قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن حل الخلاف حول قضية الصحراء الغربية يجب أن يكون مبنيا على التوافق وغير ذلك فهو مستبعد. وأضاف الوزير المغربي -خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماع الطاولة المستديرة الثاني حول موضوع الصحراء الغربية- أن الاجتماع يكرس للمرة الأولى العناصر الأساسية والضرورية لحل النزاع ومنها الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن 2440 التي تؤكد أن حل النزاع يجب أن يكون واقعيا وعمليا. وتابع أن حق تقرير المصير لا يعني بالنسبة للموقف المغربي الاستفتاء أو الاستقلال، وأن المغرب لا يقبل بأي حل مبني على الاستفتاء أو الاستقلال، وأشار إلى أن الموقف المغربي يتوافق مع ما جاء في قرار مجلس الأمن حيث لم يذكر سوى حق تقرير المصير فقط ولم يشر ولا مرة واحدة إلى مسألة الاستفتاء. وأكد أن الحل الواقعي الذي تراه المغرب ويتفق مع مبادئ الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن وهو عملي ودائم هو الحفاظ على الخصوصية الثقافية للسكان في الصحراء وكذلك الذاتية الاقتصادية، ولفت إلى أن مبادرة المغرب للحكم الذاتي تفي بذلك. واتهم الوزير المغربي من وصفهم بـ"من خدعوا الناس بالقول إن تقرير المصير هو الاستفتاء أو الاستقلال" بالمغالطة وعليهم تحمل مسئولياتهم أمام التاريخ، وأشار إلى أن الحل لقضية الصحراء لن يكون إلا في إطار السيادة المغربية. وقال إن الثقة التي ضاعت خلال عقود لا يمكن أن تبنى في اجتماع واحد، وأعرب عن أسفه أن مقترحات المغرب لم تلق تجاوبا. وأضاف أن بلاده على ثقة من أن الوضع الإقليمي وتطلعات شعوب المنطقة وما يطلبه الشركاء الأفارقة والمتوسطيون سيجعل هناك تجاوبا بناء لأن المستقبل هو البناء في إطار إقليمي وعلاقات تعيد الثقة إلى شباب وشعوب المنطقة، وأن بلاده لا تريد أن تكون الاجتماعات هدفا في حد ذاتها ولكنها تريد شيئا مختلفا عما سبق واجتماعات تشارك فيها الأطراف بإرادة حقيقية وبعيدا عن لغة الماضي ومقاربات بعيدا عن الحلول المستحيلة. وأشار إلى أنه إذا كانت تلك رغبة الجميع فالمغرب سينخرط في الاجتماعات المقبلة وستكون هناك فرصة للدخول في صلب الموضوع وباحترام تام لما يؤكده مجلس الأمن وهو الحل الواقعي والعملي والدائم والمبني على التوافق. بدوره، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر -خلال المؤتمر الصحفي- إن أحدا لا يجب أن يتوقع نتيجة سريعة بالنسبة لهذه العملية لأن المواقف لا تزال متباعدة، وأشار إلى أن هناك حاجة لإحراز الثقة بين الأطراف من أجل التقدم، ولفت كوهلر إلى أن الوفود وافقت على أن تلتقي في اجتماع ثالث قادم سيكون في بداية الصيف المقبل. وخلال المؤتمر الصحفي، قال رئيس وفد البوليساريو في الاجتماع خاطري ادوه إن الوفد انخرط في الاجتماع بشكل بناء ودون شروط مسبقة بهدف التوصل إلى حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف وهو حق تقرير المصير والاستقلال وباعتبار ذلك هو الحل الواقعي والعملي والدائم، وأشار إلى أنه بدون موافقة الشعب الصحراوي على الكيفية التي يجب أن يمارس بها تقرير مصيره فلا يمكن أن يكون هناك حل حقيقي. وأضاف أن حق تقرير المصير ليس أطروحة جديدة ولكنه قائم منذ عام 1963، وأن كل مقاربات المغرب للقفز على حق تقرير المصير والاستقلال قد فشلت وهو ما أدى إلى إطالة أمد النزاع، ودعا ادوه الاتفاق الطبيعة القانونية للصحراء إلى خطة ممنهجة وبجدول زمني حتى يمكن الوصول في النهاية بالسماح لشعب الصحراء بحق تقرير المصير. وقال رئيس وفد التفاوض لبوليساريو إنه لم يلمس بشكل جدي أن هناك إرادة للانطلاق في هذا الاتجاه، وأشار إلى أنه إن لم يتم الوقوف عند هذه الأرضية فستظل المواقف مكانها، وأكد أنه إذا منح شعب الصحراء حق تقرير المصير في استفتاء حر ونزيه ومنظم وقرر أن ينضم إلى المغرب فإنه ستتم الاستجابة لإرادته وسيتم التنازل عن مطلب الدولة الصحراوية.
مشاركة :