحمول الأكثر ربحًا، ومع ذلك، لم يكن هناك شيء في العرض التوضيحي المباشر حولهم، ولم يتم ذكر توفر الخدمة لنظام آي أو إس iOS. ووفقًا لنموذج أعمالها، فقد تكون جوجل قد أبعدت نفسها عن متجر آب ستور، إذ لا تتيح لك آبل تشغيل متجر داخل متجرها (كما رأينا في حالات مثل Amazon و Epic)، وإذا كان هذا جزءًا من عرض Stadia، فإنها لن تستمر. وقد يكون هناك تطبيق يتيح لك اللعب فقط، لكن نظرًا لعدم ذكر أي شيء، فمن الممكن أن تستخدم خدمة Stadia كمنصة حصرية لجذب الأشخاص إلى أجهزة بيكسل Pixel.4. ماذا عن الألعاب التي تمتلكها بالفعل تعد مسألة شراء اللعبة لمرة واحدة وتشغيلها في أي مكان عامل جذب كبير لخدمة بث الألعاب، إذ قد ترغب أحيانًا في تشغيل اللعبة على جهاز تلفزيون بحجم 60 إنش بصوت محيطي، كما قد ترغب أحيانًا باللعب من خلال الحاسب المحمول في المقهى، وهذا ما تقدمه أنظمة مثل Steam Link. لكن جوجل لم تذكر كيف سيعمل نظام ملكيتها، أو ما إذا كانت هناك طريقة للعب الألعاب التي تمتلكها بالفعل على الخدمة، وهو أمر مهم للكثير من اللاعبين. وتم ذكر أنه سيكون هناك لعب عبر المنصات، وربما حتى القدرة على جلب المراحل المحفوظة على المنصات الأخرى.5. هل يمكنك تحويل المشاهدين إلى لاعبين تعد نسبة المشاهدة من خلال الهواتف المحمولة هائلة لأن البث يعد وسيلة رائعة لإمضاء الوقت في رحلة بالقطار أو الحافلة أو أثناء استراحة في المدرسة، وغالبًا ما لا يرغب هؤلاء المشاهدون في اللعب في تلك الأوقات، ولا يمكنهم ذلك إذا أرادوا ذلك، لذا فإن السؤال المطروح هو، هل هناك ما يكفي من الأشخاص الذين يشاهدون محتوى الألعاب على يوتيوب والذين سوف يتحولون فعليًا إلى اللعب. وقد يكون من الصعب تغيير المشاهدين إلى لاعبين، لكن إمكانية الانضمام إلى لعبة مع شخص ما، أو التأثير عليها بطريقة ما، أو الاستمرار من مكان التوقف هي فكرة جيدة، لكنها قد تتطلب إعادة كتابة القواعد الخاصة بكيفية تطوير الألعاب ونشرها، وقد رأينا محاولات لذلك من Beam، التي استحوذت عليها مايكروسوفت لاحقًا، لكنها لم تنجح. ويعد البث المباشر شكل من أشكال الترفيه السلبي منخفض الالتزام، لذلك فإنه يحظى بشعبية كبيرة، وتعد مسألة تحويل ذلك إلى شكل نشط شكل من أشكال الترفيه البعيد عن الوضوح.6. كيف هي جودة الصورة تمتلك الألعاب في الوقت الراهن رسوميات رائعة، بما في ذلك التفاصيل الدقيقة والتدرجات الضوئية الدقيقة، ولكن يبقى السؤال الأهم، هل ستأتي هذه التفاصيل بشكل فعلي إلى ألعاب البث المباشر، إذ إن ضغط الفيديوهات عالي الدقة بكفاءة عالية يقلل من التفاصيل بطريقة ملحوظة. ولا يمكنك إعادة إنشاء صورة بشكل مثالي إذا كان عليك إرسالها 60 مرة في الثانية مع بضع ميلي ثانية فقط لضغطها وإلغاء ضغطها. ولن يكون هذا