تتجدد الذكرى كل عام ونتذكر هذه الرحلة الإيمانية العظيمة وما بها من حِكَم وعِبَر. وكلما أعدت تلاوة أول سورة الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَاإِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير) الإسراء (1) أُشعر بجمال وجلال من وقع هذه الآية في نفسي وكلمات القرآن لها دلالة عظيمة في نفوس المؤمنين به. فيقول مصطفي بن العدوي في تفسير كلمات الكتاب العزيز (سبحان): تنزّه عن الشريك وعن العيب، (أسري بعبده): سيّر عبده ليلا. (باركنا حوله) جعلنا الخيرات كثيرة عنده. (آياتنا) معجزاتنا. وكانت رحلة الإسراء وتلتها رحلة المعراج واستقبل النبي صلى الله عليه وسلم ثلة من الملائكة المقربين. ففي ليلة من الليالي المباركة بعد أن فقد النبي صلى الله عليه وسلم اثنين من أكثر المساندين له ولدعوته وهما زوجته السيدة خديجة وعمه أبوطالب أسرى به الله من مكة إلى بيت المقدس ثم تمت رحلة العروج إلى السماء ومر النبي صلي الله عليه وسلم على السبع الطباق بصحبة أمين وحي السماء فأوحى الله إليه ما أوحى. ومن الدروس المستفادة من هذه الرحلة المباركة أنه بعد العسر يسر وبعد الضيق الفرج وأن في المحن المنح. فقد توالت على رسول الله صلي الله عليه وسلم الأزمات والمحن قُبيل حادثة الإسراء والمعراج فأنعم الله على رسوله ومصطفاه بهذه الرحلة الإيمانية المباركة جبرا لخاطره صلى الله عليه وسلم ليرى أغرب المشاهد ويعود بأجل هدية لأمته وهي الصلاة.
مشاركة :