الأمر مشكلة كبيرة بالنسبة لبعض الأشخاص، تبعًا إلى أنهم قد لا يهتمون بفقدان بعض الدقة المرئية، لكنها قد تكون مشكلة لأشخاص آخرين استثمروا في منصة ألعاب أو حاسب شخصي قوي يوفر لهم تفاصيل أفضل مع معدل إطارات أعلى مما قد تقدمه خدمة Stadia. ويجب على شركة جوجل مراعاة هذه الأشياء، خاصة عندما يكون الفرق ملحوظًا بما يكفي بحيث يبدأ مطورو اللعبة والناشرون في ملاحظة أن اللعبة توفر تجربة أفضل على جهاز فعلي.7. هل سيلعب الناس أثناء التنقل لا يتعلق السؤال بإمكانية أن يلعب الأشخاص الألعاب على الهاتف المحمول، لأن هذه واحدة من أكبر مجالات الأعمال في العالم، لكن السؤال يتعلق بمدى رغبة الناس في لعب لعبة Assassin’s Creed: Odyssey على جهاز Pixel Slate، ناهيك عن هواتفهم الذكية. وتساعد ألعاب الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية على تمضية الوقت، وهي مخصصة لجلسات لعب بمدة قصيرة، لكن خدمة جوجل للبث المباشر قد تضطر الأشخاص إلى حمل أجهزة تحكم تبدو ضخمة إلى حد ما، مما يقلل من إمكانية استخدامها في أماكن مثل الطائرات والمقاهي والمترو. كما أنك قد لا تحصل على اتصال إنترنت مفتوح وسريع بمعدل 10 أو 20 ميجابت في الثانية للحصول على معدل إطارات فيديو يبلغ 60 إطار في الثانية.8. كيف تعمل ميزة تعدد اللاعبين من الواضح أن الألعاب متعددة اللاعبين ضخمة في الوقت الحالي، ومن المحتمل أن يستمر هذا الاتجاه طويلًا، لذلك ستدعم Stadia بالتأكيد لاعبين متعددين بطريقة أو بأخرى، لكن تعدد اللاعبين ميزة معقدة أيضًا. وكانت الألعاب سابقًا تتمحور حول لاعبين فقط، أما الآن، فإن هناك العديد من اللاعبين الذين يلعبون معًا، ويبقى السؤال حول كيف يمكنك لعب لعبة The Division 2 مع صديق عبر Stadia، وهل يمكنك استخدام حسابك الحالي، وكيف يمكنك تسجيل الدخو، وهل توجد مشكلات في بروتوكول الإنترنت، وهل ستشغل اللعبة بأكملها في بعض مجموعات الخوادم الكبيرة أجهزة الكشف عن الغش أم سترسل لي رسالة تحذير أمان إلكترونية، وماذا لو أراد شخصان لعب لعبة محليًا. وتركز العديد من أكبر الألعاب في العالم على تعدد اللاعبين، وبدون وجود تفاصيل واضحة للغاية حول هذا الأمر، سوف يؤدي ذلك إلى ابتعاد الكثير من الناس عنها، وقد تكون المنصة رائعة بالنسبة لهذه النوعية من الألعاب، لكنها غير قادرة على إقناع اللاعبين. 9. ستاديا تعد مسألة إطلاق علامة تجارية صعبة، كما أن إطلاق منتج يهدف إلى الوصول إلى الملايين وإعطائه اسمًا لا يمثله جيدًا أمر صعب، وقد تكون فكرة تسمية Stadia تعود إلى أن كل لاعب يلعب في ملعب خاص به، ومن المؤكد أن تسمية Stadia أكثر تميزًا من تسمية الملاعب Stadium وأقل مشاكل من حيث حقوق الطبع والنشر لتسمية Colosseum، المدرج الكبير في روما.
مشاركة :